الصحراوي الشرقي طريق الموت.. 345 متوفيًا و815 مصابًا في 244 حادثًا مروريًا
"حادث مروع على الصحراوي الشرقي بـبني سويف".. تلك الكلمات عنوانًا يكاد يكون يوميًا تتداوله الصحف والمواقع الإخبارية، فلا يكاد يمر يوم إلا ويشهد الطريق الصحراوي الشرقي حادثًا مروريًا مروعًا، يخلف قتلى ومصابين، وعادة ما تتشابه أسباب الحوادث التي دائمًا وأبدًا يكون نفق سنور وأبو صالح قاسمًا مشتركًا في حدوثها.
روايات الناجين
روايات الناجين من تلك الحوادث اختلفت حول أسباب وقوعها فالركاب يتهمون السائقين ورعونتهم الزائدة في قيادة السيارات، والسائقين يتهمون المنحنيات والأخطاء الهندسية بالطريق الذي يربط محافظات الصعيد بالقاهرة عاصمة الجمهورية، ومنها إلى محافظات الوجه البحري، ولكن اتفق معظمهم على أن منطقتي سنور وأبوصالح، هما الأكثر خطورة بالطريق الأهم والحيوي بالنسبة لمحافظات الصعيد.
إسعاف بني سويف
حوادث الطريق الصحراوي الشرقي خلفت ورائها المئات من الضحايا ما بين متوفين ومصابين، بينهم إصابات بعاهات مستديمة "بتر بالأطراف، شلل حركي، فقدان للذاكرة.. الخ" فرع هيئة الإسعاف ببني سويف حصر تلك الأعداد من خلال بيان "غير رسمي" صرح به مصدرنا الذي فضل عدم ذكر أسمه، مؤكدًا أن الفترة الأخيرة من عام 2021 والنصف الأول من عام 2022 شهدت 244 حادثًا مروريًا بالصحراوي الشرقي، نتج عنها 345 متوفيًا و815 مصابًا، نقلتهم سيارات الفرع لمستشفيات المحافظة.
آخر حادث بالشرقي
وعن آخر حوادث الطريق الصحراوي الشرقي، فقد شهد الطريق اليوم الأربعاء، حادث انقلاب سيارة أجرة ميكروباص، بحري نفق سنور بالطريق الصحراوي الشرقي، نتج عنه 3 شباب وإصابة 7 آخرين، جميعهم في سن الشباب "بين العشرينات والأربعينات" ويقيمون مركز مطاي بمحافظة المنيا، ونقلتهم 3 سيارات الإسعاف إلى مستشفى بني سويف التخصصي.
وكانت النائبة منى عبدالله، عضو مجلس النواب، أعلنت، في وقت سابق، عن تقديم طلب إحاطة للمستشار حنفي جبالي، رئيس البرلمان، وموجه للدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، ووزير الإسكان عصام الجزار، بشأن طريق الكريمات "طريق الموت".
طريق الكريمات
وقالت "عبدالله" خلال طلب الإحاطة، يعانى أهالي محافظات الصعيد بداية من محافظة بني سويف، من الوصلة من منطقه الكريمات حتى بنى سويف في الاتجاهين من حوادث الطرق، خاصة أن هناك حوادث تحدث بشكل يومي لعدم سلامة الطريق ونتيجة وجود إصلاحات أو ما شابه تصعب من رؤية مرتادي الطريق.
الكتل الخرسانية
وأشارت عضو مجلس النواب إلى أن هناك حوادث يوميًا تزهق أرواح أبرياء، بسبب الكتل والحجارة الخرسانية الملقاة وسط الطريق، بالإضافة إلى أن الطريق ينقصه الخدمات بشكل كامل من أعمدة إنارة تعمل بمولدات الطاقة الشمسية، وخدمات صحية ووحدة إسعاف، لافتة إلى أن الطريق يمتاز بعدة أمور لابد من أستغلالها خاصة أنها تتسم بسهولة السير عليه وتوفيرا للوقت خلال السفر ولكن ينقصه الخدمات المستمرة وإنارته وإزالة الحجارة والكتل الخرسانية التي تتسبب في حوادث الطرق.
المنحنيات والمنحدرات
وطالبت البرلمانية، حكومة الدكتور مصطفى مدبولي، بوضع إنارة للطريق، فضلًا عن وضع العلامات الإرشادية والتحذيرية خاصة في أماكن المنحنيات والمنحدرات والتقاطعات العمودية على الطرق الرئيسية، بالإضافة إلى تركيب العواكس الأرضية في المسافة من حدود المنيا جنوبًا وحتى كمين الشيخ فضل شمالًا.
غلق الطريق لمدة عام
وكانت محافظة بني سويف، أعلنت، منتصف ديسمبر الماضي، عن إجراء تعديلات مرورية علي الطريق الصحراوي الشرقي الحر "طريق الجيش" وذلك لاستكمال أعمال المرحلة الثانية من أعمال التطوير وإنشاء حارة خدمة خاصة بسيارات النقل الثقيل منفصلة عن حارات الطريق، وذلك لمدة عام إعتبارًا من 17 ديسمبر 2021.
وبحسب التعديلات المقرر إجراؤها سوف تكون الحركة المرورية: اتجاه واحد فقط قادم من المنيا مارا بأعلي نفق سنور ثم إلي بوابة بني سويف ومنها إلى بوابة الكريمات وصولًا إلى بوابة حلوان ومنها إلي الطريق الإقليمي الدائري ثم إلي القاهرة، والمتوجه من بوابة بني سويف نفس الاتجاه إلي القاهرة أو بالإمكان التوجه إلى طريق الزعفرانة
وبالنسبة للقادم من القاهرة يكون الاتجاه: قبل بوابة حلوان إلي الطريق الإقليمي إلي الصحراوي الشرقي القديم ثم يعود إلي طريق الصعيد الحر بعد بوابة الكريمات ثم إلي بوابة بني سويف، وفي حالة استكمال الرحلة إلي المنيا فأنه يلزم اتخاذ الطريق الشرقي القديم حتي المنيا، في حين يسلك القادم "من القاهرة قبل بوابة حلون" الطريق الإقليمي ومنه إلي الصحراوي الشرقي القديم أو الطريق الزراعي أو الطريق الصحراوي الغربي.
محافظ بني سويف
من جانبه وجه المحافظ الدكتور محمد هاني غنيم محافظ بني سويف، الجهات المعنية من المرور والطرق بتعيين الخدمات المرورية اللازمة والتنسيق مع الشركة المنفذة لوضع المساعدات الفنية والعلامات الإرشادية وجميع التجهيزات الدالة على وجود أعمال بالمنطقة لضمان أمن وسلامة المواطنين ولمواجهة أى كثافات مرورية متوقعة وتسيير حركة المرور.
