رئيس التحرير
عصام كامل

«إخوان سوريا» أطاحوا بـ«مرسى».. رفض المصريين للجماعة درس لشعوب الحرية.. قمورية: مصر رفضت درسًا إخوانيًا فى التدين.. أنصار المعزول استنجدوا بالخارج.. انهيار إخوان مصر يعنى ضياع المش


خروج ملايين المصريين في كل ميادين البلاد لتصحيح مسار الثورة والإطاحة بحكم الإخوان صار درسا للشعوب الطامحة إلى الحرية في كل العالم. وهو الدرس الذي يجب أن يفهمه السوريون قبل غيرهم. 


فمصر المؤمنة، حسب المحلل أمين قمورية، رفضت أن يلقنها الإخوان درسا في التدين، فكيف يقبله السوريون من الأصوليين والسلفيين وبهم ضرب مثل التعايش في ظل التنوع المذهبي والطائفي والانفتاح على الآخر؟، وقد تلقت خريطة الطريق التي أعلنها الجيش المصري وعزل الإخوان بموجبها قبل أن يحجّموا دوره كما فعل إخوان تركيا إلى حدود الإذلال، تلقّت دعما خليجيا عاجلا، وبعد ساعات من الإطاحة بمرسي باركت السعودية هذا التحول بـ 5 مليارات دولار، تبعتها الإمارات والكويت بـ 7 مليارات دولار.

لقد تمسّك الشعب المصري في موجاته الثورية المتلاحقة بسلمية ثورته رغم ممارسات العنف من قبل النظام الأمني لحكم مبارك والنظام الإخواني لحكم مرسي دون أي مراهنات على الخارج. في حين تسابقت أطياف المعارضة السورية إلى الاستقواء بالخارج، وخصوصا من أقام من شخصياتها في العواصم الأوربية، ممن لم يؤمن أبدا بقدرة شعبه على نيل حريته.

وهذا الاعتماد الزائد على المساعدة الخارجية يشبه إلى حد بعيد مواقف الإخوان المصريين التي انتٌقدت طويلا وبصورة لاذعة حتى اتهموا باستعدادهم لبيع الأهرام للأخ القطري، علما بأن المساعدة المالية القطرية التي بلغت نحو 8 مليارات دولار لم تساعد مرسي في التمسك بالسلطة بل ساهمت في حرمان الإخوان منها. 

مصر مهد "الإخوان" وجذع شجرتهم بكل أغصانها الفكرية والجهادية، لكنها لم تقبل بهم، فهل يعقل أن تقبل بهم سوريا؟، إن ما حدث في مصر من عودة الجيش للقبض على زمام الأمور، بعد تجربة وصفها الكاتب السياسي سميح صعب بالمختصرة جدا لـلإخوان في الحكم، مرتبط بعلاقة مباشرة وقوية بما يجري في سوريا، ولو انتصر إخوان سوريا لما تجرأ الجيش المصري على عزل مرسي مهما تظاهر الملايين رفضا لحكم الإخوان.

إن الترابط الوثيق للأحداث في البلدين، لا بل وبأحداث "تقسيم" أيضا، ليس فقط نتيجة القرب الجغرافي والسياسي الثقافي، بل هو أيضا نتيجة الوحدة الجيوسياسية لعملية تغيير تشمل المنطقة بأسرها. ولو سقطت سوريا في يد الإخوان، حسب سميح صعب، لسيطر الإخوان على المنطقة بأكملها. إن تعثر الإسلام السياسي في سوريا عزز القدرة على مواجهته رغم الدعم الأمريكي للمشروع الإخواني، حيث وجدت واشنطن في الإخوان وسيطا للمصالحة مع العالم الإسلامي وتخفيف حدة كره المسلمين لها. وسقوط محمد مرسي في مصر أسقط دعائم حلم أردوغان الذي وصفه أحمد داود أوغلو بشرق أوسط إسلامي كبير يحكمه تنظيم "الإخوان" وأنقرة تاجه ومرجعيته.

كما أن انهيار إخوان مصر يعني حتمية سقوط المشروع الأيديولوجي الإخواني التركي الأمريكي، ما أثار الذعر في تركيا من إمكانية وصول عدوى "التحرير" إلى "تقسيم". ولم يكن صدفة إطلاق المتظاهرين في "تقسيم" على أردوغان تسمية مرسي التركي.
الجريدة الرسمية