الأمشجية الجدد.. وسع ياجدع
الأمشجية هي مهنة منقرضة، كانت موجودة في مصر حتي القرن الماضي، أما الأمشجي فهو الشخص الذي يمهد الطريق لعربة من عربات علية القوم وكبار رجال الدولة حيث كان يجري أمام العربات التي تجرها الخيول ليوسع الطريق لتلك العربات مطلقا عدة مرات عبارات هدفها لفت الانتباه نحو تلك الشخصية صاحبة المقام العالي ومرددا كلمات عديدة كان أشهرها آنذاك وسع يا جدع، على طريقة الفنان الكوميدي أحمد بدير في فيلم على باب الوزير، حين أمسك بالعصا صائحا وسع وصلى النبي بمشهد تشميع المسئولين لمحلات العنتبلي الجزار.
مهنة الأمشجي رغم إهالة الزمن الغبار عليها واختفائها من مشهد الحياة المصرية لسنوات طويلة عادت مؤخرا للظهور من جديد برعاية التكنولوجيا الحديثة ومن يطلق عليهم الأمشجية الجدد الذين رفعوا شعار دوام الحال من المحال وأعلنوا التطوير في تلك المهنة شأن العديد من المتغيرات الحياتية التي ضربت القاصي والداني في مناحي المعيشة بمصر.
الأمشجية الجدد تزايدت أعدادهم لاسيما في ظل التكنولوجيا الجديدة التي غزت الدنيا وأصبحت منصات وصفحات التواصل الاجتماعي تمثل مرتعا خصبا لهؤلاء الأشخاص ممن احترفوا تلك المهنة بشكلها الحديث بالترويج لشخصيات بعينها وقرارات جمعت فيها المصالح المشتركة بينهم وهؤلاء الأمشجية والذين باتت إمكاناتهم تتلخص في العبارات الرنانة ومعسول الكلام المنطلق من ألسنتهم، وأصبح يقاس مدى أهمية واحتراف كل منهم بما يملكه من إعداد المتابعين ورواد على صفحاتهم بالفيس بوك بهدف الترويج لأفكار وأراء أولياء نعمتهم حتى وإن كان فيها من الأخطاء ما قد يدمر حياة الآلاف حيث المصلحة تحكم وتتحكم.
الأمشجية الجدد حاليا هم الأخطر على المجتمع بما يروجون له من أفكار وشخصيات يجعلونهم أحيانا عديدة متصدرين للمشهد عبر نشر بوست في مجالات عديدة ويصنعون منهم وجوها مشهورة ربما تعتلي مواقع ومناصب جراء ذلك الوجود والانتشار الوهمي لها بما يخدع المسئولين حول هذه الشخصيات ومدى خبراتها ومؤهلاتها لنيل درجات أعلي في المجتمع.
وعلى الله قصد السبيل