بديعة مصابني.. الراقصة التي هزت مصر.. وثورة 23 يوليو كرمتها بـ"كوبري"
راقصة متميزة لقبت برائدة الرقص الشرقى وعميدته، كما لقبت بملكة الليل، ملكة الصالات، عميدة الرقص الشرقى، ابتكرت رقصة الشمعدان التي تسجل باسمها رقصة بديعة لتصبح بعدها موضة الراقصات، وصفها الكاتب الصحفى جليل البندارى فقال كانت بديعة مصابنى بحق المدرسة الأولى فى الشرق الأوسط التى تعلم على يدها افواجا من الراقصات الرسميات وغير الرسميات وأشهرهن ببا عز الدين، صفية حلمى، حكمت فهمى، كاميليا، تحية كاريوكا وسامية جمال.
جاءت بديعة مصابني ـ رحلت فى مثل هذا اليوم عام 1974 ـ إلى هوليود الشرق لترقص على مسارحها عام 1920 حيث تعرفت على الفنان الكوميدى نجيب الريحاني وكان الحب وتم الزواج.
طموح غير مسبوق
ولدت بديعة مصابني عام 1892 من أم شامية وأب لبنانى، واسم مصابنى اكتسبته بسبب عمل اسرتها في مصبنة لعمل الصابون صنعت مجدا فنيا بمصر عدة سنوات، حيث كان طموحها غير مسبوق، كلمتها المفضلة “ قررت التحلص من حياة الفقر بأى وسيلة”.
تتحدث بديعة مصابني عن نفسها فتقول: كنت راقصة غير عادية، فلم أكن ارتدي بدلة أثناء الرقص، لكنه كان فستان سواريه مع الإكسسوارات والمجوهرات، كما أضفت الموسيقى الإسبانية والتركية والإيرانية للتجديد، لكسر الملل عند الجمهور المتعطش دائما لكل ما هو غريب وجديد، وبذلك اعترف الجمهور بفضلي على المزج الذي تم بين الموسيقى الشرقية والعربية، وأنني صاحبة السبق في دمج التخت الشرقى مع عازفين للآلات الغربية، وذلك باستضافتى للفرق الأجنبية من كل بلاد العالم للعمل في كازينو بديعة، ما منحنى ثقافة فنية بخبايا هذا الفن، بعيدا عن المعاهد والأكاديميات الفنية، وقد طورت كثيرا في الرقص الشرقى.
فرقة الريحانى
ارتبطت حياة بديعة مصابنى بمصر بالعدديد من الأحداث السياسية التي عاصرتها فهى التي بدأت أول خطواتها تلميذة صغيرة في فرقة الريحانى الذى سمح لها بمشاركتها له أحد اعماله المسرحية " الليالى الملاح " تأليف بديع خيرى ليظهر اسمها لأول مرة بجانب الريحانى ليتبعها تقديم عده مسرحيات من أجمل ماقدمه نجيب الريحاني منها أوبريت الشاطر حسن، ياسمينة، وأنا وأنت، البرنس..وفى هذا العمل أحب الريحاني بديعة وتزوجها ثم دبت الخلافات بينهما بسبب الغيرة وبسبب تصادم شخصيتين طموحتين جامحتين لكل منهما طموحه ومعجباته، حتى تم الانفصال.
بدأت بديعة مصابني عملها بشراء صالة رقص بالاسكندرية اسمها (سنديكس) مقابل 5 آلاف جنيه، وعمل معها كل من فتحية أحمد، وفاطمة سري، نجاة على، محمد عبد المطلب، إبراهيم حمودة، إسمهان، فريد الاطرش، فريد غصن، محمد فوزى، محمود الشريف إسماعيل يس ثم جاءت الى القاهرة واتجهت الى شارع عماد الدين واشترت صالة هناك ويوم الافتتاح قتل رئيس الوزراء احمد ماهر على يد جماعة الاخوان فتوقف النشاط عامين.
عاصرت بديعة مصابنى أحداثا سياسية في مصر كانت مطلعة عليها جميعا بل وأثرت فيها عن طريق اصدقائها من الباشوات ورجال الدولة، فعاشت حياة حافلة مثيرة تعكس ما يدور من صراعات بعد أن أنشأت كازينو باسم كازينو بديعة ـ ثم هدمه حاليا وأنشئ مكانه فندق الشيراتون الان ـ وعند قيام الحرب الثانية وضعت بديعة كل إمكانيات الكازينو تحت تصرف القوات البريطانية حيث كان الكازينو قريبا من معسكرات الإنجليز.
وبعد ثورة 23 يوليو سمى الكوبري القريب من الكازينو “كوبرى الجلاء حاليا”، بكوبرى بديعة بسبب شهرتها الطاغية واستمر ذلك سنوات طويلة حتى تم هدم الكازينو..
هروب ورحيل
تراكمت الضرائب على بديعة مصابني وعلى الصالات التي كانت تمتلكها، وطاردتها الضرائب في مصر بمبالغ ضخمة لم تمتلكها، فقررت الهرب إلى لبنان عن طريق طيار إنجليزي في زي راهبة، وفي مدينة شتورا بلبنان تؤسس متجرا للملابس عاشت من إيراده حتى رحيلها عن 86 عاما.