رئيس التحرير
عصام كامل

كامل محادين رئيس سلطة "العقبة" في حوار خاص لـ"فيتو": نسمح بالاستثمارات الإسرائيلية على أراضينا ولكن السيادة للأردن


أحذر من خطورة السيطرة الأجنبية بسبب مشروع "قناة السويس" الجديد
مشروع العقبة لا يتأثر بتغيير الحكومة الأردنية وأدعو الحكومة المصرية للاستفادة منه


في الوقت الذي تصاعدت فيه المخاوف من مشروع "قناة السويس"، بدأت المملكة الأردنية في تنفيذ مشروع "العقبة" لإنشاء منطقة اقتصادية خاصة تصل تكلفتها إلى مليارات الدولارات، لتنشيط الخدمات السياحية والملاحية وبناء مشروعات جديدة تساهم في تنمية الموارد المادية بالمنطقة من خلال المستثمرين الأجانب.

أنشئت منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة عام 2000، وأطلقت في العام 2001، لتكون منطقة منخفضة الضرائب ومعفاة من الجمارك، ومتعددة القطاعات الاقتصادية، بمساحة 375 كم مربع، تشمل الساحل الأردني، وتضم الموانئ الأردنية ومطار الملك الحسين الدولي ومدينة العقبة بسكانها البالغ تعدادهم 130 ألف نسمة، وتتميز المنطقة بموقع استراتيجي يشكل نقطة التقاء لـ3 قارات، وتدير المنطقة سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة التي تملك شركة تطوير المنطقة مناصفة مع الحكومة الأردنية المركزية، وتوجد بالمنطقة عشرات المنتجعات والفنادق والمشروعات السياحية، وعشرات المصانع، ومنظومة موانئ متخصصة لكل الأغراض، فضلًا عن مدن سكنية جديدة.

وتقدم المنطقة عدة حوافز للمستثمرين، منها 5 % ضريبة دخل فقط على الدخل الصافي، وعدم وجود قيود على نسبة مساهمة الاستثمارات الأجنبية، وإجراءات مبسطة ومباشرة لتصاريح العمل، وإعفاء الواردات من رسوم الجمرك والاستيراد والضرائب الأخرى باستثناء المركبات، ولا توجد ضريبة مبيعات على السلع، أو قيود على التعامل بالعملات الأجنبية.

محرر "فيتو" التقى برئيس سلطة "العقبة" الدكتور كامل محادين في الأردن للتعرف منه على آخر المستجدات في المشروعات الاستثمارية والصناعية لتطوير منطقة "العقبة".. فكان هـــذا الحوار:


- هل هناك علاقة مشتركة أو متشابهة بين مشروع "قناة السويس" الذي كان يطرحه الإخوان في مصر ومشروع "العقبة"؟

لا شك أن نجاح مشروع قناة السويس سيساعد على تنشيط اقتصاد العقبة، ويخلق فرصًا للتكامل بين العقبة والسويس ودبي أيضا، وغيرها من النقاط الاستراتيجية الداعمة لحركة التجارة العالمية.
ونحن نتابع مشروع قناة السويس عن قرب، ليس باعتبارها منافسا لنا، لكن لأن تنشيط الخدمات الملاحية والسياحية وبناء المشروعات والمناطق الحرة بقناة السويس، سينعكس بالإيجاب على مشروع "العقبة".

- لكن هناك جدلا وانتقادات كثيرة حول مشروع قناة السويس في الشارع المصري؟

أنا أتعجب بصراحة من الانتقادات التي توجه إلى القائمين على مشروع قناة السويس، ويجب ألا تهاجم الفكرة كليا، وإنما تلزم دراستها وتطرح للنقاش على الشعب المصري، بدلا من الانتقادات ومحاولة التقليل من المشروع من قبل بعض الشخصيات التي ليس لها علاقة من قريب أو بعيد بالمشروع، ويثيرون الرأي العام لأغراض أخرى.

- هل توجد ملاحظات على مشروع قناة السويس؟

نعم هناك ملاحظة في تجاهل المناطق غير المتصلة جغرافيًّا بقناة السويس لكن يمكن بناؤها واستغلالها مثل منطقة شمال بورسعيد وجنوب القناة والوسط بالإسماعيلية، حتى لا تخلق منطقة واحدة بطول القناة، لأنها ستعزل سيناء عن القطر المصري، وقد يتسبب ذلك في عرقلة أي محاولة مستقبلية لتنميتها، وتساعد المخططات الدولية التي تهدف إلى تقليل السيطرة المصرية عليها، ويجب أيضا أن يكون هناك تنظيم جيد من جانب القائمين على المشروع قبل البدء في التنفيذ.

- وماذا تقصد بالتنظيم الجيد قبل البدء في المشروع؟

أقصد أن يتم تكليف لجنة مستقلة من خبراء في كل المجالات من بينهم خبراء قانون ومتخصصون في المجال لوضع تصور للمنطقة في البدء في تنفيذها، وهو ما حدث في مشروع العقبة، وهو خير نموذج يمكن أن يحتذى به في مصر، ويجب على الحكومة المصرية الجديدة أن تلتزم الشفافية وتوسع دائرة الحوار المجتمعي، لإقناع الشعب المصري بجدوى المشروع، لأن المشروع يواجه انتقادات حادة، ويجب أيضا جذب استثمارات أجنبية للمشروع.

- وهل تسمح الحكومة الأردنية بالاستثمارات الأجنبية في منطقة العقبة؟

نعم، نسمح بالاستثمارات الأجنبية في المنطقة وهناك مستثمرون بالفعل، لكن دون التمليك حيث يكون التعامل مع المستثمرين بالإيجار فقط لمدة معينة لا تزيد على 25 عاما.

- ترددت شائعات بأن هناك استثمارات إسرائيلية في العقبة، فما حقيقة هذه الشائعات؟

هي ليست شائعات وإنما معلومة حقيقية، فالمستثمر الإسرائيلي نتعامل معه مثل الأجنبي، ولا توجد معارضة من المملكة، فلماذا نرفضه، طالما أن استثماراته ستعود بالإيجاب على المشروع وستضخ موارد مادية للمنطقة.

- ألا تخشين هجوما من تيار المعارضة بسبب السماح بدخول استثمارات إسرائيلية إلى المنطقة؟

لا توجد معارضة من الأساس في المملكة، والجميع هنا يثق بجلالة الملك عبد الله الحسين، ولن نسمح للمعارضة بإبداء رأيها كما يحدث في مصر لأنهم ليسوا على دراية بالمشروع، فكيف سيبدون رأيهم، ولماذا نرفض استثمارات تضخ موارد مادية سنويا للمملكة تصل إلى 50 مليون دولار، لاسيما وأن العلاقات الأردنية الإسرائيلية على ما يرام ولا يوجد ما يشوبها.

- بصفتك مشرفا على مشروع العقبة ما أهم النقاط التي يمكن أن يستفيد منها القائمون على مشروع قناة السويس؟

استقلالية اتخاذ القرار، بجانب رقابة السلطة المركزية، وأن تكون هناك ميزانية خاصة بالمشروع، ولجنة من خبراء في المجال، ونحن نمد أيدينا إلى القائمين على مشروع القناة لإمدادهم بخبراتنا في المشروع، لأن حجم التخوف من المشروع مبالغ فيه للغاية.

- ألا توجد أي اتصالات مع الجانب المصري منذ الإعلان عن المشروع؟

لم توجه لنا الدعوة من الأساس ولا توجد اتصالات مع أي من القائمين على المشروع، ونتمنى أن يكون هناك تعاون مشترك بين الحكومتين في الفترة المقبلة، لأننا بصدد تنفيذ مشروعين متشابهين وفي منطقتين متقاربتين جغرافيا، وأكرر "نحن نمد أيدينا للقائمين على مشروع قناة السويس ولكنهم يتجاهلوننا".

- ألا تخشى إلغاء المشروعات بسبب الأحداث المستجدة دائما في المنطقة وسقوط النظام؟

من المفترض أن المشروع مستقل بذاته ولا يتأثر بتغيير الأشخاص، في الأردن تتغير الحكومة كل 6 أشهر، والمشروع قائم رغم التغيير الوزاري المتوالي إلا أن القائمين على المشروع لا ينظرون إلى الحكومة، ولكنهم مراقبون من الجهات المختصة، وأنا متخوف على مشروع قناة السويس لأن الوضع في مصر مختلف تماما، فكل حكومة لها سياستها وكل رئيس له توجهاته ومن الممكن أن يتغير القائمون على المشروع مع كل تشكيل وزاري.

قراءة الشارع الأردني للأوضاع في مصر؟

نحن لا نتدخل في شئون البلاد الأخرى، وكل ما نتمناه هو استقرار المنطقة وأن يكون هناك سلام مع الجميع، ومصر تعد الدولة الأم في المنطقة والجميع ينظر إليها، ويأمل أن تستقر الأوضاع السياسية وأن تدور عجلة الإنتاج حتى تستقر البلاد، ونخشى على مصر من الأزمات الاقتصادية التي قد تمر بها في الفترة المقبلة.

ألا توجد مساعدات من جانب الحكومة الأردنية على غرار مساعدات دبي والكويت؟

لا أحد يبخل على مصر بأي دعم، ولكن أنا لست صاحب قرار لكننا نأمل من كل الزعماء العرب أن يمدوا أيديهم للشعب المصري للنهوض بالبلاد هناك، وأتوقع أن يكون هناك دعم في الفترة المقبلة.
الجريدة الرسمية