رئيس التحرير
عصام كامل

تسريبات المالكي تشعل العراق.. تظاهرات لأنصار التيار الصدري ومقتدى يطالبه بالاستقالة

تظاهرات العراق
تظاهرات العراق

انطلقت مساء اليوم تظاهرات لانصار التيار الصدري في بغداد تنديدًا بالتسريبات الصوتية المنسوبة لرئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي. 

 

تظاهرات العراق 

وخرجت التظاهرات الغاضبة في عدة مدن بمحافظة ذي قار في العراق.


واتهم المالكي، في سلسلة تسريبات صوتية نشرها الإعلامي العراقي علي فاضل، مقتدى الصدر بقتل آلاف العراقيين، ووصف الصدريين بـ“الجبناء“، كما قال المالكي إن "الحرب الشيعية" قادمة.


وتعليقًا على تلك التسريبات، طالب الصدر المالكي باعتزال العمل السياسي، وتسليم نفسه إلى القضاء، كما قال الصدر إنه مهدد بالقتل.


وفي ظل تلك الأجواء، شهدت مدن عدة بمحافظة ذي قار تظاهرات لأتباع الصدر للتنديد بتعليقات المالكي.


وتجمع عشرات من أنصار الصدر وسط مدينة الناصرية، ورددوا هتافات مؤيدة للصدر ومناهضة للمالكي.


فيما تجمع عشرات آخرين في قضاء سوق الشيوخ، ورفعوا صورًا للصدر، وأخرى لوالده المرجع الديني محمد صادق الصدر.


وفي ظل تلك الأجواء، طالبت قيادات في التيار الصدري المالكي بتسليم نفسه إلى القضاء، فيما انطلقت حملة على موقع تويتر للمطالبة بذلك.


وقال القيادي في التيار إبراهيم الجابري، في تدوينة عبر "فيس بوك": "نوري سلّم نفسك".


فيما قال النائب السابق عن التيار غايب العميري إن "العد التنازلي لسقوط الرؤوس الكبيرة الفاسدة بدأ" على حد وصفه.


وطالبت الصفحة التابعة لزعيم التيار الصدري (صالح محمد العراقي) جماهير التيار بعدم التظاهر، وقالت "شكرًا لكم.. لا داعي للمظاهرات بخصوص التسريبات.. أكرر: شكرا لكم".


ومن جهتها، قالت النائبة السابقة عن التيار مها الدوري إن هناك أنباءً عن هروب المالكي إلى جهة مجهولة، بعد تعليقاته ضد الصدر.


بيانات عشائرية

وبدأت صفحات مؤيدة للصدر تتداول بيانات لزعماء قبليين بضرورة محاسبة المالكي، وداعمة للصدر، فيما تتداول صفحات أخرى بيانات عن ضرورة بقاء العشائر مستقلة، وعدم انخراطها في السجال السياسي.


وأثارت تلك الأجواء قلقًا لدى شرائح واسعة من العراقيين، في ظل الاستنفار الحاصل، والغضب لدى أنصار الصدر، ما يهدد باندلاع صدام بين تلك الأطراف، خاصة وأن التيار الصدري شمل بنقمته جميع قوى "الإطار التنسيقي" بدعوى عدم براءتها من تصريحات المالكي، وعدم فض تحالفها معه.


وجاءت سلسلة التسريبات التي نشرها الإعلامي العراقي، المقيم في الولايات المتحدة، علي فاضل، في ظل خلافات محتدمة بين الصدر والمالكي حول تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، رغم انسحاب الصدر.


وفي الجزء الأول من التسجيل المسرب، اتهم المالكي بارزاني بـ"ضرب الشيعة" عبر احتضان "السنة"، واختراق الوضع الشيعي باستخدام مقتدى الصدر، وفق قوله.


واعتبر أن "مسعود بارزاني احتضن السنّة وصار ملجأ لهم، واتفقوا مع الصدر على اختراق الوضع الشيعي عبر تخطيط مسبق".


وفي التسجيل الثاني، قال رئيس الوزراء العراقي الأسبق: "أنا أعرفهم (الصدريين).. ضربتهم في كربلاء وفي البصرة وفي مدينة الصدر.. جبناء… والآن صاروا أجبن لأن أيديهم صارت متروسة دهن وفلوس وحرام"، حسب تعبيره.


وتابع: "هؤلاء أكلوا الحرام.. فرهدوا أموال الناس وأموال الدولة وقتلوا واستباحوا الدماء.. كم قتل مقتدى الصدر من بغداد؟".


أما التسجيل الثالث فقد أشار إلى أن "منظمة بدر لديهم قوة ويأخذون رواتب لـ30 – 40 ألف مقاتل، كما أن مقتدى الصدر لديه ألفا جندي في سامراء، لكنه يتسلم رواتب لـ12 ألفا".

حرب شيعية شيعية 

فيما تطرق المالكي في التسجيل الرابع إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد حربًا شيعية – شيعية، وأنه يستعد لها عبر تجهيز 10 – 15 مجموعة مسلحة، فيما قال إنه سيشن هجومًا على النجف في حال بدأ مقتدى الصدر هجومًا.


وبدأ العداء بين الرجلين في مارس 2008، حين قاد المالكي عندما كان رئيسا للوزراء، آنذاك، عملية عسكرية ضارية سُمّيت "صولة الفرسان" استهدفت جيش المهدي بقيادة الصدر، حيث تحولت خلالها مدينة البصرة العراقية لساحة حرب حقيقية.


ونفى المالكي تحدثه بهذا الكلام، واتهم جهات بتلفيقها لإحداث فتنة مع الصدر، باستخدام التقنيات الحديثة، فيما وجّه الصدر أتباعه بعدم الاكتراث لها، وقال: "لا نقيم له وزنا"، في إشارة للمالكي.

الجريدة الرسمية