أصاب بايدن.. ماذا عن المتحور BA.5 سريع الانتشار؟
بدأ الحديث عن فيروس كورونا المستجد ومتحوراته يسيطر على عدد كبير من التقارير الإخبارية العالمية من جديد، خاصة مع الزيادة الملحوظة في الإصابات على مدى الأسابيع الماضية.
ومنذ أيام أعلن البيت الأبيض إصابة الرئيس الأمريكي جو بايدن بفيروس كورونا وسط تطمينات طبية حول حالته الصحية والأعراض التي يشعر بها التي لا تتخطى التهاب بالحلق والسعال وتعب في الجسم، مؤكدًا أن صحته آخذة في التحسن.
المتحور BA.5
ومساء اليوم السبت كشف طبيب البيت الأبيض أن إصابة الرئيس الأمريكي جو بايدن بكورونا مصدرها المتحور BA.5 المعروف بالتهرب المناعي وقدرته على الانتشار السريع، ليثير العديد من التساؤلات حول هذا المتحور من فيروس كورونا ومدى خطورته.
وأصبح المتحور BA.5 هو المهيمن على معظم إصابات كورونا في العالم مما أثار مخاوف من ظهور موجة جديدة، خاصة مع ارتفاع الإصابات بنسبة تخطت الـ 30 % منذ بداية الشهر الجاري.
ويأتي ذلك فيما حذرت منظمة الصحة العالمية من انتشار المتحور الجديد المتفرع عن أوميكرون على نطاق واسع، مشددة على أن "الوباء لم يقترب من نهايته".
ويشير الخبراء إلى أن مدى انتشار المتحور الجديد يعتمد على مقدار المناعة الموجودة مسبقًا واستراتيجيات التخفيف التي تم اتباعها من قبل كل دولة، ومدى استعدادها لموجة أخرى.
التهرب المناعي
ويتميز "BA.5" بقدرته على التهرب المناعي وبمعدل انتشار سريع أكثر من أوميكرون بأربع مرات، ويقول الخبراء إنه ينتشر على وجه الخصوص بين أشخاص لم يصابوا بالفيروس من قبل.
ومن أعراضه السعال المستمر وسيلان الأنف والتهاب الحلق والصداع، إلى جانب التعب والتعرق الليلي في بعض الحالات.
الإفلات من المناعة
وقال الدكتور أنتوني فاوتشي، كبير المستشارين الطبيين للبيت الأبيض، في حوار مع موقع "أي بي سي نيوز" الأمريكي: "الشيء المقلق في BA.5 هو قدرته على الإفلات من المناعة التي تم الحصول عليها من التطعيم أو من إصابة سابقة، إضافة إلى سرعة انتشاره، وهذا هو السبب في أننا نشهد زيادة في عدد الحالات".
وأضاف: "النبأ السار هو أن الأشخاص الذين تم تطعيمهم وتعزيز مناعتهم بالكامل، يتمتعون بشكل عام بحماية جيدة من التداعيات الشديدة".
السلالة السائدة
هذه السلالة السائدة في الولايات المتحدة حاليًّا، وهي "مفرطة العدوى" وتسهم في زيادة حالات دخول المستشفى والقبول في وحدة العناية المركزة.
كشفت دراسة طبية في الولايات المتحدة أن متحور أوميكرون BA.5 المسؤول عن معظم الإصابات الحالية في البلاد نحو 53 %، يقاوم أكثر بـ4 أضعاف مناعة الأشخاص المكتسبة، مقارنة بمتغير أوميكرون.
ويتعارض ذلك مع الاعتقاد السابق أن الأشخاص الذين تم تطعيمهم أو طوروا مناعة طبيعية بعد الإصابة بالفيروس لديهم خطر أقل بالإصابة بكورونا.
3 طفرات
كما يحتوي BA.5 على 3 طفرات رئيسية في البروتين الشائك الذي يجعله أفضل في إصابة الخلايا، وأكثر مهارة في تجاوز دفاعاتنا المناعية.
ويقول أندرو روبرتسون، كبير مسؤولي الصحة في غرب أستراليا، إن فريقه لاحظ إصابات بالمتحور الجديد بعد أسابيع قليلة من الإصابة بمتحور أوميكرون.
ويضيف: "ما لاحظناه أن مصابي فيروس BA.2 أصيبوا مرة أخرى بعد 4 أسابيع.. ويتوقع إصابتهم بعدوى أخرى خلال 8 أسابيع".
ولكن ديفيد داودي، عالم الأوبئة في جامعة جونز هوبكنز للصحة العامة، يقول إن الفيروس، رغم قدرته الهائلة على تفادي المناعة، فإنه لا يتسبب غالبًا بمرض قوي.
أقل حدة
ويقول داودي: "إن الإصابة مجددًا بمتحور BA.5 وBA.4 عادةً ما تكون أقل حدة مقارنةً بالعدوى للمتغيرات المبكرة لكوفيد-19."
ويعود ذلك بحسب الطبيب لأجهزة المناعة البشرية التي تعلمت الاستجابة لهذه المتغيرات دون استنزاف الجسم.
ونشرت جامعة كولومبيا دراسة أخرى مفادهاأن المتغيرات الفرعية BA.4 وBA.5 كانت مقاومة للحماية من كورونا بنحو 4 أضعاف مقارنة بسلالة أوميكرون.
واعتمدت الدراسة المخبرية على مراقبة الأجسام المضادة من الأشخاص الذين تلقوا ثلاث جرعات على الأقل من لقاح الحمض النووي أو جرعتين من اللقاح ثم أصيبوا بأوميكرون.