وبوتين في إيران!
وفقا لما هو مقرر سيزور الرئيس بوتين إيران غدا الثلاثاء.. الملفت -طبقا لكل الشواهد- أن الزيارة لم تكن مقررة قبل الإعلان عن زيارة الرئيس بايدن للمنطقة التي انتهت قبل يومين.. وبالتالي يمكن بسهولة القول إن الزيارة حددت وقررت ضمن لعبة التوازنات التي قررتها روسيا في سياساتها الخارجية السنوات الأخيرة وطبقتها في أماكن عديدة منها سوريا وفنزويلا وبالطبع برزت أكثر وأكثر بعد الحرب في أوكرانيا! أي لسان حال روسيا يقول "ستزور الخليج سنزوره.. وستوقع علي اتفاقيات استراتيجية سنوقع"!
التعاون بين إيران وروسيا في تطور دائم وأفق التعاون الاقتصادي بلغ ال١٠ مليارات دولار وفق آليات معتمدة تقضي بالتعامل بالعملات المحلية أو بالمقايضة والخصم وتسديد الفرق في تسهيلات غير مسبوقة بلغت كما تردد حد التسديد بالنفط لبلد -روسيا- من أكبر مصدريه لكن للاستفادة من فارق السعر المتدني! فضلا عن التعاون العسكري الذي يبلغ مداه في بيع أسلحة متطورة لإيران بالأضافة للتعاون النووي!
اتفاقيات استراتيجية
إيران أتمت في مارس من العام الماضي اتفاقية الشراكة الاستراتيجة مع الصين وبمقتضاها تستثمر الصين في إيران ٤٠٠ مليار دولار في ٢٥ عاما كلها في البني التحتية بمجالات الصناعة والنفط والغاز والطرق وهو رقم ضخم يتجاوز ال ١٥ مليار دولار سنويا.. فضلا عما يسمح به من تعاون عسكريا وأمنيا علي الأقل لحماية المشروعات الصينية هناك!
إذن باتت المنطقة مركزا لتنافس القوي الكبري وهو الذي دعا الرئيس بايدن للإعلان صراحة وبغير إحترام لإستقلال القرار الخليجي عن سعيه لمنع تواجد روسيا والصين بالمنطقة!
أبرز ما ستتم مناقشته صفقة الطائرات المسيرة الإيرانية لروسيا التي أعلن إنها ستكون بالمئات! وهو ما يعني إفتراض روسيا إستمرار حربها في أوكرانيا فترة أطول وتعني الصفقة أيضا التفوق الإيراني الملفت في تصنيع هذا النوع من الطائرات وامتلاك مخزون كبير منها أو وجود قاعدة تصنيع نشيطة وكبيرة ويفسر إمتلاك حلفاء إيران -الاذرع الايرانية- بالمنطقة لأنواع وأعداد منها!
أخيرا.. بعد نتائج زيارة بايدن وهي -كما نراها- محدودة.. حتي زيادة إنتاج النفط بما يقارب ال ٢ مليوني برميل ليست مؤثرة بشكل جذري في عالم يتجاوز استهلاكه ال ١٠٠ مليون برميل يوميا ولذلك ربما لا تشهد الزيارة اتفاقيات إستراتيجية كبيرة ومؤثرة تؤثر علي علاقات روسيا المتنامية مع الدول العربية الخليجية والتطلع لاستثماراتها في روسيا وكذلك إستمرار وحدة -أو حتي تفاهم- دول أوبك بلس، ولكن ما يستحق التوقف عنده إن العالم وبدرجة أو بأخري.. أصبح متعدد الأقطاب فعليا.. وهو واقع لا تريد الولايات المتحدة أن تعترف به. بل لا تصدقه أصلا!