رئيس التحرير
عصام كامل

صحيفتان قطريتان: إسرائيل ليست جاهزة للسلام.. "الراية": كيري لم يقدم ضمانات بوقف الاستيطان.. "الشرق": حكومة نتنياهو تحاول فرض أمر واقع من خلال بناء المستوطنات


أكدت صحيفتا "الراية" و"الشرق" القطريتان اليوم الجمعة أن موقف الفصائل الفلسطينية الرافض لاستئناف المفاوضات مع إسرائيل في ضوء تواصل عملية الاستيطان وتهويد الأراضي الفلسطينية والرفض الإسرائيلي لوجود مرجعية للمفاوضات والانسحاب إلى حدود عام 1967 يمثل الحد الأدنى المتوافق عليه فلسطينيًا لاستئناف عملية السلام المتوقفة منذ سنوات طويلة.


وشددتا على أهمية جعل المفاوضات المنتظرة مثمرة وملموسة على الأرض، لافتة إلى أن هذا لن يتحقق دون الوقف الكامل للبناء في المستوطنات، وقبول حدود العام 1967 كأساس ومرجعية واضحة لها، وجداول زمنية لعقد لقاءات بين الجانبين.

وقالت "الراية" في افتتاحيتها إنه لم يتم الكشف رسميا عن مضمون مبادرة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لاستئناف المفاوضات، إلا أن ما تسرب عنها لوسائل الإعلام يوضح أن كيري لم يقدم ضمانات بوقف الاستيطان ولم يقدم مرجعية واضحة للمفاوضات على حدود عام 1967.

وأشارت إلى أنه يرجح فشل المبادرة مرة أخرى في إطلاق قطار المفاوضات المتوقف نتيجة التعنت والمماطلة الإسرائيلية ونتيجة أيضا لعدم الحزم الأمريكي تجاه الحليف الإسرائيلي الذي يضع العراقيل والعقبات أمام كيري في كل جولة من جولاته في المنطقة من خلال استقباله في كل مرة بالإعلان عن مشاريع استيطانية جديدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967.

وأضافت الصحيفة أنه ليس سرًا أن القيادة الفلسطينية تتعرض لضغوط كبيرة من الإدارة الأمريكية والأوربية للعودة إلى المفاوضات ولكنها تدرك أنه لا يمكن تكرار خطأ اتفاق أوسلو واستئناف المفاوضات في ضوء مواصلة الاستيطان لأنها في نهاية المطاف لن تجد ما تفاوض عليه في ضوء تواصل عملية الاستيطان والتهويد ورفض "إسرائيلي" للاعتراف بحدود عام 1967 كمرجعية للتفاوض.

وأوضحت أن استئناف المفاوضات في ضوء الاستيطان يعني إعطاء المزيد من التوسع الاستيطاني ونهب الأرض الفلسطينية بل وتوفير غطاء شرعي لإسرائيل لمواصلة استيطانها،كما أن الرفض الإسرائيلي لوقف أو على الأقل لتجميد الاستيطان ورفض مبدأ حل الدولتين كأساس للمفاوضات على أساس حدود عام 1967 يؤكد بما لا يحمل الشك أن حكومة نتنياهو لا تريد السلام ولا تسعى إلى تحقيقه.

ولفتت "الراية" إلى إن تذرع حكومة الاحتلال الإسرائيلي بوجود معارضة "إسرائيلية" للعودة إلى طاولة المفاوضات على أساس الاعتراف بحدود عام 1967 وتجميد الاستيطان يعد حجة واهية لا يمكن أن تقنع أحدًا في الإدارة الأمريكية التي تمارس ضغوطها على الطرف الفلسطيني وحده، فهناك معارضة فلسطينية قوية أيضا ضد العودة إلى طاولة المفاوضات حتى على هذا الحد الأدنى الذي توافقت عليه فصائل منظمة التحرير الفلسطينية.

واختتمت صحيفة "الراية" افتتاحيتها بأن من الواضح أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الذي مدد زيارته إلى المنطقة بانتظار رد فلسطيني نهائي على مقترحاته ومبادرته سيعود بخفي حنين مرة أخرى فالطرف الإسرائيلي ليس جاهزًا بعد للسلام.

ومن جانبها، قالت صحيفة "الشرق" في افتتاحيتها إن الموقف العربي الرسمي انتهى بالتجاوب العلني مع ما رأته منظمة التحرير الفلسطينية بتأييد حزمة المقترحات التي تقدم بها وزير الخارجية الأمريكية جون كيري من أجل العودة إلى طاولة التفاوض بين الفلسطينيين وإسرائيل.

وأشارت إلى أن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، ومنها حكومة اليمين المتطرف الحالية برئاسة بنيامين نتنياهو، استبقت الاستحقاقات المترتبة على هذا المستجد في المشهد السياسي بمواصلة البناء الاستيطاني وتكبير الكتل الاستيطانية المزروعة في الاراضي الفلسطينية المحتلة، وكيري ما يزال في مهمته بالمنطقة لفرض الوقائع على الأرض.

وأشارت إلى أن هذه الخطوة تأتي ضمن الخطوات أحادية الجانب من قبل الاحتلال لفصل وعزل المدينة المقدسة، وبالتالي استثنائها من مفاوضات الحل النهائي في المستقبل.

وأضافت الصحيفة أنه ورغم هذه التسهيلات من الجانب الفلسطيني لصالح استئناف المفاوضات مع إسرائيل، والتغطية السياسية العربية التي حصل عليها الرئيس محمود عباس لهذه الخطوة، خرج رئيس وزراء إسرائيل شخصيًا للترويج لبناء الهيكل المزعوم سياحيًا ودينيًا عبر برنامج تليفزيوني عالمي في محاولة لدفع مشروع هدم المسجد الأقصى.

ولفتت إلى اقتحامات كل من وزرائه ونوابهم والمستوطنين والجنود المتكررة ويوميا لباحات المسجد الأقصى وتصريحاتهم حول تقسيمه، ما هو إلا مؤشر على تنفيذ هذا المخطط الذي ترعاه المؤسسات الصهيونية في العالم.

وأوضحت أنه وبعد هذه الجولات المكوكية لرئيس الدبلوماسية الأمريكية للمنطقة من الأهمية جعل المفاوضات المنتظرة مثمرة وملموسة على الأرض، وهذا لن يتحقق بدون الوقف الكامل للبناء في المستوطنات، وبدون قبول حدود عام 1967 كأساس ومرجعية واضحة لها، وجداول زمنية لعقد لقاءات بين الجانبين.

وقالت "الشرق" إن أملنا من القيادة الفلسطينية بكل أطيافها السياسية أن تكون أخذت باعتبارها الثوابت التي تجمع عليها القوى السياسية والفصائل للعودة إلى المفاوضات، لتجنب تكرار خطأ تفاهمات أوسلو وما بعدها، فاستئناف المفاوضات في ظل الاستيطان هو اعطاء غطاء لمزيد من التوسع ونهب الأرض الفلسطينية.

وأعربت صحيفة "الشرق" في ختام افتتاحيتها عن أملها في نفس الوقت أن تكون ما تقوم به الإدارة الأمريكية لاستئناف المفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل لا يتعدى كونه شرف المحاولات، لأن الأوضاع في المنطقة لا تحتمل أي إرباكات أخرى وعليها أن تعلم أن حليفتها الإستراتيجية تسير بخطى سريعة نحو اختراق المشهد السياسي في المنطقة عسكريا.
الجريدة الرسمية