سجل المصحف المرتل بأمر من عبد الناصر.. 37 عامًا على رحيل الشيخ محمود على البنا
شيخ جليل من أساطين دولة التلاوة في مصر على مدى أكثر من نصف قرن منذ بداية الأربعينات حتى رحيله في مثل هذا اليوم 20 يوليو عام 1985، صاحب صوت جميل، هو الشيخ محمود على البنا الصوت الملائكى الذى لا تخطئه أذن.
ولد الشيخ محمود على البنا عام 1926 بقرية شراباص محافظة المنوفية، نذره والده للقرآن منذ مولده فأتم حفظ القرآن كاملا وهو في العاشرة، وتعلم القراءات على يد الشيخ إبراهيم سلام بالمعهد الأحمدى بطنطا واشتهر بتقليد القراء محمد رفعت وعبد الفتاح الشعشاعى.
مقرئ الإذاعة
درس الشيخ البنا المقامات الموسيقية والتواشيح مع الشيخ درويش الحريرى عام 1946، ثم جاء الى القاهرة واختاره صالح باشا حرب رئيس المجلس الأعلى لجمعية الشبان المسلمين قارئا للجمعية، ثم حصل على شهادة إجازة التجويد من الازهر، واستمع إليه أحد مسئولي الإذاعة فرشحه للالتحاق بالاذاعة واجتاز الاختبارات واختير قارئا بالإذاعة عام 1948 ليصبح أصغر قارئ بالاذاعة، وكتبت عنه الصحف بأنه وصل إلى الصفوف الأمامية بسرعة منقطعة النظير.
في الخمسينات عين الشيخ البنا قارئا لمسجد عين الحياة ثم مسجد الإمام الرفاعى والمسجد الاحمدى بطنطا وظل سنوات يقرأ القرآن كل يوم جمعة هناك، وفى نهاية الرحلة قارئا بالمسجد الحسين بالقاهرة، وبعد ظهور التليفزيون عام 1960 اصبح من أشهر قرائه واصبح نجما من نجوم التلاوة ومن أعلام القراء في مصر ،
قامت وزارة الأوقاف بتكليفه بتمثيل مصر في مؤتمرات ولجان القرآن الكريم بالدول الأجنبية وكان رئيس لجان الحكام في مسابقات القرآن الكريم بالخارج وطاف بلادا كثيرة نائبا عن مصر لإحياء ليالى رمضان فكان سفيرا للقرآن وأميرا للتلاوة أينما حل بهذه البلاد.
عن هذه الزيارات يقول الشيخ محمود على البنا: سافرت إلى معظم الدول العربية فنزلنا في ضيافة القصور الرئاسية في العراق وسافرت الى سوريا وقرأت بالمسجد الأموى هناك واكرمنى الله بتلاوة القرآن بالمسجد الأقصى بفلسطين عندما زرت المملكة الأردنية كذلك زرت الجاليات الإسلامية في آسيا وأوروبا وأفريقيا والهند وتايلاند وسنغافورة واكثر من خمسين دولة.
وفي السرادق المقام للعزاء في والد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بالإسكندرية كان الشيخ البنا يقرأ القرآن بالتناوب مع الشيخ عبد الباسط عبد الصمد وبعد انتهاء العزاء طلب السيد محمد أحمد سكرتير الرئيس عبد الناصر دعوته للقاء الرئيس بمنزله بالإسكندرية حيث أبدى إعجابه بصوته في التلاوة المجودة وطلب منه أن يستمع مرة ثانية إلى صوته في تلاوة مرتلة، فقرأ عليه سورة الإسراء فأمر الرئيس عبد الناصر بأن يقوم الشيخ محمود على البنا بتسجيل المصحف المرتل مع كبار القراء.
كان للشيخ محمود على البنا الفضل في انشاء نقابة القراء حيث طلب من الرئيس أنور السادات انشاء نقابة لهم واستجاب السادات احتراما لشخصه وكان نائبا لنقابة القراء ورحل عام 1985 وخرجت جنازته من مسجد الامام الحسين بالقاهرة.
وفى عام 1985 وكما يحكى ابنه احمد البنا أصيب الشيخ الجليل بسرطان الرئة وتضخم الكبد وكان عائدا من أبو ظبى وقام باملاء ابنه نعيه بنفسه قبل الوفاة بيوم واحد يقول انتقل الى رحمة الله فقيد الإذاعات العربية والإسلامية القارئ الشيخ محمود على البنا، ودفن في غرفة ملحقة بمسجد كان قد شرع في بنائه بقريته مسقط رأسه بالمنوفية.