قناة السويس تحقق إيرادات تاريخية بسبب ارتفاع أسعار النفط.. و6.8 مليار دولار توقعات الخبراء لأرباح نهاية العام
رغم تراجع معدلات التجارة عالميا بسبب الأزمات الاقتصادية التي تضرب العالم، إلا أن قناة السويس تحقق إيرادات مرتفعة بشكل يومى خلال الفترة الأخيرة بسبب ارتفاع كميات البضائع المنقولة عبر القناة، ومن المتوقع استمرار ارتفاع الإيرادات على الأقل خلال الأعوام الثلاثة القادمة بسبب ارتفاع أسعار النفط عالميا، الأمر الذي ينعكس طرديا على إيرادات قناة السويس.
ويجبر ارتفاع أسعار النفط عالميا خطوط الملاحة والسفن على توفير الوقود وتقليل استهلاك الطاقة، إذ تلجأ هذه الشركات إلى خطة لاختصار الطرق واختيار القناة التي تتمتع بموقع ممتاز بين خطوط الملاحة العالمية، ما يزيد الطلب عليها، وبالتالي ارتفاع أعداد السفن ومعها الإيرادات.
ويمكن القول إن هذا الإقبال على قناة السويس يعوضها عن الأزمة التي تعرضت لها قبل بضع سنوات بسب تراجع أسعار البترول عالميا وانخفاض تكلفة مرور السفن عن طريق رأس الرجاء الصالح مقارنة بالقناة، وهو ما دفع العديد من خطوط الملاحة لتغيير وجهات بعض سفنها لتمر عبر طريق رأس الرجاء الذى جعل قناة السويس تدفع فاتورة انخفاض أسعار النفط وحدها.
إيرادات تاريخية
وحسب تأكيد محمد جاب الله، الخبير فى النقل البحرى، لـ«فيتو» أن قطاعات النقل من أكثر القطاعات التي تأثرت خلال الفترة الأخيرة بسبب أزمات كورونا وأسعار النفط والتي شهدت تذبذبا كبيرا، من الانخفاض الشديد إلى الارتفاع نتيجة حالة الجمود العالمي.
لكن خلال الشهور الست الأخيرة ارتفعت أسعار النفط بشكل كبير جدا، الأمر الذي دفع خطوط الملاحة العالمية لتكثيف مرورها عبر قناة السويس التي تعاملت باحترافية عالية وأبرمت تعاقدات من خلال عروض مميزة، شملت رسوم مرور مجمعة لصالح الشركات العالمية والخطوط الملاحية، بالإضافة إلى تخفيضات سنوية مع ضمان مرور كل السفن من المجرى الملاحى للقناة.
مصدر بالنقل البحري قال لـ«فيتو» إن إيرادات القناة تشهد اتزانا كبيرا بالرغم من التحولات الاقتصادية التي يشهدها العالم والأزمات الاقتصادية المتعددة التي كان لها تأثير كبير على اتجاهات حركة التجارة العالمية وعلى عدد السفن وكميات البضائع المنقولة عبر قناة السويس، وأضاف المصدر: من المتوقع أن تتجاوز الإيرادات خلال العام الجارى حاجز 6.8 مليار دولار وقد تصل إلى أعلى إيراد سنوى فى تاريخ قناة السويس.
من ناحيته، يقول القبطان عصام الدين خليفة الرئيس السابق لميناء سفاجا البحرى وخبير النقل البحرى، إن أسعار النفط وحركة التجارة سوف تشهد خلال الفترة القادمة انفراجة فى ظل التوقعات بانحسار مرض كورونا عالميا وعودة الحياة لطبيعتها في أكثر من دولة على مستوى العالم.
وأكد خليفة أن الإنتاج وحركة التصنيع تعرضت لانتكاسة عالمية كبيرة، وهو ما كان له تأثير سلبي على كميات البضائع المنقولة المنتجة والمتداولة عالميا، ومن المتوقع ارتفاع هذه الكميات خلال الفترة القادمة ما يمثل بارقة أمل إضافية لقناة السويس وحركة النقل البحرى المصرية.
نقلًا عن العدد الورقي..،