رئيس التحرير
عصام كامل

بعد إعلان الطوارئ بالصين بسبب الموت الأسود.. ماذا تعرف عن الطاعون الدبلي؟

الطاعون الدبلي
الطاعون الدبلي

يوما بعد يوم يستيقظ العالم على نبأ انتشار فيروس جديد يسجل حالة إصابة به، في الوقت ذاته تزداد الإصابات بفيروس كورونا المستجد ومتحوراته التي لم يفق العالم منها منذ ديسمبر 2019 وتسجيل أول حالة إصابة بالصين، فضلا عن ظهور العديد من الأمراض آخرها ماربورج وجدري القرود.

الموت الأسود

وأمس الثلاثاء أعلنت الصين تسجيل حالة إصابة بالطاعون الدبلي، المعروف باسم "الموت الأسود" في منطقة نينجشيا بشمال غربي البلاد مما أثار الرعب من جديد خوفا من انتشار فيروس جديد.

وقالت وكالة الأنباء الصينية "شينخوا"، في خبر لها اليوم الأربعاء، إن منطقة نينجشيا، ذات الحكم الذاتي لقومية هوي بشمال غربي البلاد، سجلت الثلاثاء الماضي حالة إصابة بـالطاعون الدبلي في مدينة ينتشوان حاضرة المنطقة، حسبما قال مقر الوقاية من الوباء والسيطرة عليه في المنطقة.

وقالت الوكالة نقلا عن مصادر مطلعة إن المصاب عاد إلى ينتشوان من منطقة منغوليا الداخلية ذاتية الحكم.

وأشارت إلى أنه تم فرض المستوى الرابع من تدابير الطوارئ للوقاية من الطاعون والسيطرة عليه في منطقة نينجشيا هوي.

وطالبت المنطقة ببذل جهود لأجل علاج المريض بشكل كامل وتنفيذ إجراءات شاملة للوقاية والسيطرة.

الطاعون الدبلي

وطاعون الدبلي أو ما يعرف بـ "الموت الأسود"، عبارة عن مرض ناتج عن إصابة بكتيرية قوية معدية تسمى "يرسينية" تعيش في بعض الحيوانات، خاصة القوارض، والبراغيث، وتتسبب في الوفاة، كما يعتبر واحدا من أكثر الأمراض انتشارا في التاريخ خلال العصور القديمة، حيث تسبب في مقتل نحو 50 مليون شخص في أكبر 3 قارات بالعالم، وهي أفريقيا وآسيا وأوروبا، وذلك خلال القرن الرابع عشر، وأودى بحياة خمس عدد سكان لندن في عام 1665، في حين لقي أكثر من 12 مليون شخص مصرعهم بسبب المرض في الصين والهند، في القرن التاسع عشر.

50 مليون شخص

وكان مرض الطاعون الدبلي في يوم من الأيام أكثر الأمراض إثارة للخوف في العالم، لكن الآن يمكن معالجته بسهولة.

هذا المرض كان مسئولا عن واحد من أكثر الأوبئة فتكا في التاريخ البشري، ألا وهو "الموت الأسود" الذي أودى بحياة حوالي 50 مليون شخص في إفريقيا وآسيا وأوروبا في القرن الرابع عشر.

وقتل الطاعون قرابة خُمس عدد سكان لندن خلال فترة "الطاعون العظيم" في عام 1665، بينما مات أكثر 12 مليون شخص في عمليات انتشار للمرض في الصين والهند خلال القرن التاسع عشر.

ومنذ ذلك الحين، كانت هناك بضع حالات انتشار للوباء على نطاق كبير.

أعراض الطاعون الدبلي

والطاعون الدَّبْلي هو النوع الأكثر شيوعا للمرض الذي يمكن أن يصيب الإنسان، وتأتي تسميته بهذا الاسم من الأعراض التي يسببها، مثل تورم مؤلم في العقد اللمفاوية أو "دبل" في الفخذ أو الإبط.

وتشمل أعراض الطاعون الحمى القوية، القشعريرة، الغثيان، الضعف وتورم العقد الليمفاوية في الرقبة أو تحت الإبط أو الفخذ، كما يشعر المصاب بإعياء بعد يومين إلى ستة أيام من الإصابة.

ويمكن أن يؤثر الطاعون أيضا على الرئتين، مما يسبب السعال وألم الصدر وصعوبة التنفس، كما يمكن أن تدخل البكتيريا أيضا مجرى الدم وتسبب ما يعرف باسم "تسمم الدم" أو "الإنتان"، الذي قد يؤدي إلى تلف الأنسجة وفشل الأعضاء والوفاة.

كما يمكن أن تنقل جثة مصاب، توفي بسبب إصابته بالطاعون، عدوى المرض لأشخاص على اتصال وثيق به، مثل أولئك الذين يعدون الجثمان لدفنه.

لكن في هذه الأيام يمكن علاج المرض باستخدام المضادات الحيوية، وإذا ترك بلا علاج، فإن المرض الذي ينتقل عادة من الحيوان إلى الإنسان من خلال البراغيث قد يؤدي إلى الوفاة بنسبة 30 إلى 60 % من الحالات المصابة.

وتعد حالات الإصابة بالطاعون الدبلي الآن نادرة، لكن لا تزال هناك بعض حالات الانتشار للمرض من حين لآخر، حيث شهدت مدغشقر ظهور أكثر من 300 حالة إصابة بالمرض خلال تفش له في العام 2017، لكن دراسة أجرتها مجلة "لانسيت" الطبية حينها وجدت أن عدد الوفيات كان أقل من 30 شخصا.

وفي مايو من العام 2019، توفي شخصان في منغوليا بعد تناولهم لحم المرموط النيء، غير أنه من المستبعد أن تقود أي من الحالات التي ظهرت إلى انتشار الوباء.

جدير بالذكر أنه في الفترة بين عام 2010 إلى عام 2015 تم الإبلاغ عن 3248 حالة إصابة في شتى أرجاء العالم، فضلا عن تسجيل 584 حالة وفاة.

الجريدة الرسمية