"ربنا بيرزق ونعمه كتيرة عليا.. شعار أم أسماء في الحياة".. قصة مسنة مع نصبة شاي في المنصورية | فيديو
دائما ما تسطر المرأة علامات من البطولة والكفاح فالمرأة هي سر نجاح المجتمع، وهي المسؤولة عن بناء الأجيال، فهي السفينة التي تسير بنا لبر الأمان ولذلك فالمرأة المصرية دائما مكافحة ومثابرة، وتقف في وجه الظروف القاسية كالجبال، وبين آلاف النماذج المكافحة نجد أم أسماء التي تجلس بجوار نصبة الشاي الخاصة بها بمنطقة المنصورية في محافظة الجيزة بمكان متواضع وبسيط، تخرج أم أسماء يوميا باحثة عن رزقها بأدواتها البسيطة، وعلى الرغم من أنها تحصل على أموال زهيدة مقابل خدمتها في بيع الشاي إلا أنها لا تبالي بما تكسبه كل يوم، وهذا لأن شعارها في الحياة "ربنا بيرزق ونعم ربنا كتيرة عليا".
نصبة الشاي مصدر رزق
أم أسماء التي تبلغ من العمر 70 عاما، هي واحدة من آلاف النماذج التي تحارب ظروفها القاسية بأدواتها البسيطة والمتواضعة، بإبتسامة عريضة تملأ وجهها كل صباح ترص أدواتها على طاولة خشبية متواضعة.
وتكافح في الحياة لكي تربي ابنتها، ورغم ضيق الحال لم تحرم أم أسماء ابنتها أسماء من التعليم، بل بالعكس جرى الإصرار في عروقها، وقررت أن تعلم ابنتها أسماء لكي تراها في أعلى المناصب، حيث قالت أم أسماء: "دخلت بنتي تانية ثانوي تجاري علشان معيش فلوس ادخلها ثانوي عام وربيتها من وهي عندها 7 سنوات"، فنصبة الشاي لم تمنعها من تعليم ابنتها، بل قهرت أم أسماء كل الظروف القاسية من البرد القارس والمطر الغزير وتصر على فرش نصبة الشاي الخاصة بها كل يوم لكي تواجه متطلبات الحياة من دفع إيجار شقتها، وتعليم أسماء.
وفي هذه الظروف التي تعيشها هذه الأم قررت أسماء مساعدة والدتها في مصاريف دروسها ومتطلباتها الخاصة لكي تحقق حلم والدتها فقامت بالعمل في أحد المحال التجارية.
بكاء أم أسماء
طاعة الوالدين، والسؤال عليهم ورعايتهم في الكبر من العبادات الواجبة على الأبناء، وعندما سألت أم أسماء هل لكي أبناء آخرين؟ لمعت عيناها بالدموع.
قائلة: "عندي واحد عايش في الفيوم بس كل واحد في حاله"، فالأم في هذه السن لا تريد من أبنائها سوى السؤال عليها والاطمئنان على صحتها وهذا ما تطلبه أم أسماء من ابنها، ولكن يظل شعارها الذي يصبرها "ربنا موجود ومبينساش حد ونور ربنا دايما معايا".
يوم من أيام أم أسماء
مع شروق الشمس، وزقزقة العصافير، وآذان الفجر المريح للأعصاب، تبدأ أم أسماء يومها بصلاة الفجر داعية المولى بالفرج والستر وصلاح الحال، وتفتح بابها طالبة بأن يرزقها الله من كرمه، وتبدأ عملها في نصبة الشاي الخاصة بها، وترص أدواتها المتواضعة، تلك النصبة التي تركها لها زوجها قبل وفاته، ولكن شاءت الأقدار أن تتغير أحوال الدنيا لتلقي العبء على أم أسماء فتولت مكانه المسيرة من ثماني سنوات ورغم متاعب الحياة، فأم أسماء تصر أن تقف كالجبل العتيد في وجه ظروفها القاسية وهي تتمنى الستر والنجاح والسداد لابنتها في حياتها.