العدو الحبيب.. إيران تنقذ طالبان بـ 350 ألف طن وقود لخفض الأسعار
وقعت إيران صفقة لبيع 350 ألف طن من المنتجات البترولية لطالبان لخفض أسعار الوقود في أفغانستان، ووفق وزارة المالية الأفغانية إن التسليم سيبدأ خلال أيام قليلة.
وحسب وكالة أنباء “فارس” الإيرانية، أن الاتفاق يأتي عقب زيارة قام بها مسؤولو الطاقة والمصارف والتجارة التابعين لحكومة طالبان، لإيران.
وتابعت أن هناك محادثات جارية بشأن إمدادات من الغاز الطبيعي المضغوط وإقامة خطوط أنابيب بترول، بحسب ما نقلته وكالة بلومبرج للأنباء.
إيران وطالبان
أبرز انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان واستيلاء حركة طالبان على مقاليد الحكم في البلاد، الطبيعة المعقدة للعلاقات بين حركة طالبان وإيران. وفي حين تُبدى إيران مخاوفها بشأن حدودها التي تبلغ 900 كيلومتر تقريبًا مع أفغانستان - مع استمرار وجود المزيد من اللاجئين والتجارة غير المشروعة عبر الحدود وتهريب المخدرات.
بالإضافة إلى معاملة طالبان للأقلية الشيعية في أفغانستان، فإن استيلاء طالبان على السلطة هو حقيقة يجب أن تتعايش معها إيران الآن. وفى حين تتطلع إيران بنشاط إلى استخدام الدبلوماسية للتوافق مع حركة طالبان، فمن غير المرجح أن يتم استخدام القوة للرد على الاستفزازات الأفغانية حتى مع تزايد خطورة الوضع في أفغانستان.
وفى حين اتسمت العلاقة بين إيران وطالبان بالعداوة خلال المرحلة الأولى لسيطرة طالبان على أفغانستان، إلا أن العلاقة الطرفين أصبحت أكثر تصالحية خلال العقود الماضية بعد أن نجح قائد فليق القدس السابق قاسم سليماني بإنشاء علاقات وطيدة مع الحركة لتوحيد الجهود ضد القوات الأميركية المنتشرة في أفغانستان، وذلك من منطلق العداء المشترك للولايات المتحدة، إذ انتقدت إيران بشدة الوجود الأمريكى في أفغانستان، كجزء من معارضتها العامة لسياسات الولايات المتحدة في المنطقة، وتصاعد هذا النقد بعد مقتل سليماني.
وبصرف النظر عن التصور الإقليمي لفشل الولايات المتحدة في أفغانستان، يؤكد خطاب المسؤولين الإيرانيين أيضًا على تضامن البلاد مع حركات التحرير - بما في ذلك حركة طالبان - في جميع أنحاء العالم، بغض النظر عن توجهها الأيديولوجي. وفى هذا الصدد، ينظر قادة الميليشيات المدعومة من قبل إيران إلى النصر السريع الذي حققته حركة طالبان على أنه نموذج يتوافق مع مصالحهم الخاصة، ودعوا إلى تكرار التجربة في سوريا والعراق. جاءت تلك الأحداث في الوقت الذي قامت فيه إيران بربط اعترافها الرسمي بحكومة طالبان بتشكيل "حكومة شاملة"، وإدانة إيران لدعم باكستان لهجوم "طالبان" ضد حركة المقاومة في وأدى بنجشير الذي أعلنت طالبان للتو أنه "تحت قيادتنا".
وفى حين تدعم إيران حركة طالبان صوريا كهيئة حاكمة، إلا أنها تخشى أيضا الحركة وذلك بسبب قبضتها الضعيفة على البلاد ووجود عناصر متشددة داخل الحركة.