زي النهاردة.. انتصار المسلمين في معركة وادي لكة وتمهيد الطريق لفتح الأندلس
في مثل هذا اليوم من عام 711 وقعت معركة وادي لكة التي مهّدت الطريق للمسلمين أن يفتحوا شبه جزيرة أيبيريا، واندلعت بين قوات الدولة الأموية بقيادة طارق بن زياد وجيش القوط الغربيين بقيادة الملك رودريك الذي يعرف في المصادر الإسلامية باسم لذريق. وانتصر الأمويون في المعركة انتصارًا ساحقًا ما أدى لسقوط دولة القوط الغربيين، وأصبحت معظم أراضي شبه الجزيرة الأيبيرية تحت سيطرة الأمويين.
عن المعركة وأسبابها
في السنوات التي سبقت المعركة، نجح موسى بن نصير والي إفريقية من قبل الدولة الأموية في السيطرة على المغرب الأقصى الذي كانت تسوده الاضطرابات والخروج عن سلطة الأمويين من آن إلى آخر.
تذكر المصادر الإسلامية، أن موسى بن نصير أرسل سرية للاستطلاع في رمضان 91 هـ قوامها 100 فارس و400 من المشاة تحت قيادة طريف بن مالك الذي نزل بهم جزيرة طريف.
وبعد عام تقريبًا، عبر 7 آلاف مقاتل مسلم أغلبهم من البربر تحت قيادة طارق بن زياد على سفن يوليان إلى جبل طارق، واجتاحوا الجزيرة الخضراء. في تلك الفترة، كان رودريك يشن حملة في الشمال على المتمردين البشكنس، حيث بلغته تحركات المسلمين، فقرر التوجه جنوبًا لقتالهم، وحين بلغ طارق تحرك جيش رودريك لقتاله، طلب المدد من موسى بن نصير الذي أمده بخمسة آلاف آخرين.
موقع المعركة وتقديرات الأعداد
تذكر المصادر العربية وقوع المعركة قرب شذونة، في موقع يقال له البحيرة أو وادي لكة أو وادي بكة أو وادي برباط. ويرجح المؤرخ توماس هودجكين رأي رودريجو خيمينيز دي رادا، بأن المعركة وقعت في فحص شريش، فيما يعتقد خواكين بالبي بأن المعركة دارت على ضفاف وادي رانكة.
تذكر المصادر العربية أن جيش رودريك كان قوامه 100 ألف جندي في المقابل، قدر «تاريخ ألفونسو الثالث» يقدرهم بنحو 187 ألف جندي. فيما تذكر المصادر العربية أن طارق عبر بسبعة آلاف جندي، ثم أمده موسى بن نصير بخمسة آلاف أخرى، أي أنه دخل المعركة باثني عشر ألف مقاتل على أقصى تقدير. وفي تقدير روجر كولينز الذي تجاهل المصادر الأولية، أن عدد المسلمين كان حوالي ألفي جندي، ولم يكن عدد قوات القوط الغربيين أكبر من ذلك بكثير. أما ديفيد لويس فقد قدّر عدد قوات القوط الغربيين بحوالي 33 ألف جندي.
المعركة
التقت القوتان في 28 رمضان 92 هـ، في معركة استمرت لثمانية أيام، انتهت بهزيمة كبيرة للقوط، بعد أن تعرض رودريك لخيانة في داخل جيشه أدت إلى هذا النصر الإسلامي الكبير. فوفقًا لتأريخ المستعربين، فقد ساهم منافسي رودريك الطامحين في الحكم في هزيمة القوط الغربيين.
كما رجّح بعض المؤرخين الغربيين المعاصرين أن يهود أيبيريا المضطهدين من قبل القوط الغربيين قد ساهموا بفاعلية وشاركوا في صفوف المسلمين.
نتج عن انهيار جيش القوط خسارتهم لعدد كبير من الجنود، بينما خسر المسلمون على أقصى تقدير 3 آلاف رجل أما عن مصير رودريك، فتقول المصادر الإسلامية أنه اختفى أثره بعد المعركة، ولكنها تستدل على موته غارقًا في الوحل بعثور المسلمين على فرس رودريك الأبيض وقد غاص في بركة موحلة، ووجود خُف منغمس في الطين، رجحوا من خلاله غرقه في الوحل.
نتائج المعركة
كانت معركة وادي لكة بداية الفتح الإسلامي لشبه الجزيرة الأيبيرية إذ مهدت المعركة لاستكمال الفتح الإسلامي للأندلس، وكان الدافع وراء تقدم المسلمين السريع هو الارتباك الذي أصاب القوط بعد الهزيمة الساحقة لجيشهم ومقتل الملك، مما أدى للسقوط السريع للعاصمة فحال ذلك دون انتخاب ملك جديد أو إنشاء قوة مقاومة..