أردوغان.. صداع مستمر في رأس بايدن رغم مساعدته في أزمة الغذاء العالمية
قالت صحيفة ”نيويورك تايمز“ الأمريكية إن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، لا يزال يشكل مصدر إزعاج كبير لنظيره الأمريكي، جو بايدن، على الرغم من مساعدته في إلغاء حظر الحبوب الأوكرانية، لكنه أثار قلق المسؤولين الأمريكيين على جبهات أخرى.
وذكرت الصحيفة، في تحليل إخباري، أنه عندما توصلت روسيا وأوكرانيا إلى اتفاق إسطنبول، الجمعة الماضية، لإلغاء حظر صادرات الحبوب الأوكرانية، لعب أردوغان دور رجل دولة طيب، ورحبت إدارة بايدن بالاتفاق الذي يمكن أن يخفف من أزمة الغذاء العالمية، لكن بشكل خاص، ظل الرئيس التركي مصدر ازعاج لمسؤولي الإدارة.
وأشارت إلى أنه قبل أيام من ترؤسه اتفاق الحبوب، جدد ”المستبد“ التركي تحذيره من أنه قد يستخدم حق النقض ضد خطط حلف شمال الأطلسي (الناتو) لقبول السويد وفنلندا كعضوين في الأشهر المقبلة، وهو عمل من شأنه أن يحرج جهود التحالف وإدارة بايدن بشدة في مواجهة روسيا.
وأوضحت أنه بالإضافة إلى ذلك، أعرب الكونجرس الأمريكي الشهر الجاري عن مخاوفه بشأن تعهد بايدن خلال قمة ”الناتو“ في إسبانيا التي عقدت الشهر الماضي، ببيع عشرات الطائرات المقاتلة من طراز ”إف – 16“ إلى تركيا.
وأضافت أن سفر أردوغان إلى طهران، الثلاثاء الماضي، لعقد اجتماعات مع الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، والرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قد أثار القلق لدى المسؤولين الغربيين أيضًا، إذ يرى محللون أن صور اثنين من المنافسين الأمريكيين الرئيسيين مع أردوغان، وزعيم دولة عضو في ”الناتو“، تتعارض مع الرواية الغربية عن إيران وروسيا المعزولة بشدة.
وفي مثال آخر عن القلق الأمريكي، أفادت الصحيفة بأن متحدث باسم البيت الأبيض كرر الجمعة الماضية، مخاوف بلاده بشأن تهديدات أردوغان بشن غزو جديد لشمال سوريا مستهدفًا المقاتلين الأكراد المدعومين من الولايات المتحدة والذي يعتبرهم إرهابيين.
واعتبرت أن تصرفات أردوغان، بالإضافة إلى قدرة بايدن المحدودة على كبح جماحها، تؤكد الوجه الغريب للزعيم التركي كحليف عسكري يتعارض بشكل متكرر مع أجندة حلفائه الغربيين.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي كبير قوله إن الكثير من سلوك أردوغان الإشكالي كان نتيجة لضعفه السياسي في تركيا، حيث ارتفع معدل التضخم إلى ما يقرب من 80% الشهر الماضي، موضحًا أنه على أمل تحويل الانتباه عن اقتصاده السيئ، تحول أردوغان إلى عروض مدهشة للقومية والديماوجية بسبب التهديد من حزب العمال الكردستاني والجماعات الكردية في سوريا.
وفيما يخص توسع ”الناتو“، أشارت إلى أن أردوغان أثار اعتراضات، وشكا من أن كلا العضوين الجديدين المحتملين (أي فنلندا والسويد) قد قدما الدعم السياسي والمالي لحزب العمال الكردستاني، حيث شعرت واشنطن وحلفاؤها في ”الناتو“ بالقلق من أن التوسع المخطط قد ينهار في فوز دعائي كبير لبوتين، الذي عمل منذ فترة طويلة على تقسيم الحلف.
ولفتت إلى أن بايدن نفى مرارًا أنه عرض طائرات ”إف – 16“ لشراء رضا أردوغان مقابل توسع ”الناتو.“ وبمجرد أن يطلب البيت الأبيض رسميًّا أن يوافق الكونجرس على بيع الطائرات، سيحتاج بايدن إلى دعم المشرعين المؤثرين الذين انتقدوا أردوغان بشدة.“
واختتمت الصحيفة تحليلها بالقول: ”يحذر بعض أشد منتقدي أردوغان من حلقة لا نهاية لها، حيث يفوز الزعيم التركي بتنازلات من الولايات المتحدة وحلفاء آخرين في الناتو، مثل: الطائرات المقاتلة الجديدة، ونهج أكثر صرامة ضد مقاتلي الميليشيات الكردية، فقط لتصعيد مطالبه في المستقبل.“