حرب أوكرانيا وموجة الحر تضع أسواق الطاقة في أوروبا على حافة الهاوية
ذكرت صحيفة ”نيويورك تايمز“ الأمريكية أن الحرب في أوكرانيا وموجة الحر التي تضرب أوروبا منذ أيام، قد قلبتا إمدادات الطاقة العالمية وزادتا من المعاناة، ودفعتا بعض أكبر الاقتصادات في العالم إلى صراع يائس لتأمين الكهرباء لمواطنيها.
وقالت الصحيفة: ”وجدت أوروبا نفسها هذا الأسبوع، في حالة يرثى لها، حيث أدت درجات الحرارة القياسية إلى ارتفاع كبير في الطلب على الكهرباء، كما أجبرت على خفض حاد في الطاقة من المحطات النووية في المنطقة لأن الحرارة الشديدة جعلت من الصعب تبريد المفاعلات“.
وأضافت: ”ومما زاد الطين بلة، أبقت روسيا، التي وفرت لعقود الكثير من الغاز الطبيعي لأوروبا، القارة في حالة من عدم اليقين بشأن ما إذا كانت ستستأنف تدفقات الغاز في وقت لاحق من الأسبوع الجاري عبر خط أنابيب رئيس“.
وتابعت الصحيفة: ”أوروبا ليست وحدها التي تشعر بآثار اضطراب الطاقة، حيث أمرت الصين المصانع بخفض استخدام الكهرباء جراء درجات الحرارة المرتفعة، كما عانت الولايات المتحدة من ارتفاع الحرارة“.
ونقلت الصحيفة عن محللين قولهم، إن أكبر تأثير لأزمة الطاقة العالمية يتمثل في قدرة العالم على إبطاء تغير المناخ، حيث يعد حرق الوقود الأحفوري السبب الرئيس للاحترار العالمي، حيث تحبس الغازات الدفيئة المنبعثة في الغلاف الجوي حرارة الشمس؛ ما يرفع متوسط درجات الحرارة العالمية ويؤجج ظواهر الطقس العنيفة، بما في ذلك الحرارة القياسية.
وأوضح المحللون، وفقا لـ“نيويورك تايمز“، أن ”الدول الأكثر ثراء في العالم، هي المسؤولة عن أجيال من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري التي تدمر المناخ وتؤذي الفقراء“.
وفي الأيام الأخيرة، أدت درجات الحرارة الشديدة في معظم أنحاء أوروبا الغربية، إلى اندلاع حرائق غابات واسعة النطاق في فرنسا واليونان وإيطاليا وتسببت في وفاة أكثر من 1000 شخص في البرتغال وحدها.
ونقلت صحيفة ”وول ستريت جورنال“ الأمريكية عن محللين وتجار قولهم، إنهم لا يتوقعون أن يقوم بوتين بإيقاف تدفق الغاز تمامًا، لأن ذلك يعتبر ”خيارا متطرفا من شأنه أن يغرق أوروبا في ركود عميق ويترك الملايين من الناس دون تدفئة“.
وأضافوا أنه بدلا من ذلك، سيسمح الزعيم الروسي بتدفق الغاز، وهي إستراتيجية من شأنها أن تحافظ على ارتفاع الأسعار، وتزيد من الإيرادات لتمويل الحرب وتسمح للكرملين بالاحتفاظ بنفوذه.
وقال الرئيس المؤسس لمركز الطاقة العالمي التابع للمجلس الأطلسي والسفير الأمريكي السابق لدى الاتحاد الأوروبي، ريتشارد مورنينغستار، للصحيفة: ”يمكنه،(بوتين)، ممارسة ألعاب مع أوروبا.. إنه رجل سابق في المخابرات.. إنه يلعب ألعابًا نفسية وذهنية ويأمل أن يتمكن من إخضاع أوروبا على ركبتيها بينما يستمر في جني بعض المال“.
ووفقا لـ“الجورنال“، يرى خبراء الطاقة أن هدف بوتين، هو تقسيم التحالف الغربي ضده عن طريق وقف إمدادات الطاقة، والتي بدورها ستقوض الدعم الأوروبي لأوكرانيا وتضع حلفاء ”الناتو“ ضد بعضهم بعضا حيث تحاول كل دولة تأمين إمدادات الغاز لمواطنيها.