قصة عامل مصري احتفى به السعوديون فى حفلة وداع بعد 40 سنة من العمل
على بعد عشرات الأمتار من قرية القبيبة التابعة لمركز فرشوط شمال محافظة قنا، خرج شوقي عباس السمان منذ 40 عاما تقريبا إلى المملكة العربية السعودية للعمل، وظل طوال تلك الفترة يتمتع مع الكفيل السعودي بسيرة طيبة حيث كان عامل أجري، ولطيبته وأصله الكريم كان محبوبا، وفي البداية رفض الكفيل السعودي أن يغادرهم ويترك العمل ولكن لمرضه المستمر قرر العودة إلى مصر.
“فيتو” تسرد لكم في تلك السطور قصة حياة العامل المصري الذي تم تكريمه في مشهد مؤثر مودعينه بالدموع:
رحلة عمل شاقة
سرد الحاج شوقي، أن الكفيل السعودي كان يتعامل معه بمحبة شديدة، وظل طوال الفترة الموجود فيها هناك بكل محبة وود، وفي مرضه كان يقوم هو بعلاجه قائلا: “ظللت طوال تلك الفترة أتعامل بكل خير مع الجميع ولسمعتنا الطيبة وأمانتنا كان الكل يحترمنا ويتعامل معنا بكل صدق ومحبة”.
وأضاف الحاج شوقي، أن الكفيل عرض عليه العلاج خارج البلاد لكنه قرر العودة إلى بلده، لافتا إلى “ظللت معه طوال فترة عمل لم أتكاسل في أي عمل يوجه إليه، وعندما مرضت كان دائم السؤال وهو ما تكفل بعلاجي ففي المرة الأولى دفع لي 16 ألف ريال وفي المرة الثانية أبناؤه كانوا معي ودفع لي 14 ألف ريال وكان هذا بعيدا عن المرتب”.
ساعدني في زواجي
وأشار إلى أنه عندما سافر إلى السعودية توفيت بعد فترة زوجته الأولى، وساعدني الكفيل السعودي في زواجي الثاني وعندما زوجت نجلي عربي ساعدني أيضا.
ونوه إلى أنه عمل معه في كثير من الأعمال ولم يكن بخيل معي ولم أكن أيضا بخيلا معه في أي شيء، ولذا كان يحبني في الله وكان دائم المعروف معي.
ونوه إلى أن الكثير من العمال المصريين كانوا معنا فعندما ذهبنا إلى السعودية كنا ما يقرب من 20 عامل لم يتبق منهم سوى العبد لله معه.
الأمانة مفتاح السر
وعن سبب هذه المدة الطويلة في العمل مع تلك الأسرة قال الحاج شوقي: “الأمانة هي مفتاح السر في عمل كانت أمامي توضع الأموال والأشياء الثمينة ولم أتطاول أو يدي تقترب من أي شيء وهذا هو سبب بقائي معي أيضا عمله الطيب وعدم الخيانة في أي شيء”.
وأضاف بأن "العمل الطيب الأمين هو أحد أهم الأعمال التي يجب أن يتحلى بها أي عامل في عمله، وكنت دائم الزيارة لبلادنا في مصر ولكن بعد المرض وجدت في العودة الأفضل".
ونوه إلى أن “الاحترام المتبادل هو الذي جعلني أكمل مشوار حياتي في السعودية، ورغم إصابتي بالقلب الا أني وجدت أنه لابد من العودة”.
ولفت إلى أنه طلب الكفيل العودة والعلاج في مصر قائلا: "تعبت من السفر وعاوز أرجع أتعالج في بلدي خلاص".
يذكر أن إحدى الأسر السعودية كرمت عامل مصر وعند عودته إلى مصر ودعوه بعد انتهاء عمله في موكب مؤثر وقبلوا رأسه ويده وهو الأمر الذي أثار حالة من الحب بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي في مصر والسعودية.