ليبيا المتناقضة.. باشاغا ينهي تفويض الأمم المتحدة لعقد الانتخابات.. والدبيبة يعد الشعب بالمفاجآت
شهدت ليبيا خلال الساعات الماضية تطورات جديدة على الساحة السياسية كرست لازمة تداول السلطة في طرابلس بين رئيس الحكومة الليبية المنتهية ولايته عبد الحميد الدبيبة وفتحي باشاغا رئيس الحكومة المنتخب من مجلس النواب.
الحكومة الليبية
والبداية من قرار فتحي باشاغا رئيس الحكومة الليبية المنتخب والذي أعلن رسميا تحييد الأمم المتحدة بشأن تحديد مسار الانتخابات، متعهدا في الوقت نفسه بتحمل مسؤولية إجرائها بصفة رئيس الحكومة المنتخب.
واعتبر باشاغا أن تفويض الأمم المتحدة الخاص بتحديد مسار الانتخابات في ليبيا قد انتهى رسميًا.
وشدد باشاغا، في رسالة وجهها للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيرش، على التزامه بالحل الليبي الليبي، معبرًا عن ثقته في القدرة وخلال أشهر قليلة على القيام بخطوات كبيرة تقود للانتخابات التشريعية والرئاسية وتنفيذ الأولويات المنصوص عليها في خارطة الطريق التي سيتم الإعلان عن تفاصيلها خلال الأسابيع المقبلة.
فتحي باشاغا
ورحب باشاغا بمشاركة ودعم المنظمة الأممية للتوصل إلى حل والمساعدة في تنفيذ خارطة الطريق نحو التعافي التي اقترحها قبل أيام، والتي يرى أنها ستخلق ليبيا حرة وعادلة وآمنة ومزدهرة، بحسب وصفه، متطلعًا إلى مناقشتها مع جويتيرش في نيويورك.
وأضاف رئيس الحكومة الليبية أن ليبيا تمر بمرحلة حساسة، ومن واجب جميع القادة في البلاد وحول العالم العمل معًا؛ لإيجاد حل للتحديات التي تواجه البلاد.
وبالتزامن مع موقف باشاغا خارجيا، تعهد رئيس حكومة الوحدة الوطنية المنتهية الولاية، عبدالحميد الدبيبة، بصرف مرتبات شهر يوليو لمنتسبي وزارة الداخلية وموظفي الجامعات والمعاهد العليا وفق الزيادة المعتمدة في جدول المرتبات الموحدة؛ فيما يعكس توجه الدبيبة ناحية الداخل الليبي بما اسماه بشائر الخير.
وبحسب كلمته في اجتماع مجلس الوزراء، أمس الأربعاء، حث الدبيبة كافة الوزارات على استكمال المطابقة مع وزارة المالية لتنفيذ جدول المرتبات الموحد.
وأكد الدبيبة أن حكومته تواصل العمل على الإفراج عن مرتبات كافة العاملين بالدولة الليبية.
وأشار الدبيبة إلى صرف مكافآت محفظي القرآن الكريم وإنجاز الستة أشهر الأولى من العام 2022.
عبد الحميد الدبيبة
ولفت الدبيبة إلى أنه سيتم الشروع في صرف منح القروض والأراضي السكنية للشباب ضمن مبادرتنا للإقراض تزامنا مع اليوم العالمي للشباب.
كما أكد الدبيبة على أنه سيشرع في صرف منحة تيسير الزواج في المدة القليلة القادمة، وأيضا صرف مرتبات العاملين بالشركات المتعثرة من 1 يناير 2022 إلى 1 يونيو من نفس العام.
وأعلن الدبيبة صرف علاوة المتقاعدين بقيمة 900 دينار إضافة إلى صرف الفروقات للأشهر السبع الماضية للعام 2022.
ووعد رئيس حكومة الوحدة الوطنية منتهية الولاية الشعب الليبي ليلة الثلاثاء بالإعلان عن بشائر خير عقب إعادة تصدير النفط.
وتعيش ليبيا ازمة حقيقية بعد سقوط نظام الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي فيما تنشب بين الحين والآخر معارك مسلحة بين الميليشيات ما يتسبب في ترويع المدنيين في ليبيا.
وفي وقت سابق دعت كل من فرنسا وألمانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، في بيان مشترك، للانتهاء سريعًا من الأساس القانوني للانتخابات العامة في ليبيا، وتشكيل حكومة ليبية موحدة قادرة على الحكم وإجراء الانتخابات.
بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا
ودعا البيان إلى "الانتهاء بشكل عاجل من الأساس القانوني حتى يمكن إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية ذات مصداقية وشفافة وشاملة في أقرب وقت ممكن، على النحو المنصوص عليه في قرار مجلس الأمن رقم 2570 للعام 2021، وخريطة طريق ملتقى الحوار السياسي الليبي، ومؤتمر دعم الاستقرار في ليبيا، ونتائج مؤتمر برلين الثاني، وإعلان مؤتمر باريس حول ليبيا".
وشدد البيان على أن الحاجة ماسة لتشكيل حكومة ليبية موحدة قادرة على حكم وإجراء هذه الانتخابات في جميع أنحاء البلاد، ويتم تحقيقها من خلال الحوار والتسوية في أسرع وقت ممكن.
مجموعة العمل الاقتصادية لعملية برلين
ورفض البيان، أي إجراءات تزيد من وتيرة العنف، وتتسبب بإنشاء مؤسسات موازية، داعيًا إلى إدارة موارد البلاد بطريقة شفافة في جميع مناطق ليبيا، وإلى إنشاء هيكل مشترك لإدارة هذه الموارد من خلال استمرار المشاركة مع مجموعة العمل الاقتصادية لعملية برلين.
ورحَّب رئيسا الحكومتين المتنافستين في ليبيا، بالبيان.
وقال رئيس حكومة الاستقرار الوطني فتحي باشاغا: "أرحب بالبيان الصادر عن فرنسا وألمانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية ولا سيما الدعوة إلى حكومة ليبية موحدة قادرة على الحكم وإجراء الانتخابات في جميع أنحاء البلاد".
وأضاف باشاغا: "بصفتي رئيس تلك الحكومة – المنتخبة والمدعومة من قبل مجلسي النواب والدولة – أتطلع إلى العمل جنبًا إلى جنب مع تلك الدول وجميع أصدقائنا العرب والأفارقة لإعادة بناء ليبيا وقيادتها إلى الانتخابات الوطنية في أقرب الآجال".
واعتبر رئيس وزراء حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها عبد الحميد الدبيبة أن البيان "ينسجم مع موقفنا الرافض للعنف أو الاستيلاء على السلطة بالقوة أو خلق أي أجسام موازية".
وأبدى ارتياحه لتوافق البيان مع الموقف الأممي الذي حسم مسألة استمرار عمل الأطراف الليبية، وإجراء انتخابات وفقًا لقاعدة دستورية، مجددًا التزامه بمواصلة سياسة الإفصاح والشفافية، حسب قوله.
وطرح المجلس الرئاسي الليبي، رؤيته الإستراتيجية لتحقيق المصالحة الوطنية تزامنًا مع انتهاء خريطة الطريق الصادرة عن حوار جنيف، وعهدة الأجسام السياسية المنبثقة عنها.