تقارير: الهجرة من العراق إلى أوروبا مطلب جماعي للأكراد
يعيش نحو خمسة ملايين شخص في كردستان العراق، بينما تعتمد نحو ثلثي الأسر على راتب حكومي أو معاش تقاعدي، لكن بسبب التوترات بين الحكومة في بغداد والإقليم المتمتع بالحكم الذاتي، غالبًا ما تصل المدفوعات "متأخرة بشكل كبير".
أن تمتلك عملًا وشقة في كردستان العراق لا يعني ذلك بالضرورة أن حياتك أفضل، فبالنسبة لهيرش طالب، الموظفٌ الحكومي الكردي العراقي، فإن السفر إلى أوروبا يعني ضمان مستقبل عائلته.
يوضح الباحث في معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام شيفان فاضل أنه على مدى السنوات القليلة الماضية مع تفاقم الأزمة الاقتصادية تم رصد تفشي للفساد وتفاقم لعدم المساواة والركود السياسي في كردستان العراق.
موجة هجرة
يعتقد فاضل أن "هذه الأمور من بين الدوافع الرئيسية لموجة الهجرة الأخيرة من المنطقة"، بينما يضيف تقرير مفصل للأمم المتحدة صدر في ديسمبر 2021 أن هناك "نمط قمعي متزايد من التضييق النشط على حرية التعبير في الإقليم عدا عن الترهيب والاعتقال التعسفي وغير ذلك من الوسائل" التي أدت لتفاقم الهجرة.
اعترافات انتزعت تحت التعذيب
بحسب الأمم المتحدة فإن هناك "عدم احترام مستمر للشروط القانونية والضمانات الإجرائية اللازمة لضمان إجراءات قضائية عادلة أمام محكمة مستقلة ومحايدة" في إقليم كردستان العراق، وقد لوحظ أن المحاكمات لا ترقى إلى مستوى "القواعد والمعايير الدولية لحقوق الإنسان، بما في ذلك حقوق المتهمين في استدعاء وفحص أو استجواب الشهود ضدهم".
وقال تقرير الأمم المتحدة: إن ثمانية على الأقل من المتهمين الذين قدموا إلى المحكمة زعموا أن اعترافاتهم "انتُزعت تحت التعذيب"، وإن القاضي "رفض هذه الطلبات دون مزيد من الفحص".
وفي حالاتٍ أخرى مُنع محامو الدفاع من إعداد دفاع فعال، واحتُجز ما لا يقل عن اثنين من المتهمين في الحبس الانفرادي المطول و"مُنعوا جميعًا من الاتصال بعائلاتهم بشكل منتظم".
كل هذا وسط خطر نشوب صراع بالمنطقة بأكملها أيضًا، خاصةً مع استهداف الجيش التركي قواعد في كردستان العراق، قائلًا إنها قواعد حزب العمال الكردستاني، والذي تصنّفه أنقرة على أنه "جماعة إرهابية".
صراعات العشائر
داخل كردستان العراق نفسها هناك أثرٌ للصراع العشائري المتمحور حول السياسة، والتي تتجلى بالصراع بين عائلتي بارزاني في أربيل والطالباني في السليمانية، واللتان تتقاتلا على زعامة المنطقة، فيما يقول هيرش إنه تلقى تهديدات من هذه العشائر.
في خريف 2021، حاول طالب وعائلته الوصول إلى أوروبا عبر العاصمة البيلاروسية مينسك، وقال لفرانس برس إنه بين أكتوبر، وديسمبر 2021 "دفع مرتين لمهرب للمساعدة في إدخاله هو وعائلته إلى بولندا"، وفي إحدى المحاولات قفز كلب حرس الحدود على ابنه فقام بضرب الكلب.
جوازات سفر مزورة
ويضيف: "الشرطة البولندية ضربتني واعتقلنا، لكننا حاولنا مرة أخرى باستخدام جوازات سفر يونانية مزورة وتم القبض علينا مرة أخرى".
رحّل هيرش وعائلته في ديسمبر 2021 إلى كردستان، لكن رغبتهم في الوصول إلى أوروبا لم تختف، "نريد فقط الخروج من هذه الغابة"، يؤكد هيرش.