رئيس التحرير
عصام كامل

في ذكرى ميلادها.. قصة وردة من ملاهي باريس وبيروت لأضواء الشهرة في هوليوود الشرق

المطربة وردة الجزائرية
المطربة وردة الجزائرية

وصف صوتها الفنان عمار الشريعى بأنه من الخامة المعدنية القوية الثمينة التي تنسب إلى جيل أسمهان وليلى مراد، الغناء بالنسبة لها هو الحياة.. هذه آخر كلمات الفنانة وردة الجزائرية بعد شائعة اعتزالها الفن ثم قدمت آخر ألبوماتها "اللى ضاع من عمرى" لتثبت أن الغناء حياتها رغم مرضها.


واكبت المطربة وردة الجزائرية بأغنياتها الصراع العربى الإسرائيلى والنكسة والوحدة مع سوريا وحروب لبنان والقضية الفلسطينية وانتصار أكتوبر وعبرت بالغناء عن كل حدث من هذه الأحداث، وتعاملت مع كبار الملحنين وكتاب الاغانى من أجيال مختلفة.

ميلاد فتوكى 

فى مثل هذا اليوم 22 يوليو 1939 ولدت المطربة صاحبة الصوت القوى الجميل وردة فتوكى الشهيرة بوردة الجزائرية، عملت بالغناء منذ كانت طفلة في السابعة من عمرها، وتعلمت الغناء على يد الملحن التونسى الصادق ثريا فكانت تؤدى فقرة خاصة فى الملهى الذى كان يمتلكه والدها فى باريس فكانت تغنى أغنيات عبد الوهاب وأم كلثوم وعبد الحليم حافظ.

ملاهى بيروت 

وتحكى وردة عن نشأتها فتقول: ولدت للآسف في باريس مهد الاستعمار، مما زاد حقدي عليهم، وذلك لظروف عمل والدي بالتجارة هناك، وكنا نملك هناك فندقا وملهى إلا أن وجودنا في باريس مكننا من تقديم أكبر مساعدة لأبناء بلدنا، فقد كنا ممنوعين من دخول الجزائر؛ لأن شقيقي كان متهما بتهريب الأسلحة إلى المجاهدين، ونتيجة لذلك أيضا أغلق الفرنسيين الفندق، واعتبروه مركزا لجيش التحرير الجزائري، اضطررنا إلى إغلاق الملهى أيضا؛ لكنى نجحت في أن بعض الفرنسيين وقدمت عن طريق إذاعتهما أغنية ظلوا يرددونها عاما كاملا دون اعتراض  وتقول كلماتها: بلادي بلادي.. محلاك يا بلادي.. بعيدة عليكي، وروحي فيكي / الغربة كوتني.. والوحشة حرقتني.. وأنا عليكي بانادي يا بلادي.


وأضافت: "عدنا الى لبنان بلد أمى وتعرفت على الأغانى العربية من خلال الأسطوانات والأفلام العربية".


اكتشفها الفنان الجزائرى أحمد التيجانى فقدمها فى الإذاعة الفرنسية الموجهة إلى العرب فى شمال افريقيا ونجحت، وعندما بلغت السابعة عشرة سافرت إلى بيروت وغنت هناك فى ملهى طانيوس وكان الموسيقار محمد عبد الوهاب موجودا فى احد الحفلات وعندما سمعها تغنى أغنيات أم كلثوم نصحها بالحضور إلى مصر وحكى عنها للمنتج حلمى رفلة الذى كان يستعد لانتاج فيلم (ألمظ وعبده الحامولى ).

وطنى حبيبى 

وبالفعل حضرت إلى مصر عام 1960 وقدمها حلمى رفلة فى المظ وعبده الحامولى وغنت أغنيات: "روحى وروحك حبايب، يا نخلتين في العلالى، إسأل دموع عنيه ليصبح بداية إقامتها فى مصر، أعجب جمال عبد الناصر بصوتها فى الفيلم فطلب من عبد الوهاب إضافة كوبليه تغنيه وردة فى نشيد (وطنى حبيبى وطنى الأكبر) وبدأت وردة الجزائرية طريق الشهرة في مصر.

سر المشير عامر 

إلا أنها تعرفت على المشير عبد الحكيم عامر في دمشق أثناء الوحدة مع سوريا سرت الشائعات حول علاقتها بالمشير وغضب عبد الناصر من هذه العلاقة وصدر قرار من مجلس الثورة بإبعادها خارج البلاد ومنعها من دخول مصر التى لم تعد إليها إلا بعد وفاة عبد الناصر.
فعادت إلى الجزائر وتزوجت وأنجبت أولادها، ثم عادت إلى الغناء عام 1972 وانفصلت عن زوجها واستقرت بالقاهرة، حيث تزوجت من الملحن بليغ حمدى الذى التقت به فى لبنان واحبته لتبدأ معه رحلة غناء طويلة دامت حتى بعد الانفصال عام 1979.

في السينما شاركت المطربة وردة الجزائرية بعدد قليل من الأفلام بدأتها بالمظ وعبده الحامولى مع الفنان عادل مأمون، أميرة العرب، آه ياليل يازمن، حكايتى مع الزمان، وفيلم صوت الحب مع الفنان حسن يوسف وقدمت فيه أغنيتها الشهيرة "العيون السود.
من أروع أغنيات وردة الجزائرية: خليك هنا بلاش تفارق، وانا على الربابة بغنى، في يوم وليلة، انا عندى بغبغان، أحبابنا يا عين، يا ولاد الحلال، بودعك. 

آخر البوماتها 


قدمت الفنانة وردة الجزائرية قبل وفاتها أغنية باسم "أيام"، وطرحتها عام 2009 بصوتها، وتمنت أن تصور الفيديو كليب الخاص بها، لكنها توفيت ولم يتم تصوير الكليب إلا عام 2012.

الجريدة الرسمية