تراجع نقابة الأطباء عن مقاضاة ميدو هو الحل!
إنفعال غير مسبوق يصل إلي حدود تصادمية عنيفة من القائمين على نقابة الأطباء ضد نجم مصر الدولي أحمد حسام (ميدو).. السبب تصريحات له عن معاناته أثناء عيد الأضحى مع حماه الذي يعاني أمراضا قاسية.. ثم من مضاعفاتها المفاجأة ما اضطره للعودة من الساحل الشمالي إلي القاهرة التي - وفقا له- بذل جهدا كبيرا للحصول علي الدعم الطبي للمريض المذكور شفاه الله.. وأن المنظومة الطبية -وفقا له- تعاني من مشاكل كبيرة وأن كبار الأطباء مديري المستشفيات وملاكها - وفقا له- في أجازات العيد دون ترتيب طوارئ مستشفياتهم!
ميدو.. وبتلقائية ربما تجاوز في المصطلحات -وليس الألفاظ- بما تعتقد قيادات نقابة الأطباء أنها تؤخذ عليه قانونا.. ونظريا يمكن ذلك فعلا.. لكن لنا هنا ملاحظات عديدة:
كنا ننتظر من نقابة الأطباء أن تتصل أولا للاطمئنان علي ما يعتبر والد لاعب كبير مثل مصر والمصريين باللعب لمنتخبهم، وكانت له فرصة جيدة لتمثيل اللاعبين المصريين في الاحتراف بالخارج.. ثم تسأله ثانيا عن شكواه وتخضعها للتحقيق الشامل.. ثم تقدم ثالثا للرأي العام المصري - والعربي الذي يتابع- الحقيقة كاملة وإما إدانة من يقصدهم ميدو أو إدانته هو إن تبين عدم صدقه!
مسئولية وزارة الصحة
لكن أن تتفرغ نقابة الأطباء منذ أيام للتهديد والوعيد وكأن لا قضية لبعض قياداتها إلا ميدو فهذا لا يليق بنقابة كبيرة ومحترمة يضع المصريون عليها آمال كبيرة في دعم الطب في مصر! كاتب هذه السطور وبالمناسبة ليس من جمهور ميدو ولا ناديه ولا حتى تربطه أي علاقة شخصية به أصلا.. إنما ومع الأمل أن يتغلب صوت الحكمة في نقابة الحكمة سيدعم الكابتن ميدو.. ويتوقع براءته من اتهامات السب والقذف..
ما جاء في فيديو ميدو لا يقع تحت جرائم السب.. إنما يقع تحت توصيف القذف.. وفي القانون ما يسمي "القذف المباح" وهي انتقادات لكل من يتولي وظيفة عامة شريطة أن يكون للصالح العام وبلا أبعاد شخصية.. وكلا الشرطان ينطبقان علي ميدو.. كونه إستخدم لفظ معظم بدلا من بعض، فهو يشير إلي البعض أيضا من أبناء المهنة من ملاك ومديري المستشفيات، كما أن نقابة الأطباء ليست مسئولة عن المنظومة الطبية قانونا.. وزارة الصحة هي المعنية.. كما أن منظومة الطب الخاص والتي يقصدها ميدو لها كذلك من يمثلها ولا يصح لنقابة الأطباء أن تضع نفسها في هذا الموضع!
ميدو - بالمناسبة أيضا- لو طلب شهودا من جموع الشعب -جموعه العادية- عن اتهاماته سيجد الآلاف! الاغلبية الكاسحة -وهذا قلناه مرارا- من أطباء مصر بخير.. متفوقون في الأخلاق والإنسانية كما تفوقوا في العلم.. وهذا لا يمنع قوانين الحياة من استثناءات هنا وهناك كما هو الحال في أي مجموعة بشرية.. وهؤلاء - وبشكل عام لا علاقة بأزمة ميدو- من مصلحة هذه الاغلبية أن يحاسبوا!
لا نناقش قضية ميدو كحادثة فردية.. ولا يعنينا نهاياتها وما ستصل اليه.. إنما فرصة ومدخلا لنعرف كيف يدير البعض نقابات مهمة.. ولنعرف -من ناحية أخري - متي تنضج منظومات الطب الخاص في مصر وتخضع كاملة -كاملة- للقانون!