رئيس التحرير
عصام كامل

"محمد بديع.. المتحول".. في 2011: القوات المسلحة في القلب.. ونظام مبارك حاول الوقيعة بيننا.. وفي 2013 يهدد بتشكيل جيش حر لمواجهة السيسى لإعادة "مرسي"


يبدو أن مقولة "سبحان مغير الأحوال" باتت أمرا حقيقيا ينطبق على آخر مرشد لجماعة الإخوان المسلمين محمد بديع الذي تذبذبت تصريحاته عن الجيش وانقلبت رأسا على عقب بعد قيام الفريق أول عبد الفتاح السيسي بعزل الرئيس محمد مرسي بناءً على إرادة ورغبة شعبية.


لقد انتقل الإخوان المسلمون من موقع السلطة إلى موقع المعارضة فجأة، وأصبحوا الآن في موقع خصومهم، لينكشف أمرهم عند أول اختبار، إذ انقلبت أعمالهم وأقوالهم رأسًا على عقب وباتت تناقض ما كانت عليه وهم في السلطة، تبدو واضحة المواقف المتباينة لجماعة الإخوان المسلمين بين وجودهم في موقع السلطة ووجودهم في المعارضة.

وطوال عام من حكم البلد، انتقدوا بعنف التظاهرات والاحتجاجات التي استخدمت وسائل متنوعة للتعبير عن مطالبها ومنها قطع الطرق، متحججين بعجلة الإنتاج التي تتعطل جراء هذه الأفعال، واليوم هم من يقطع الطرق ويفتعل العنف والتهديدات وإرهاب المواطنين.

بديع رأس الأفعي والعقل المدبر للجماعة في الفترة الماضية، حيث تبدلت تصريحاته عن الجيش وتحولت من مؤيد إلى معارض، وذلك بغرض المصلحة السياسية، بديع في أول تصريح له عقب ثورة 25 من يناير شدد على أهمية موقف القوات المسلحة المصرية في نجاح ثورة 25 يناير واستمرارها، وقال: "من المستحيل أن نسمح لأحد بإحداث وقيعة بين الشعب والجيش "، وأوضح أن الجيش المصري في القلب والنظام السابق حاول الوقيعة بيننا ".

"بديع" أيضا عاد مرة أخرى ليغازل الجيش قبل اندلاع تظاهرات الغضب في يناير عام 2012، حيث أعلن عن رفضه الدعوة إلى ثورة ثانية ضد المجلس العسكري في ذكرى مرور عام على ثورة 25 يناير، وأوضح أن مؤسسات مصر هي ملك لأبنائها، وأن ميزانية الجيش ستخضع لرقابة لجنة محدودة من مجلس الشعب، رافضا أن نجعل المجلس العسكري أعداء لنا، ونقوم عليه بثورة كما قمنا على النظام الفاسد المستبد، الذي كان عدوا لكل أطياف الشعب، ومضيفا أن "المشهد الآن مختلف تماما"، ووصف المجلس العسكري بـ"بشر يصيبون ويخطئون"، واستدرك بقوله: "لا أحد فوق المساءلة".

ومع حلول الذكري الثانية لثورة 25 يناير أشاد بديع بالدور القومى الذي يقوم به الجيش المصرى والمشروعات البناءة والدور الوطنى الأصيل والخدمات التي قدمها على مدى الأعوام السابقة، موجها الشكر لقيادات الجيش وجنود الجيش.

ولكن لم يبق المرشد المتحول على حاله كثيرا بعد تعيين الفريق أول عبد الفتاح السيسي وزيرا للدفاع يبدو أن السيسي رفض التطوع للجماعة، ورفض أن يكون أحد أفرادها مما أثار غضب الجماعة عليه تزامن ذلك مع محاولة "السيسي" أن يجمع بين القوى السياسية مع الرئيس المعزول للخروج من الأزمة السياسية ولكن يبدو أن مرسي لم يعجبه تدخل السيسي لحل النزاع ولم يخلو الموقف من تصريح آخر لبديع عن الجيش والتي ذكر فيها أن قيادات الجيش المصري بمختلف أسلحته وعناصره ورتبه مطيعيين، واتهمهم بالفساد مشيرًا إلى أنهم يحتاجون إلى قيادة رشيدة، وهو ما قوبل بالرفض من أغلب القوى السياسية، كما طالبه السيسي بالاعتذار وفي محاولة منه لاحتواء أزمة تصريحاته ألقى مرشد الجماعة اللوم على وسائل الإعلام التي ادعي انها فسرت تصريحاته بشكل خاطئ.
وسرعان ما انتشرت بعد ذلك معلومة تؤكد أن مرسي سيطيح بالسيسي يبدو أنها كانت بمثابة "جس نبض" للشارع لمعرفة رد الفعل.
بديع وبعد سقوط مرسي انقلب حديثه رأسا على عقب عن الجيش، حيث هدد المجلس الأعلى للقوات المسلحة وأحزاب المعارضة المؤيدة للإنقلاب، بظهور الجيش الحر الذي سيحارب لإعادة الشرعية الدستورية قريبا، مشيرا إلى أن مؤيدي الرئيس مصريون ومن حقهم فرض منطقهم في إعادة رئيسهم المنتخب، لافتًا إلى أن مصر لن تهدأ ولن تتوقف الاحتجاجات والمظاهرات حتى يتحقق الهدف، أيضا بديع طالب بإعادة مرسي إلى منصبه.. مشددا على أن أنصار الجماعة سيبقون في ميادين الاحتجاج حتى مطلبهم.

وأضاف إنه مستعد للتوصل إلى تفاهم مع الجيش إذا أعيد مرسي إلى المنصب الذي عزل منه وأضاف أن الإخوان بصدورهم العارية أقوى من الرصاص و"سلميتنا أقوى من الدبابات".


وفي آخر تصريح قام بديع بالهجوم على القوات المسلحة والجيش قائلًا: "يأتي يوم الشرف هذا العام والأمة تتعرض لمحنة عظيمة ورطها فيها بعض القادة العسكريين الذين لم يعوا دروس التاريخ  وانفصلوا عن روح قواتنا المسلحة العظيمة التي تأبى أن تنشغل بغير مهمتها أو أن تؤدي رسالة غير رسالتها الكبرى التي هي حماية الوطن وحفظ حدوده والتصدي لأعدائه، حيث سعي من خلال هذه التصريحات إلى بث الفرقة والإنشقاق داخل صفوف الجيش المصري حيث نادي وصفهم بـ"الأحرار" بالانضمام إلى "الشرعية الحقيقية" والاصطفاف ضد "من لا يخافون الله.
الجريدة الرسمية