العدوان التركي ومأساة الأقليات.. تقارير تكشف نوايا أردوغان للتوغل في سوريا
رأت مجلة ”ناشيونال إنترست“ الأمريكية أن العدوان التركي الجديد المزعوم على شمال سوريا يهدد المدنيين بشكل كبير وخاصة الفئات الأكثر ضعفا في البلاد.
وقالت المجلة إنه على سبيل المثال، سيواجه الناجون من الإبادة الجماعية لتنظيم ”داعش“ بحق هذه الأقليات، بما في ذلك المسيحيون واليزيديون والأقليات الدينية الأخرى في المنطقة، خطر العدوان التركي الذي يهدد الهياكل والمؤسسات الاجتماعية التي تم بناؤها لحمايتهم.
وأوضحت المجلة أنه منذ عام 2016، اجتاحت تركيا شمال سوريا 3 مرات، ووسعت أراضيها مع كل توغل متتال تحت ”ذريعة مكافحة الإرهاب“، مشيرة إلى أنه على أرض الواقع، تسيطر على هذه الأراضي الآن عناصر ”إرهابية“ مدعومة من أنقرة، مثل فصيل ”الجيش السوري الحر“.
وحذرت المجلة من أنه إذا صدقت تهديدات الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بشن عملية عسكرية جديدة في شمال سوريا، فيمكن أن تؤدي إلى تشريد ما يزيد عن مليون شخص، مشيرة إلى أن العدوان لا يمثل تهديدًا مباشرًا فقط لمصالح وأراضي وسبل عيش هذه الأقليات، ولكن أيضًا على حياة أفرادها.
وذكرت المجلة: ”تهديد أردوغان، العلني والمستمر لا يترك مجالًا للشك في نواياه.. ولا يخفى على أحد في واشنطن أن السفارة التركية تسعى للحصول على دعم الولايات المتحدة لمثل هذه الخطوة“.
وأضافت: ”إذا كانت الولايات المتحدة مهتمة بالدفاع عن بعض المجتمعات الأكثر ضعفا في المنطقة، فعليها أن توضح لأردوغان، أن العمل العدواني سيقابل بعواقب سريعة ومؤكدة“.
وتابعت: ”لا تقوم تركيا بطرد الأقليات العرقية والدينية الأخرى فحسب، بل تسعى أيضًا إلى استبدالهم بما يقرب من 3.6 مليون لاجئ سوري، معظمهم من العرب، متواجدين داخل الحدود التركية حاليا.. إن أي عمل من أعمال العدوان غير المبرر سوف يتفاقم بفعل التطهير العرقي والاستبدال“.
وكان أردوغان، استغل ”قمة طهران“ التي عقدت يوم الثلاثاء، مع نظيريه الإيراني والروسي لإثارة الحجة لمزيد من التوغل التركي في شمال غرب سوريا.. وحذر المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، أردوغان من أي غزو آخر، مشيرًا إلى أن ”التوغل العسكري لسوريا سيفيد الإرهابيين“.