خطوة للأمام لتخفيف أزمة الغذاء.. تداعيات اتفاق اسطنبول على أفريقيا والشرق الأوسط
ذكرت صحيفة ”واشنطن بوست“ الأمريكية أن الاتفاق الذي وقعته روسيا وأوكرانيا أمس الجمعة يمثل خطوة للأمام نحو تخفيف أزمة الغذاء العالمية، التي يتعرض لها عشرات الملايين حول العالم، خاصة في أفريقيا والشرق الأوسط.
اتفاقية أمان
وقالت الصحيفة في تقرير، إن ”أحد الاتفاقين الموقعين في إسطنبول يضمن المرور الآمن للشحنات التجارية من ميناء أوديسا الأوكراني واثنين من الموانئ الأخرى، يعانيان من الحصار المفروض عليهما من القوات البحرية الروسية“.
وأشارت إلى ”اتفاق مواز من المفترض أن يؤدي إلى تسهيل صادرات الحبوب والسماد من روسيا“.
وأضافت أنه ”في ضوء جميع التعقيدات التي رافقت الوصول إلى الاتفاق، فإنه سوف يعتمد إلى حد كبير على النوايا الطيبة، والضمانات الروسية بألا تهاجم موسكو السفن التجارية، أو الموانئ الضالعة في الاتفاق، إلا أنه في نفس الوقت فإن المسؤولين أبدوا تفاؤلهم بشأنه“.
وتابعت: ”الاتفاقان جاءا ثمرة للمباحثات التي أجراها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش مع موسكو وكييف في أبريل الماضي، للوصول إلى حل لأزمة الارتفاع في أسعار الغذاء، في الوقت الذي لعبت فيه تركيا دورًا نشطًا في الوصول إلى الاتفاق، خاصة أنها تسيطر على مدخل البحر الأسود عبر مضيق البوسفور“.
وبين التقرير أنه ”على مدار شهور، فإن المفاوضات شهدت عقبات كبيرة، حيث اشتكى دبلوماسيون أوكرانيون من أن مخاوفهم الأمنية لم يتم التعامل معها، في الوقت الذي قللت فيه روسيا من نطاق الأزمة الغذائية العالمية“.
ولفت إلى أنه ”كان لابد من طمأنة شركات التأمين على السفن بأنها لن تتعرض للهجوم أو الألغام، أو مواجهة مخاطر أخرى في منطقة حرب نشطة“.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مارتن جريفيث، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية والإغاثة، قوله إن ”المفاوضات شهدت عقبات بسبب انعدام الثقة بين الطرفين، والغموض في بعض الأحيان، حول ما تمت مناقشته في موسكو وكييف، إضافة إلى بعض العراقيل البيروقراطية الأخرى، في الوقت الذي تجادل فيه الطرفان حول أمور قانونية في الاتفاق“.
وأوضح جريفيث أن ”الاتفاق لم يتناول شكاوى أوكرانيا حول قيام روسيا ببيع حبوب مسروقة من الأراضي الأوكرانية المحتلة، كما أنه لم يغير وضع الحصار البحري الروسي على السواحل الأوكرانية“.
واستكملت ”واشنطن بوست“ تقريرها: ”يأتي هذا الإعلان في الوقت الذي تكافح فيه الدول في جميع أنحاء العالم، وبخاصة في شرق أفريقيا لتوفير الغذاء“.
وأردفت: ”قالت مجموعة مكونة من 7 دول في شرق أفريقيا، بما في ذلك الصومال وجنوب السودان، إن 50 مليون شخص يواجهون انعدام الأمن الغذائي الحاد هذا العام، بينما يتأرجح نحو 300 ألف شخص على حافة المجاعة“.