رئيس التحرير
عصام كامل

"نسر" السيسى تتبرأ من خطايا مرسي في سيناء..مسلّم: المعزول فرض قيودا على القوات المسلحة في العملية الأولى..قنديل: الجيش يحكم سيطرته على أرض الفيروز


بعد واقعة قتل الجنود المصريين في رفح في شهر رمضان الماضي أعلن الرئيس المعزول محمد مرسي أن القوات المسلحة ستقوم بعملية على البؤر الإرهابية في سيناء معلنا أنه ستولي بنفسه قيادة هذه العملية وبعد عدد من الأخبار المنشورة عن نجاح العملية في إغلاق العديد من الأنفاق وقتل عدد من الإرهابيين اختفت أخبار العملية وتناولت بعض التقارير الصحفية أنها توقفت بأمر من الرئيس السابق.


إلا أنه بعد إسقاط مرسي وزيادة عدد العمليات الإرهابية في سيناء والتي وصل عدد ضحايا إلى ما يزيد عن 21 قتيلا حتى الآن فقد أعلنت القوات المسلحة أنها بصدد البدء في عملية جديدة لتخفيف بؤر الإرهاب في سيناء تحت مسمي "نسر2".

وعن الاختلافات بين عملتي نسر مرسي ونسر السيسي قال الخبير الاستراتيجي طلعت مسلم أن العملية نسر 2 التي ستنفذها القوات المسلحة في سيناء خلال الأيام المقبلة سيكون بها من الإمكانيات ما يميزها عن سابقتها نسر 1 التي حدثت في عهد الرئيس السابق محمد مرسي نظرا لتوافر الظروف التي لم تكن متاحة سابقا.

وأوضح أن العملية الجديدة ستستخدم فيها الأسلحة والطائرات الهليوكوبتر بشكل أوسع كما أن كتيبتين تحركتا في العريش خلال الأيام الماضية خاصة بعد الاتفاق مع إسرائيل على إدخال قوات جديدة لم تكن موجودة في السابق.

وأشار إلى أن هذه العملية تتوافر لها فرص النجاح عن سابقتها، فكان مرسي يفرض القيود على القوات المسلحة مما أدى لمزيد من انتشار العناصر الإرهابية داخل سيناء.

وأضاف مسلم: أن العملية تستمر أكثر من أسبوع مشيرا إلى أن مرحلة ما بعد العملية هي الأهم خاصة مع وجود احتمالات لتكرار الهجمات الإرهابية بما يلزم وجود قوات مستعدة تقوم بعمل متابعات دورية للتفتيش عن أي عناصر إجرامية.

أكد الخبير العسكري اللواء يسري قنديل، أن العملية "نسر 2" سوف تختلف عن سابقتها "نسر 1" التي حدثت في عهد الرئيس السابق محمد مرسي، والذي اعتبره وضع قيودا على القوات المسلحة حتى لا يقضي على الجماعات الجهادية في سيناء وشركائهم من عناصر حماس وحزب الله.

وأضاف: "مرسي كان يريد الإبقاء على هذه العناصر الإرهابية بدليل زيادة عملياتها بعد عزله وتهديد المتشددين من الإخوان كالبلتاجي وحجازي باستمرار هذه العمليات حتى عودتهم إلى الحكم مرة أخرى دون أن يدركوا أن الجيش لديه من القوات الخاصة ما يمكنه من التعامل مع هذه المخاطر مشيرا إلى أن قوات الجيش أحكمت سيطرتها على مداخل ومخارج جبال سيناء حتى تحاصرهم وتقضي عليهم".

وتابع "قنديل": "العملية نسر 2 ترتبط بشكل مباشر باعتصام ميدان رابعة العدوية مطالبا أن يتعامل الجيش مع هؤلاء المعتصمين، كما يتعامل مع الخارجين على القانون في سيناء لأنهم أيضا يهددون الأمن القومي، ويمنعون سكان المنطقة من ممارسة حياتهم الطبيعية فهذه العملية ستستغرق ما يزيد على الشهر حتى يتم إنجازها".

وقال اللواء محمد قدري سعيد، رئيس وحدة الدراسات العسكرية في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية إن "العملية نسر 2" التي ستنفذها القوات المسلحة في سيناء خلال الأيام المقبلة، سيكون بها من الإمكانيات ما يميزها عن سابقتها "نسر 1"، والتي حدثت في عهد الرئيس السابق محمد مرسي، من حيث المعلومات المتوفرة عنها والقائمة على التدقيق ومعرفة أماكن تواجد العناصر الإرهابية وجهاتهم.

وأشار إلى أن العملية الجديدة ستشهد زيادة في أعداد الأسلحة المستخدمة، موضحا أن الأسلحة في الفترة السابقة كانت معقولة ولكنها غير كافية، ولكن بعدما حدث نوع من الحوار بين مصر وإسرائيل لزيادة أعداد القوات في سيناء، وهو الأمر الذي وافقت عليه إسرائيل.

وأضاف "سعيد" أن فكر القيادة في هذه العملية سيكون مختلفا عما كان في عهد مرسي الذي منع الجيش من القضاء على البؤر الإرهابية، مشيرا إلى أن القوات المسلحة سوف تتعاون مع الأطراف الخارجية ومنها إسرائيل التي ستشارك مع مصر في بعض المخاطر التي تستدعي تبادل المعلومات بين الطرفين.
واعتبر الخبير الإستراتيجي والعسكري اللواء محمد بلال، إن العملية "نسر 1" كانت مقيدة، لأن الرئيس السابق محمد مرسي قال، إنه سيتولي العملية بنفسه كنوع من التدخل في شئون القوات المسلحة، مما جعل القوات تتحرك إلى سيناء دون أن تقوم بالعملية الفعلية، أما العملية "نسر 2" فيقودها القادة الميدانيون الذين يجيدون تحديد الأهداف وتحديد كيفية التعامل معها.

وأضاف، أن العملية تحتاج إلى الاستمرارية بعد انتهائها، لأنه لا يمكن اقتلاع الإرهاب من جذوره بشكل نهائي، مشيرا إلى أهمية التنسيق مع إسرائيل خاصة بشأن تحرك القوات، بالإضافة إلى التعاون مع حماس إذا أرادت المساعدة في حفظ الأمن القومي المصري.

وتابع "بلال": "نجاح العملية سيكون مرتبطا بتعاون الجيش مع شيوخ القبائل السيناوية الذين هم أدرى بالشعاب التي يمكن للإرهابيين الاختباء فيها كما أنهم أدرى بالعناصر الغريبة عنهم".
الجريدة الرسمية