بديل دراجي.. صعود أسهم جورجيا ميلوني لتولي رئاسة وزراء إيطاليا
فتحت استقالة رئيس الوزراء الايطالي ماريو دراجي الباب أمام الجماعة اليمنية المتطرفة المعروفة بـ"اخوة إيطاليا" بقيادة جورجيا ميلوني لتصدر المشهد في روما.
ماريو دراجي
وأثار ماريو دراجي جدلًا كبيرًا بتقديم استقالته للمرة الثانية خلال أسبوع بسبب فشله في تصويت عقد أمس بالحصول على موافقة مجلس الشيوخ عليه في اقتراع ثقة، رغم حصوله على 95 صوتًا مقابل معارضة 39 صوتًا، ألا أن عزوف الأحزاب الثلاثة الكبرى، وهي "الرابطة" و"فورزا إيطاليا" و"حركة خمس نجوم" عن التصويت أفشل مساعي دراجي.
وتعليقًا على استقالة دراجي للمرة الثانية، كتبت صحيفة "لا ريبوبليكا" على صفحتها الأولى “إيطاليا تعرضت للخيانة”، فيما عنونت "لا ستامبا" “عار عليكم”، في إشارة على ما يبدو للأحزاب التي رفضت التحالف مع رئيس الحكومة الذي يحظى باحترام محلي ودولي كبير.
وأظهرت استطلاعات للرأي أجريت مؤخرًا، أن معظم الإيطاليين يرغبون في بقائه على رأس الحكومة حتى الانتخابات العامة المقبلة في مايو المقبل.
وسعى دراجي أمس الأربعاء، لإنقاذ الحكومة داعيًا ائتلافه إلى وضع الخلافات جانبًا، وخاطب أعضاء مجلس الشيوخ وسألهم أربع مرات “هل أنتم مستعدون؟”،وقال إن لا حاجة لمزيد من الإرباك وسط تحديات لا تحصى بدءًا باقتصاد يواجه صعوبات وتضخم مرتفع إلى الحرب في أوكرانيا.
لكن الأحزاب الثلاثة قررت عدم التصويت على الثقة بالحكومة، وقالت إنه لم يعد بإمكانها التعاون.
فوضى كبيرة في ايطاليا
وتعيش إيطاليا فوضى كبيرة بسبب الانقسامات الحزبية، ومن شأن استقالة دراجي أن تفاقم متاعب اجتماعية على وقع تضخم متفش، وتؤخر في الميزانية، كما أنها تهدد تعافي الاتحاد الأوروبي في فترة ما بعد الوباء، ويدفع بالأسواق إلى الانهيار.
وتوقع الوزير الفرنسي للشؤون الأوروبية لورانس بون، أن تفتح استقالة دراجي الباب أمام "فترة إرباك"، معتبرًا أنها ستكون بمثابة خسارة "أحد أعمدة أوروبا".
إخوة إيطاليا
وتشير أحدث الاستطلاعات إلى أن ائتلافًا يمينيًا بقيادة حزب "إخوة إيطاليا" الذي تتزعمه جورجيا ميلوني سيحقق فوزًا سهلًا في الانتخابات المقبلة.
الحزب ذو الجذور "النيوفاشية"، سيكون بحاجة إلى دعم "فورزا إيطاليا" و"الرابطة" "وحركة خمس نجوم"، وهذه الأحزاب كثيرًا ما تصادمت فيما بينها. وفي حال الفوز فإن مثل هذا الائتلاف "سيقدم سيناريو بمزيد من العراقيل لإيطاليا والاتحاد الأوروبي" مقارنة بحكومة الوحدة الوطنية التي تزعمها دراغي، حسبما كتب الباحث في مركز الإصلاح الأوروبي لويجي سكاتسييري.
لكن مؤسسة الأبحاث الاستشارية "كابيتال إيكونوميكس" قالت، إن أمام الحكومة القادمة "حوافز مالية ونقدية قوية" لتطبق الإصلاحات التي يطالب بها الاتحاد الأوروبي، أو المخاطرة بفقدان مليارات اليوروهات من أموال التعافي ما بعد الجائحة.
وكثيرًا ما ألقى حزب "إخوة إيطاليا" باللائمة على الاتحاد الأوروبي في متاعب إيطاليا.
غير أن تأييد ميلوني لـ"رد قوي ومشترك من الاتحاد الأوروبي" على حرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أوكرانيا "حيّدها عن بعض اليمينيين الآخرين في إيطاليا وأوروبا" حسبما قال كبير الاقتصاديين في بنك "بيرينبيرج" هولجر شميدلينج.