قصة أول مسجد شيد في الإسلام وفضل الصّلاة فيه
يُعدُّ مسجدُ قُباء أوّل مسجدٍ بُنيَ في الإسلام، وأمّا ما ذُكر من تأسيس أبي بكر-رضيَ الله عنه- لمسجدٍ في مكّة قبل الهجرة؛ فكان في بيته وبشكلٍ خاصّ، وأمّا مسجد قُباء فهو لجميع المُسلمين.
وقد بناهُ النبيّ -عليه الصّلاةُ والسّلام- عندما وُصوله إلى المدينة مُهاجرًا إليها، ونزل فيه قوله -تعالى-: (لَمَسجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقوى مِن أَوَّلِ يَومٍ أَحَقُّ أَن تَقومَ فيهِ)، ونزل -عليه الصّلاةُ والسّلام- في قُباء وأقام فيها عدّة ليالي، وبنى خلالها مسجدُ قُباء، وأُسِّس على التّقوى من أوّل يوم، وهو لا يزالُ إلى يوم القيامة مركزًا للحضارة الإسلاميّة، ومكانًا للعبادة لجميع المُسلمين.
موقع مسجد قباء وسبب تسميته
ويقع مسجدُ قُباء في الجهة الجنوبيّة الغربيّة من المدينة المُنوّرة، قريبًا منها، ويبعُد عنها قُرابة الميلَين، وقد بُنيَ في أحد عوالي المدينة المنوّرة، ويبعُد مقدار خمسة كيلو مترات عن المسجد النبويّ.
أمّا سببُ تسميته بهذا الاسم؛ فهو نسبةٍ إلى اسم القرية التي بُني فيها وهي مساكن بني عمرو بن عوف، واسم القرية يعود إلى اسم بئرٍ كان فيها، فسُمّيَ بمسجد قُباء؛ وفي طريق هجرة النبيّ -عليه الصّلاةُ والسّلام- إلى المدينة مرّ بهذه القرية وبنى بها مسجد قُباء.
فضل الصلاة في مسجد قباء
توجد العديد من الفضائل للصّلاة في مسجدِ قُباء، ومنها:
ذهاب النبيّ -عليه الصّلاةُ والسّلام- إليه في كُلّ يوم سبت للصّلاة فيه؛ ممّا يدُلّ على فضله وفضل الصّلاة فيه، لِما رُويَ عن عبد الله بن عمر -رضيَ الله عنهما-: (أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ كانَ يَأْتي قُبَاءً، يَعْنِي، كُلَّ سَبْتٍ، كانَ يَأْتِيهِ رَاكِبًا وَمَاشِيًا).
التّطهُر في البيت، ثُمّ الذّهاب للصّلاة فيه، كأجر العُمرة، لِقول النبيّ -عليه الصّلاةُ والسّلام-: (من تطَهَّرَ في بيتِهِ، ثمَّ أتى مسجدَ قباءٍ، فصلَّى فيهِ صلاةً، كانَ لَهُ كأجرِ عمرةٍ)، وينالُ هذا الأجر من مرّ به وصلّى فيه، والأفضل أن يكون الوضوء في البيت، ثُمّ الذّهاب للصّلاة فيه.