وعود الفنكوش في "الأوقاف".."الوزارة" تتجاهل توفير تابلت وشقة لكل إمام على غرار وعاظ الأزهر
وعود كثيرة أطلقتها وزارة الأوقاف على مدار السنوات الماضية لتمكين الأئمة والدعاة من أداء رسالتهم السامية في ملف تجديد الخطاب الديني، وكان على رأسها توفير "تابلت" لأئمة الأوقاف بتخفيضات تحددها الوزارة على غرار ما يقوم به الأزهر الشريف من إمداد وعاظه بجهاز "لاب توب" خاص، ومع مرور السنوات تبخرت وعود الأوقاف للأئمة ليس فقط بتوفير أجهزة التابلت، بل امتدت إلى الفشل في توفير السكن الملائم للأئمة المغتربين، وعدم القدرة على إنجاز المساجد المسيرة لذوي الاحتياجات الخاصة والتي لم تخرج عن كونها "تصريحات للشو الإعلامي فقط" علاوة على تجاهل تطوير مستشفى الدعاة بالصعيد وطنطا.
تابلت الوزارة
تابلت مخفض للإمام.. خطة وضعتها الأوقاف لصرف تابلت لكل إمام بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم بتخفيض يتجاوز 60% ليكون سعر التابلت 700 جنيه بدلًا من 1850 جنيهًا، من أجل الاهتمام بالتدريب المستمر ورفع مستوى التواصل العصرى وتطوير أداء الأئمة والعاملين بالأوقاف فى شتى الجوانب، وحددت الوزارة آلية التوزيع وتشمل أوائل المسابقات العلمية والمكرمين ومن تشملهم لائحة الشرف الشهرية، من الأئمة والإداريين، بعمل لائحة شرف شهرية تشمل أصحاب العطاء الأكثر تميزًا، بالتعاون مع التربية والتعليم لتوفير 1000 تابلت لهذا الغرض وتبخرت وعود الوزارة بتوفير تابلت لكل إمام.
ومن التابلت المخفض لسكن الإمام المغترب.. تعهدت الأوقاف بتوفير صندوق لإسكان العاملين المغتربين بعدما كلف الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف لجنة مشكلة من المهندس سمير الشال، والدكتور أحمد عبد الرؤوف وكيل الوزارة للشئون القانونية، والمهندس مجدي أبو عيد وكيل الوزارة للشئون الهندسية بسرعة دراسة إنشاء صندوق لإسكان العاملين بالأوقاف يهدف إلى توفير سكن كريم للعاملين بالأوقاف وتكون الأولوية فيه لإسكان الأئمة المغتربين بالمناطق الحدودية والنائية، وفي المحافظات التي تتوفر فيها مشروعات لهيئة الأوقاف المصرية أو لهيئة المجتمعات العمرانية، وظلت وعود الوزارة حبيسة الأدراج وفشلت في تقديم المطلوب منها، كما لم تعلن الوزارة عن ضوابط التقدم للصندوق أو الاشتراك فيه مع استمرار معاناة الأئمة بسبب تكاليف السفر وارتفاع قيمة الإيجار الخاص.
وفى هذا السياق قال الشيخ «إبراهيم.ع» من محافظة الدقهلية، يعمل إماما وخطيبا بمديرية أوقاف دمياط: يومي يبدأ من السادسة صباحا بأخذ القطار من المحافظة إلى دمياط وأصل إلى مقر المسجد 11 صباحا وهذا يكون في يوم الجمعة، وفي الأيام العادية أكون مطالبا بالتواجد في أوقات العصر والمغرب والعشاء، وهو ما يشكل صعوبة بالغة في عملية السفر ليلا والتكاليف فيها «الطاق طاقين أو تلاتة» وعندي «كنبة» وفرش غير آدمي في المسجد أنام عليها أحيانا أو في الغالب أنام على الأرض.
وأضاف: كنت مقيدا قبل ذلك في استراحة للأوقاف وقدمت طلب للإخلاء منها لأن الوزارة تحملنا أسعار الكهرباء والغاز وهو ما يمثل عبئا على الإمام، بالإضافة إلى أن أسعار الحياة في المدينة مكلف جدا ونتمنى من وزارة الأوقاف أن تأسس شققا خاصة للأئمة.
وبدوره قال الشيخ محمد البسطويسي، نقيب الدعاة: هيئة الأوقاف وبعض المحافظات تخصص شققا للأئمة لكن بإيجار، ونتمنى من الهيئة تخصيص شقق إسكان تليق بالأئمة ولتكن بإيجار موحد في متناول الجميع، والإمام الذي يعود لمحافظته أو يحصل على ترقية أو عمل إداري، يترك السكن للإمام البديل ولا يكون ذلك بنظام التمليك حتى لا يبيع الإمام تلك الشقق المخصصة للأوقاف.
مساجد مسيرة
وفي السياق ذاته، أطلقت الأوقاف تصريحات للشو الإعلامي في 2017 عن إنشاء مساجد مسيرة لذوي الاحتياجات الخاصة، بعدما كلف الوزير بتصميم نماذج للمساجد الميسرة بطريقة تتلاءم وحاجات ذوي الاحتياجات الخاصة، سواء في دخول المسجد أو الخروج منه واستخدام دورات مياه وأماكن الوضوء، وعمل إشارات ضوئية لمتحدي الإعاقة السمعية وذلك في ضوء إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي، عام 2018 عامًا لذوي الاحتياجات الخاصة.
ومع مرور 5 سنوات على الفرقعة الإعلامية لم تعلن وزارة الأوقاف بشكل رسمي عن افتتاح مسجد واحد لذوي الاحتياجات الخاصة يتضمن التصميمات المعلن عنها من الوزارة رغم أنها حققت أرقاما قياسية في عدد المساجد التي يجري افتتاحها خلال الأعوام الماضية.
ومن المساجد المسيرة لمستشفى الدعاة.. تجاهل الوزير وعوده السابقة في عام 2014 بتطوير مستشفى الدعاة بمحافظة سوهاج لخدمة دعاة الصعيد، في ظل المسافات الطويلة التي يقطعها البعض إلى القاهرة للحصول على الخدمة الطبية بعد عناء ومشقة السفر.
ومستشفى الدعاة بسوهاج، لا تعتبر الحالة الوحيدة التي تجاهلها «جمعة»، حيث قرر الوزير في وقت سابق تأسيس مستشفى للدعاة بمحافظة طنطا عام 2015 لخدمة الأئمة والخطباء والعاملين في محافظات الدلتا، وتفقد الأرض التي سيقام عليها المستشفى وطالب بتوسيع مساحة الأرض، ولكن مر كل ذلك دون إجراءات فعلية للتنفيذ.
والغريب هنا أنه في الوقت الذي تجاهل فيه وزير الأوقاف وعوده الخاصة بمستشفى سوهاج وطنطا، داوم على افتتاح مراحل تطوير مستشفى الدعاة بمصر الجديدة، الذي تأسس في عهد الوزير الأسبق الدكتور محمود زقزوق، ففي أبريل 2018 افتتح المرحلة الأولى التي اشتملت على وحدة رعاية مركزية جديدة، ووحدة الكلى وتجديد غرف المرضى وجاءت المرحلة الثانية يناير 2019 والتي اشتملت على وحدة رعاية القلب المفتوح، والرعاية المركزة 2 ووحدة المسح الذري والحضانات، والمرحلة الثالثة أعاد افتتاح وحدة قسطرة القلب والتي سبق وأن افتتحها في 2016.
مستشفى الدعاة
وأوضح «جمعة» أن «الأوقاف تولي أهمية بالغة لمستشفى الدعاة من أجل تقديم خدمة طبية متميزة للأئمة وسائر المواطنين المتعاملين معها»، مشددًا على مراعاة البُعد الاجتماعي للمرضى وعدم استهداف الربح وإطلاق منصة إلكترونية للمستشفى تبرز ما تقدمه.
وفي سياق متصل طالب أئمة وخطباء الصعيد بتطوير مستشفى الدعاة بسوهاج على غرار تطوير مستشفى القاهرة، وقال مصدر مطلع بالوزارة: إن «وزير الأوقاف شكَّل لجنة لدراسة تجهيزات مستشفى سوهاج في 2014 وأسند الأمر للمهندس مجدي أبو عيد، رئيس الإدارة المركزية للشئون الهندسية، لإنهاء إجراءات البنية التحتية والأجهزة»، مؤكدًا حدوث نزاع قضائي بين «أطلس» الشركة المنفذة للمشروع والوزارة على خلفية ارتفاع أسعار الحديد والأسمنت، حيث أرادت الشركة تحصيل فروق الأسعار وهو ما رفضته «الأوقاف».