مجلة أمريكية: أوكرانيا بحاجة لحلول جذرية بدلا من "حرب اللا نهاية".. وعلى واشنطن وحلفائها إيقاف إطلاق النار وفصل القوات
رأت مجلة ”ناشيونال إنترست“ الأمريكية أن أوكرانيا بحاجة إلى حلول جذرية بدلا من حرب ”لا نهاية لها“، حيث لا يستطيع أي من طرفي النزاع تحقيق أهدافه القصوى.
وقالت المجلة في تحليل إخباري لها إن ”الأداء العسكري المثير للإعجاب للقوات الأوكرانية عزز وجهة النظر القائلة بأن تحقيق نصر مباشر على روسيا أمر ممكن، لكن فوز أوكرانيا غير المشروط الذي يطرد القوات الروسية من شرق أوكرانيا أمر بعيد المنال“.
وأضافت أن ”التعنت بين كلا الطرفين قد يؤدي إلى حرب استنزاف تجعل التصعيد الخطير خيارا محيرا لكلا البلدين“، معتبرة أنه ”يجب أن يكون وقف إطلاق النار وفصل القوات أولوية للولايات المتحدة وحلفائها، خاصة أن واشنطن تمتلك الأدوات والخبرة اللازمة لتحقيق ذلك“.
وتابعت: ”لا يستطيع أي من الطرفين تحقيق أهدافه الحربية القصوى، إذ لا يمكن لروسيا أن تغزو أوكرانيا بأكملها ولا تستطيع أوكرانيا إخراج القوات الروسية بشكل شامل، لكن إذا تمت تسوية، فستحتاج أوكرانيا إلى ضمانات بأن روسيا لن تغزوها مرة أخرى، بينما لن تسمح روسيا لحلف الناتو بالانتشار على طول حدودها“.
وأردفت بالقول: ”هذه ليست متطلبات غير معقولة، لكنها لا تقدم حلا مستقرا لخلاف جيوسياسي عميق، إذ لدى الجانبين مخاوف جدية قد تؤدي إلى تصعيد حاد وسريع“.
ولفتت إلى أن الأوكرانيين ”يشعرون بالقلق من الدعم الأوروبي الذي أصبح هشا.
وأوضحت أنه ”على سبيل المثال، قد يؤدي تأثير وقف إمداد الغاز الروسي على الاقتصاد والسياسة في ألمانيا هذا الشتاء إلى إضعاف دعمها غير المتكافئ بالفعل لأوكرانيا، وإذا انشق الألمان، فقد يتبعه الأوروبيون الآخرون“.
وذكرت أن ”أوكرانيا تخسر آلاف الجنود والمدنيين بينما يتم تدمير بنيتها التحتية. على الرغم من الوعد المستقبلي بعضوية الاتحاد الأوروبي، من المحتمل أن يشك الأوكرانيون في أنه كلما طالت الحرب، ستكون إعادة الإعمار أكثر صعوبة، وسيقل ميل المانحين المحتملين إلى دفع ثمنها“.
وأضافت أنه ”بالنسبة لروسيا أيضا، فتستنفد الحرب أصولها العسكرية، وقد تتركها دون القدرة على إبراز القوة على الصعيد الدولي“، مشيرة إلى أنه ”بالنظر إلى هذه الاحتمالات المخيفة، سيميل أحد الطرفين أو كلاهما إلى كسر الجمود قبل أن يكسرهما“.
وأوضحت بالقول: ”قد تتضمن الخطة الدبلوماسية هذه مقترحات للحد من القوات والأسلحة الأوكرانية والروسية داخل مناطق منزوعة السلاح يتم تحديدها بشكل متبادل، بما في ذلك المناطق البحرية التي تستثني شبه جزيرة القرم“.
واختتمت ”ناشيونال إنترست“ تحليلها بالقول إنه ”لأمر جيد للولايات المتحدة وحلفائها في حلف شمال الأطلسي الاستمرار في تسليح أوكرانيا، لكن حان الوقت أيضًا لتشجيع كلا الجانبين على البدء في استكشاف احتمالات الحل السياسي قبل أن يجعل التصعيد، الذي يلوح في الأفق، الدبلوماسية ضربا من الأحلام“.