رئيس التحرير
عصام كامل

الجائحة الجديدة.. الصحة العالمية تدق ناقوس الخطر من تفشي جدري القرود.. وصل 74 دولة ويعبر القارات.. ومخاوف من فرض حالة الطوارئ

جدري القرود
جدري القرود

بعد أسابيع من النقاشات داخل منظمة الصحة العالمية حول إعلان حالة الطوارئ العالمية والاستعدادات القصوى من أجل كبح جماح فيروس جدري القرود الذي بات يسجل عشرات الإصابات في 74 دولة، ويتسلل إلى القارات واحدة تلو الأخري، أطلقت المنظمة  أعلى مستوى من التأهب اليوم السبت، في محاولة لاحتواء تفشي الجائحة الجديدة.

 

إعلان الطوارئ

وقال تيدروس أدهانوم جيبرييسوس في مؤتمر صحفي، قررت إعلان حالة طوارئ صحية ذات بعد دولي بمواجهة جدري القردة، موضحًا أن الخطر في العالم معتدل نسبيًا باستثناء أوروبا حيث يعتبر مرتفعًا.

 

وأكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، أنه من الممكن السيطرة على مرض جدري القرود ووقف انتشاره باستخدام الوسائل المتاحة لدينا في الوقت الراهن، مشيرًا إلى أن الفيروس "يثير قلقًا دوليًّا".

 

ناقوس خطر

ودق تيدروس أدهانوم جيبرييسوس ناقوس الخطر، داعيًا إلى تعامل دولي منسق يشمل إطلاق التمويلات وتبادل اللقاحات للسيطرة على الفيروس.

 

وجاء إعلان حالة الطوارئ الصحية، بعدما أعلن مصدران مطلعان، أن حالة من الانقسام كانت تسود بين أعضاء فريق من خبراء منظمة الصحة العالمية بشأن ذلك.

 

وقالا بشرط عدم الكشف عن هويتهما، إن تيدروس يفكر بجدية في إعلان حالة الطوارئ رغم عدم وجود أغلبية مؤيدة لأي الخيارين بسبب شعوره بالحاجة الملحة للتصدي للمرض.

 

وبدأ انتشار جدري القرود في أوائل مايو  خارج بلدان وسط وغرب إفريقيا حيث يتوطن الفيروس عادة، في كل أنحاء العالم وشكلت أوروبا بؤرته.

 

لقاح جدري القرود

وأعلنت شركة "بافارين نورديك" الدنماركية، وهي المختبر الوحيد الذي ينتج لقاحًا مجازًا لمكافحة جدري القردة، الثلاثاء الماضي، أنها تلقت طلبية بـ1.5 مليون جرعة، ستسلّم معظمها في العام 2023، من دولة أوروبية لم تُسمّها، فيما طلبت الولايات المتحدة 2،5 مليون جرعة إضافية.

 

11 دولة أفريقية

ومنذ العام 1970، تم تسجيل حالات إصابة بجدري القرود في 11 دولة أفريقية، وهناك تفش واسع في نيجيريا، منذ العام 2017.


وتم تسجيل أول حالة مؤكدة بالمرض في أوروبا، في السابع من مايو الجاري، في شخص عاد إلى إنجلترا من نيجيريا، ومنذ ذلك الوقت تم تسجيل أكثر من 100 إصابة خارج أفريقيا.

 

سبب التسمية

ورغم أن جدري القرود ينسب إلى القرود إلا أنها ليست السبب في وجوده، وتعود سبب التسمية بهذا الاسم إلى عام 1958 حيث تم اكتشاف فيروس جدري القرود لأول مرة في الدنمارك، لدى أحد قرود المختبر (ومن هنا جاءت تسميته).

 

مرض نادر

وقبل انتشاره خلال العام الجاري كان جدري القرود يعتبر من الأمراض النادرة خاصة أنه  يحدث في المناطق النائية، وتحديدًا وسط وغرب إفريقيا، بالقرب من الغابات الاستوائية المطيرة، حيث ينتقل فيروس جدري القرود إلى الإنسان عن طريق الحيوانات البرية.


سلالات جدري القرود

ويوجد من هذا المرض سلالتان: السلالة الأولى تفشت سابقًا في حوض الكونغو، ولم تزد أخطارها المميتة عن 10 %.


أما السلالة الأخرى التي ظهرت في غرب أفريقيا فهي أقل حدة، حيث يقدر معدل الوفيات الناتجة منها بحوالي 1 % فقط.


هذه التقديرات مستمدة من حالات تفشي المرض في الأماكن النائية في أفريقيا ذات الرعاية الصحية السيئة، ومن المحتمل أن يكون جدري القرود أقل فتكًا في البلدان الغنية.

التفشي خارج أفريقيا

وبحسب موقع منظمة الصحة العالمية، فقد تم الإبلاغ في خريف عام 2003 عن حالات مؤكدة من جدري القردة في المنطقة الغربية الوسطى من الولايات المتحدة الأمريكية، فكانت أولى الحالات المُبلغ عنها خارج أفريقيا، وظهر أن معظم المرضى المصابين به كانوا قد خالطوا كلاب البراري الأليفة مخالطة قريبة.

 

وفي سنة 2005، وقع تفش لجدري القردة في ولاية الوحدة بالسودان وأُبلِغ عن وقوع حالات متفرقة في أجزاء أخرى من أفريقيا. وفي عام 2009، قامت حملة توعية في أوساط اللاجئين الوافدين من جمهورية الكونغو الديمقراطية إلى جمهورية الكونغو بتحديد وتأكيد حالتين للإصابة بجدري القردة.

 

انتقال المرض

تحدث الإصابة بسبب مخالطة مباشرة لدماء الحيوانات المصابة بعدواه أو لسوائل أجسامها أو آفاتها الجلدية أو سوائلها المخاطية.

 

وفي أفريقيا، سجلت حالات عدوى نجمت عن التعامل مع القردة أو الجرذان الغامبية الضخمة أو السناجب المصابة بعدوى المرض.


ومن المحتمل أن يكون تناول اللحوم غير المطهوة جيدا من الحيوانات المصابة بعدوى المرض، عامل خطر يرتبط بالإصابة بجدري القردة.

 

كما يمكن أن ينجم انتقال المرض على المستوى الثانوي، أو من إنسان إلى آخر عن طريق الإفرازات أو الملامسة.

 

وينتقل المرض في المقام الأول عن طريق جزيئات الجهاز التنفسي التي تتخذ شكل قطيرات تستدعي عادة فترات طويلة من التواصل وجها لوجه، مما يعرض أفراد الأسرة من الحالات النشطة لخطر الإصابة بعدوى المرض بشكل كبير.

 

ومن الممكن أيضا أن ينتقل المرض عن طريق العلاقات الجنسية أو عبر المشيمة (جدري القردة الخلقي).


أعراض الجدري القردة

تظهر لجدري القرود، بعض الأعراض التي تظهر على الشخص المصاب، والتي قد تستمر لمدة 14الي21 يومًا، وتختفي دون أي تدخل طبي، وتشمل هذه الأعراض:
حمى، صداع الراس والانتفاخ، وآلام الظهر، وآلام في العضلات، والخمول، إلى جانب ظهور طفح جلدي يبدأ على الوجه وينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.

الجريدة الرسمية