رئيس التحرير
عصام كامل

زي النهاردة.. مقتل الخليفة مروان بن محمد وإسقاط الدولة الأموية

مروان بن محمد على
مروان بن محمد على

في مثل هذا اليوم من عام 750 قتل آخر خلفاء الدولة الأموية مروان بن محمد على يد أتباع العباسيين، بعد خلافه استمرت خمس سنين وعشرة أشهر، وله من العمر 60 سنة، وبذلك سقطت الدولة الأموية، أكبر دولة وثاني خلافة في تاريخ الإسلام، وواحدة من أكبر الدول الحاكمة في التاريخ. 

 

عن الدولة الاموية وتوسع الأمويين 

 

قبل الحديث عن مروان بن محمد يجب الحديث عن الدولة الأموية التي بلغت ذروة اتساعها في عهد الخليفة العاشر هشام بن عبد الملك؛ إذ امتدت حدودها من أطراف الصين شرقًا حتى جنوب فرنسا غربًا، وتمكنت من فتح إفريقية والمغرب والأندلس وجنوب الغال والسند وما وراء النهر.

 

يرجع نسب الأمويين إلى أمية بن عبد شمس من قبيلة قريش، وكان لهم دور هام في عهد الجاهلية وخلال العهد الإسلامي، أسلَم معاوية بن أبي سفيان في عهد الرسول محمد، وتأسست الدولة الأموية على يده، وكان قبل ذلك واليًا على الشام في عهد الخليفة عمر بن الخطاب.

 

نشب نزاع بينه وبين علي بن أبي طالب بعد فتنة مقتل عثمان، وتنازل ابنه الحسن عن الخلافة لصالح معاوية بعد مقتل أبيه علي، فتأسست الدولة الأموية بذلك. 

 

أخذ معاوية عن البيزنطيين بعض مظاهر الحكم والإدارة؛ إذ جعل الخلافة وراثية عندما عهد لابنه يزيد بولاية العهد، واتخذ عرشًا وحراسًا، وأحاط نفسه بأبهة الملك، وبنى له مقصورة خاصَة في المسجد، كما أنشأ ديوان الخاتم ونظام البريد. 

 

بعد وفاة يزيد اضطربت الأمور؛ فطالب عبد الله بن الزبير بالخلافة، ثم تمكن عبد الملك بن مروان بن الحكم من هزيمته وقتله في مكة سنة 73 هـ، واستقرت الدولة مجددا.

 

الفتوحات الأموية 

 

جرت أكبر الفتوحات الأموية في عهد الوليد بن عبد الملك؛ فاستكمل فتح المغرب، وفُتحت الأندلس بكاملها، كما فُتحت السند بقيادة محمد بن القاسم الثقفي وبلاد ما وراء النهر بقيادة قتيبة بن مسلم، ثم جاء بعده الخليفة سليمان بن عبد الملك الذي توفي مرابطًا في مرج دابق لإدارة حصار القسطنطينية، ثم الخليفة الزاهد عمر بن عبد العزيز، الذي يُعد من أفضل الخلفاء الأمويين سيرةً.

 

جاء بعده ابن عمه يزيد بن عبد الملك، ثم أخوه هشام الذي فُتح في عهده جنوب فرنسا، وكان عهده طويلا وكثير الاستقرار، وبعد موته دخلت الدولة في حالة من الاضطراب الشديد.

 

عهد مروان بن محمد

 

قبل توليه الخلافة، كان واليًا على إقليم أرمينيا وأذربيجان وقد أظهر كفاءة وقدرة في إدارة شؤون ولايته، فرد غارات الترك والخزر على حدود ولايته بعد معارك كبيرة. 

 

كذلك يعد له الفضل في اخماد ثورات الأتراك والخزر والكرج في منطقة القوقاز وأرمينيا. وكان له الفضل في ترسيخ الإسلام في تلك المناطق.

 

عندما تولى مروان الخلافة كان يميل إلى القبائل القيسية على اليمانية في الشام، مما سبب الانشقاق في جيشة ودولتة وخاض حروبا ضد أبناء عمومته من البيت الاموي المتحالفين مع القبائل اليمانية، حيث نقل مروان عاصمة الخلافة من دمشق إلى حران، وكانت اليمانية لا تميل لمروان بسبب قتله لزعماء منهم وميله لخصومهم القيسية، مما أضعف دولته كثيرًا في مجابهة دولة بني العباس الصاعدة.

 

مع الوقت أخذ مروان بن محمد يتنقل بين الأقاليم ليقمع الثورات والاضطرابات، ثم التقى مع العباسيين في معركة الزاب فهُزم وقُتل، وكانت نهاية الدولة الأموية.

الجريدة الرسمية