معنى ومفهوم الصداقة كما ورد في الإسلام
يحتفل العالم هذه الأيام بيوم الصداقة العالمي تدعيما لضرورة أن تسود روح الصداقة بين البشر، فما مفهوم الصداقة في الإسلام ؟
الصداقة في الإسلام مفهوم يدل على العلاقة السامية، فأصل مفهوم الصداقة من الصدق، وهو ذلك الخلق العظيم الذي حثت عليه الشريعة الإسلامية ودعا الإسلام والمسلمين إلى الالتزام به، كما أن مفهوم الصداقة يأتي من قيم الوفاء والإخلاص وطول الصحبة، فالصديق تطول صحبته مع صديقه مع تقلب الظروف والأزمان.. قال تعالى في سورة الزخرف: " الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين ".
كما ورد مفهوم الصداقة بمعنى الصحبة والجليس الصالح في الأحاديث النبوية ومنها حديثه صلى الله عليه وسلم: ( لا تصاحب إلا مؤمنا، ولا يأكل طعامك إلا تقى).. وهنا وصف النبي الكريم الصداقة الحقيقية.
اختيار الصديق
وضع ديننا الحنيف قواعد واضحة لكيفية اختيار الصديق، حتى تكون هذه الصداقة مبنية على أساس متين، وتعود بالنفع على الفرد والمجتمع. ولأن الصديق يتأثر بصديقه في أشياء كثيرة منها الإيجابي ومنها السلبي، فقد حثنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم على حسن اختيار الصديق، وألا تكون تلك الصداقة قائمة على مصلحة أو منفعة مرجوة، وإنما هو حب وأخوة في الله، يقول صلى الله عليه وآله وسلم: (المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل ).
الصداقة فى القران
وأوضح الشيخ محمود عبد السميع من علماء الأزهر فقال: وردت كلمة الصداقة في القرآن والسنة النبوية بمفاهيم ومصطلحات تترادف معها في المعنى وهي مفهوم الخلة والخلان كما ورد في الأحاديث الشريفة، وذلك لأن الصداقة في الإسلام ترتبط بالعقيدة والخلق الحسن، فلا خير في الصاحب العاصى لان صحبته فتنة في دينه ودنياه، لذا حذر النبي صلى الله عليه وسلم من جليس السوء وحث على ملازمة الجليس الصالح فقال عليه السلام ( إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منها وإما تشم منه ريحا طيبا، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحا خبيثة ).
مساعدة الآخرين
من هنا كانت الصداقة من العلاقات الإنسانية في حياتنا لأنها تساعد في بلورة شخصية الإنسان إلى الأفضل، فهى تحمى الصحة النفسية من العزلة والانطواء، وتجعل الفرد أكثر قدرة على العطاء ومساعدة الآخرين و لكن كيف تختار الصديق ؟
أسس الاختيار الصحيح هي الأهم فهم من مجال المدرسة او العمل او النادى او الحى فعليك مراقبة تصرفاتهم أولا ومستواهم الاخلاقى ثم تختار، وبعد الاختيار لابد أن تبنى علاقة الصداقة على الود والاحترام المتبادل واختر دائما الأمين في كل شيء.
معيار التقوى والصلاح
ومن الصفات التي يجب توافرها في الصديق أن يكون تقيا صالحا، وهذا هو المعيار الذي يجب أن تضعه أمامك دائما، معيار الدين والتقوى والصلاح في اختيار الصديق فإن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد أرشد إلى ذلك بقوله: (لا تصاحب إلا مؤمنًا، ولا يأكل طعامك إلا تقى ) وقال تعالى: ( واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشى يريدون وجهه، ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا )، فهناك صاحبا يأخذ بيدك إلى الله، وصاحبا آخر يمتعك بزينة الحياة الدنيا.