رئيس التحرير
عصام كامل

الإفتاء توضح رأي الشرع في تقبيل الأضرحة وطلب المدد من الأنبياء والأولياء الصالحين

دار الإفتاء
دار الإفتاء

أكدت دار الإفتاء أنه لا مانع شرعًا من طلب المسلم المددَ من الأنبياء والأولياء والصالحين، ولا فرق في ذلك بين كونهم أحياءً أو منتقلين؛ لأنه محمول على السببية لا على التأثير.

وأشارت أن الأصل في الأفعال التي تصدر من المسلم حملُها على الأوجه التي لا تتعارض مع أصل التوحيد؛ فالعبرة في التمسح بالأضرحة أو تقبيلها هي حيث يجد الزائر قلبه، ولا يجوز المبادرة برميه بالكفر أو الشرك.

 

حكم الصلاة في المساجد التي بها أضرحة

وأضافت الدار عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، أن النصوص الشرعية دلت على أَن الصلاة في المساجد التي بها أضرحة جائزة شأنها في ذلك شأن سائر الصلوات، والقول بتحريمها قولٌ باطلٌ لا يلتفت إليه ولا يُعوَّل عليه.

 

حكم التوسل بالأنبياء والصالحين 

كما ورد سؤال إلى دار الإفتاء يقول فيه صاحبه: "كثير من الناس يتوسلون بالموتى الصالحين وبالقبور ويسألون الموتى في قبورهم، وتجد منهم من يُعَلِّقُ تميمة على صدره. فهل ينطبق عليهم ما ورد في قوله تعالى في سورة يوسف: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ} فهل يجتمع الإيمان والشرك في قلب الرجل؟"، وجاء رد الدار على هذا السؤال كالتالي:

قال الله تعالى في كتابه العزيز: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [المائدة: 35].

فالوسيلة هي ما يتقرب به إلى الغير، والمراد بها في الآية: كل عمل طيب يُتَقَرَّبُ به إلى الله تعالى، ومراعاة سبيله بالعلم والعبادة، وفي الحديث: «إِذَا سَمِعْتُمُ الْمُؤَذِّنَ، فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ، ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ، فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا، ثُمَّ سَلُوا اللهَ لِيَ الْوَسِيلَةَ، فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الْجَنَّةِ، لَا تَنْبَغِي إِلَّا لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللهِ، وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ، فَمَنْ سَأَلَ لِي الْوَسِيلَةَ حَلَّتْ لَهُ الشَّفَاعَةُ» رواه مسلم.

ويتضح أن للأنبياء والمرسلين شفاعةً، ويُلحقُ بهم الأولياء والصالحون، وهذا باتفاق في حال حياتهم ويوم القيامة، أما بعد مماتهم: فعلماء الأمة سلفًا وخلفًا يجيزون التوسل والاستشفاع بالأنبياء والصالحين والأولياء بعد مماتهم، ولم يخالف في ذلك إلا ابن تيمية ومن حذا حذوه.
 

ونحن نرى أنه لا حرمة ولا كراهة في التوسل والاستشفاع بهم كأن يقول المتوسل أو المستشفع: اللهم ببركة هذا النبي أو هذا الولي أكرمني أو وفقني لصالح الأعمال ونحو ذلك، وليس في هذا العمل شرك بالله والعياذ بالله، والمسلم الذي يعتقد في التوسل بالأنبياء والأولياء عقيدته صحيحة وسليمة ما دام يعلم تمام العلم أن النافع والضارَّ والمعطي والمانع هو الله وحده لا شريك له في ملكه، وأن التوسل بالأنبياء والأولياء إنما يُقصَدُ به التقرب إلى الله عز وجل؛ لقربهم ومكانتهم عند الله جل شأنه، وأن لهم شفاعة منَّ الله عليهم بها.

الجريدة الرسمية