الجارديان: قصف أوديسا يثير الشكوك حول اتفاق إسطنبول
سلطت صحيفة ”الجارديان“ البريطانية الضوء على قصف ميناء أوديسا جنوب أوكرانيا أمس السبت، في هجوم زعمت كييف أن روسيا نفذته بصواريخ متطورة، ونفته موسكو على الفور عبر وزير الخارجية التركي.
وقالت الصحيفة إنه بالكاد بعد 12 ساعة من توقيع روسيا اتفاقًا مع أوكرانيا بشأن السماح باستئناف صادرات الحبوب من الموانئ الجنوبية للبلاد، استهدفت روسيا ميناء أوديسا الرئيس في البلاد الذي سيتم من خلاله شحن الحبوب، بضربات بصواريخ كروز.
وأضافت أن الهجوم أثار شكوكًا جديدة حول جدوى اتفاق إسطنبول، الذي كان يهدف إلى إطلاق نحو 20 مليون طن من الحبوب لدرء المجاعة في أجزاء من العالم النامي. ووصفت الهجوم بأنه من أكبر الهجمات على المدينة منذ بدء الحرب في فبراير الماضي.
وتابعت أنه بعيدًا عن الغزو الروسي والهجمات المدفعية المباشرة التي ضربت المدن الساحلية الأخرى في أوكرانيا، لا تزال أوديسا مهددة بصواريخ الغواصات والقاذفات الإستراتيجية، في حين أن ميناءها المزدحم خنِق حتى الآن بسبب الحصار البحري الروسي.
وأوضحت أن الخطر الأكبر هو أنه حتى إذا لم تتحرك القوات الروسية في أوديسا، وإذا فشلت أوكرانيا في دفع القوات الروسية على طول الساحل الجنوبي، فإن أوديسا ستظل في موقعها المحصور والضعيف، وستظل دائمًا عرضة للهجوم، وللحصار المستمر.
واعتبرت صحيفة ”وول ستريت جورنال“ الأمريكية أن الهجوم على أوديسا يمثل انتهاكًا صارخًا لشروط الاتفاق الذي توسطت فيه الأمم المتحدة الذي وقعته روسيا وأوكرانيا في إسطنبول، الجمعة، الذي نص على امتناع البلدين عن مهاجمة منشآت الموانئ أو السفن المدنية المستخدمة في نقل الحبوب.
وتزامنًا مع قصف أوديسا، قالت الصحيفة إن روسيا قصفت أيضًا مطارًا عسكريًّا ومحطة للسكك الحديدية في وسط أوكرانيا؛ ما أسفر بحسب زعم المسؤولين الأوكرانيين عن مقتل 3 وإصابة 13 آخرين، في هجوم آخر بعيد المدى وصل إلى ما هو أبعد من الخطوط الأمامية المباشرة.
ونوهت إلى أن أوكرانيا تواصل الاستفادة من الأسلحة الغربية لإعاقة التقدم العسكري الروسي، حيث قال مسؤولون روس وأوكرانيون إن القوات الأوكرانية استخدمت قاذفات صواريخ هيمارس الأمريكية في حملة قصف منهجي تهدف _على ما يبدو_ إلى قطع الإمدادات الحيوية عن منطقة خيرسون الجنوبية ذات الأهمية الإستراتيجية، التي احتلتها روسيا منذ بداية الغزو.
وأشارت إلى أن القاذفات الأمريكية سمحت لأوكرانيا بقصف جسرين استراتيجيين فوق نهري دنيبرو وإنهوليتس، ما جعل حركة مرور الدبابات والشاحنات بين خيرسون وروسيا شبه مستحيلة، وذلك في وقت أعلن فيه مسؤولون أوكرانيون أنهم يستعدون لشن هجوم مضاد لتحرير منطقة خيرسون.