فيتو تكشف كواليس أزمة تعيين أوائل الكليات في جامعة الأزهر.. وعجز شديد بسبب نقص أعضاء هيئات التدريس
"ما بين خطوات إدارية بطيئة.. وانتظار تحقيق الحلم"، تواجه إدارة جامعة الأزهر خلال الفترة الحالية أزمة كبيرة تتعلق بملف تعيين أوائل الكليات كمعيدين في الكليات المختلفة، وهو الملف الذي بات يمثل تحديًا حقيقًا بين إدارة الجامعة، خاصة في ظل تشوق أوائل الخريجين لتحقيق الحلم الكبير من خلال استلام مهام عملهم داخل أروقة الجامعة العريقة.
أصل الأزمة
وبالعودة إلى أصل الأزمة نجد أن جامعة الأزهر شهدت ركودًا كبيرًا خلال السنوات الماضية فيما يتعلق بتعيين الأوائل في كلياتهم حيث كانت دفعة 2013 آخر ما تم تعيينه، وهو ما جعل بعض الكليات تواجهه أزمة كبيرة في أعداد أعضاء هيئات التدريس خاصة في ظل هجرة بعضهم للعمل في الدول العربية، وخرج آخرين على المعاش، وربما كسرت حالة الركود تلك ما تم إعلانه خلال الأيام الماضية عن فتح باب التعيين لأوائل دفعة 2014 في الكليات العربية والشرعية، لكن إدارة الجامعة واجهت انتقادات وحالة من التساؤل من أوائل خريجي الكليات العلمية من نفس الدفعة حول الأسباب التى تؤخر استلامهم العمل مع أقرانهم من الكليات العربية والشرعية.
ومن ملف تعيين الأوائل إلى ملف آخر أثار اللغط بين خريجي جامعة الأزهر الشريف، وهو حصر العشرين الأوائل على الكليات من دفعات 2014 حتى 2012، وهو الخطاب الذي ورد إلى إدارة جامعة الأزهر من وزارة التعليم العالي حول ضرورة حصر أوائل تلك الدفعات من أجل تعظيم الاستفادة منهم خلال الفترة القادمة، ومنذ خروج هذا الخطاب سادت حالة من الجدل والتساؤل بين منتسبي جامعة الأزهر والطلاب عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، والذين تساءلوا حول الآلية المستخدمة في عملية حصر الطلاب الأوائل وهل سيشمل الحصر خريجي الكليات بشكل عام أم سيكون له علاقة بالأقسام المختلفة أم من خلال البرامج المعتمدة في نظام الدراسة، والموعد المقرر لانتهاء عملية الحصر واستلام التعيين بالنسبة لمن وقع عليهم الاختيار.
مصدر مسئول داخل جامعة الأزهر أكد لـ"فيتو" أن الخطاب الذي أثار اللغط الفترة الماضية لم يكن له علاقة بتعيين الأوائل، وأن الأمر لا يعدوا كونه تنفيذ إجراء معين تم طلبه من قبل وزارة التعليم العالي.
مشيرًا إلى أن الوزارة عممت هذا الخطاب على كافة الجامعات المصرية خلال الفترة الماضية وكانت جامعة الأزهر واحدة منها، وأن الأمر لا يعنى بالضرورة تعيين هؤلاء الأوائل في الجهاز الإدارى للدولة أو داخل الجامعة، وأن حقيقة الأمر يدركها صاحب الخطاب وهى وزارة التعليم العالي وليست إدارة جامعة الأزهر.
وعن آلية اختيار الأسماء أوضح أنه الكليات شهدت حالة من اللغط خلال الفترة الماضية بسبب آلية الحصر حيث عملت إدارة الكليات على حصر العشرين الأوائل على الدفعات بشكل عام، وبالفعل تم الانتهاء من عملية الحصر وإرسال الأسماء إلى إدارة الجامعة، لكن الدكتور محمد المحرصاوى رئيس جامعة الأزهر فاجئ عمداء الكليات بضرورة إعادة عملية الحصر مرة أخرى لتشمل أوائل الدفعات على البرامج المعتمدة وليس أوائل الخريجين بشكل عام فقط.
وأكد المصدر ذاته أنه بعد حالة اللغط التى شهدتها صفحات مواقع التواصل الاجتماعي والجروبات الخاصة بأوائل الجامعة أصدرت إدارة الجامعة قرار غير معلن إلى عمداء الكليات بضرورة عدم نشر أي أسماء أو قوائم تتعلق بأوائل الدفعات، وذلك لغلق الباب أمام الطلاب للمطالبة في حقهم في التعيين خلال الفترة المقبلة، خاصة أن إدارة جامعة الأزهر لا تملك معلومات مؤكدة حول إمكانية تعيين هؤلاء الطلاب بعد حصر أسمائهم أم لا.
التعيينات
وحول تلك الموضوعات تحدثت "فيتو" مع الدكتور محمود صديق نائب رئيس جامعة الأزهر لشئون الدراسات العليا والمسؤول عن ملف تعيينات الأوائل، حيث أكد أن مجلس إدارة الجامعة وافق في وقت سابق على تعيين دفعات 2014 و2015، وطلب من عمداء الكليات ضرورة تجهيز الأوائل والإجراءات الخاصة بتعيين الخريجين، مشيرًا إلي أنه بالفعل الجامعة أعلنت خلال الفترة الماضية عن حاجتها إلى شغل وظائف معيدين من خريجي الكليات الشرعية، بعدد 384 وظيفة، وذلك بالتنسيق مع الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة وذلك كخطوة أساسية من أجل إنهاء إجراءات التعيين، موضحًا أن الأيام القليلة المقبلة ستشهد البدء في إجراء تعيين أوائل دفعة 2015.
وأن أزمة عدم تعيين أوائل الكليات العلمية من دفعة 2014 يرجع إلى تأخر صدور القرار من مجلس الوزراء، مؤكدًا أن هذا الإجراء متوقع حدوثة خلال الأيام القادمة ليتم إجراء تعيين أوائل الخريجين من الكليات العملية مثلما حدث مع الكليات العربية والشرعية.
وأضاف "صديق" في تصريحات خاصة لـ "فيتو" أن إدارة الجامعة انتهت بالفعل قبل إجازة عيد الأضحى من عملية حصر العشرين الأوائل على الكليات من دفعات 2014 حتى 2014، طبقًا للخطاب المرسل من قبل وزارة التعليم العالي، وتم إرساله بالفعل إلى الجهات المختصة.
موضحًا أن إدارة الجامعة عمدت على أن يكون الحصر على أوائل البرامج التعليمية في الكليات وليست أوائل الدفعة بشكل عام، فعلى سبيل المثال كلية الدعوة يوجد بها ثلاثة برامج تعليمية موزعة على أقسامها المختلفة وكذلك الحال بالنسبة لكلية مثل العلوم والتى يوجد بها ما يقرب من 15 برنامجا دراسيا وغيرها من الكليات، مؤكدًا أن هذا الإجراء يوسع دائرة الاختيار من الأوائل ويعظم من الاستفادة منهم خلال الفترة المقبلة حسب ما تقرر وزارة التعليم العالمي صاحبة الدعوة في هذا الشأن.
نقلًا عن العدد الورقي…