موجة إضراب تشل حركة الملاحة الجوية في المطارات الأوروبية.. تعطل 200 رحلة بروما ومطار هيثرو بالمملكة المتحدة.. وهدوء حذر بباريس
اجتاحت موجة من الإضرابات المطارات الأوروبية متسببة في حالة من الشلل لحركة الملاحة الجوية داخل القارة العجوز ما أدى إلى إلغاء مئات الرحلات وحدوث فوضى عارمة داخل المطارات في إيطاليا وبريطانيا وفرنسا.
إضراب بالمطارات الأوروبية
وأدت موجة الاضطراب الواسع النطاق في مطارات أوروبا إلى توقف العديد من الرحلات الجوية المتجهة لخارج أوروبا أو ما بين دول القارة العجوز مسببة خسائر اقتصادية فادحة للشركات والافراد منذ الإغلاق الكبير جراء جائحة كورونا "كوفيد-19".
والبداية من إيطاليا حيث ألغت سلطات الطيران في روما أكثر من 200 رحلة طيران في إيطاليا اليوم الأحد جراء إضراب استمر لمدة 4 ساعات لعمال شركات طيران ومطارات.
إيطاليا
واضطربت رحلات الطيران داخل إيطاليا بشدة، كما شهدت خطوط الطيران إلى فرانكفورت وباريس ولندن وزيورخ حالات إلغاء.
ودعا العديد من النقابات العمالية الإيطالية إلى الإضراب، الذي أثر على شركة "إيناف" للرقابة على الحركة الجوية إضافة إلى شركات الطيران ريان أير وإيزي جيت وفولوتيا.
ويتعلق الخلاف بحقوق الموظفين وظروف العمل والحد الأدنى للأجور.
فرنسا
أما فرنسا فشهدت هدوء حذر بعد أن أنهى عمال مطارات باريس إضرابهم الذي استمر أكثر من أسبوع.
وجاء هذا القرار بعد ساعات قليلة من اجتماع لجمعيتهم العامة في مطار رواسي شارل ديجول، تمت خلاله المصادقة على اتفاقية تنص على زيادة عامة بنسبة 3 % لجميع الموظفين العاملين في الشركة التي تدير مرافق المطار.
وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية، أن موظفي مطارات باريس صوتوا بالموافقة على رفع إشعار الإضراب، بعد حصولهم على زيادات في الرواتب.
وصادق الموظفون في الاجتماع الذي عقدوه ضمن إطار الجمعية العامة في مطار رواسي شارل ديجول قبل ساعات قليلة من بدء العطلة الصيفية، على اتفاقية تنص على زيادة عامة بنسبة 3 % لجميع الموظفين العاملين في الشركة التي تدير مرافق المطار.
كما تنص الاتفاقية على رفع أجور حوالي 1800 موظف تقل رواتبهم عن المستوى المرجعي للعام 2019، وفقا للتفاصيل التي نشرها الاتحاد العام للعمال.
وقبل ذلك بيوم تراجع احتمال إلغاء الرحلات الجوية التي تؤثر على آلاف الركاب، مع توقيع اتفاقية بين الشركة المشغلة لمطارات رواسي وأورلي وبورجيه، ورجال الإطفاء التابعين للشركة.
المطار الرئيس في فرنسا
وأدى إضراب رجال الإطفاء الذي بدأ في 30 يونيو الماضي، إلى إلغاء مئات الرحلات الجوية المغادرة من مطار رواسي وهو المطار الرئيسي في فرنسا أو الوصول إليه.
أما عن بريطانيا فقد شهدت مطار هيثرو أزمة غير مسبوقة أصدرت على اثرها الحكومة البريطانية انذار نهائيا للرئيس التنفيذي للمضار جون هولاند كاي.
وبدأت القصة حينما أصدر وزراء في الحكومة البريطانية إنذارًا نهائيًا للرئيس التنفيذي لمطار هيثرو، جون هولاند كاي، وطالبوه بتقديم خطة لحل مشاكل التوظيف في المطار.
الحكومة البريطانية
وأعطت الحكومة البريطانية جون هولاند كاي مهلة حتى مساء الجمعة الماضية ليؤكد للوزراء أن المطار لديه عدد كافٍ من الموظفين في أقسام الفحص الأمني ومساعدة الركاب من ذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك وفقًا لما ورد في رسالة من المدير العام للطيران والملاحة والأمن في وزارة النقل البريطانية.
كما طالب الوزراء هولاند كاي بتقديم تقرير عن خطة موثوقة ومرنة لاستعادة السعة الركابية خلال الأشهر الستة المقبلة في مطار هيثرو بلندن.
وقالت رانيا ليونتاريدي، الموظفة المدنية في وزارة النقل، وريتشارد موريارتي، الرئيس التنفيذي لهيئة الطيران المدني في بيان يخاطب هولاند كاي: «يجب أن تقدم لمطار هيثرو والشركات التي تستخدم المطار خطة تساهم في تقديم تجربة سفر إيجابية من خلال السماح لأكبر عدد ممكن من الأشخاص بالسفر، والتقليل من الازدحام وقوائم الانتظار وعمليات إلغاء الرحلات».
مطار هيثرو
وأضاف البيان أن الحكومة البريطانية وجهاز الطيران المدني قلقان من أن خطط الموارد الحالية لا تحقق هذه النتيجة.
ويأتي هذا الإنذار في الوقت الذي تحدت فيه شركة «طيران الإمارات» طلب مطار هيثرو بخفض عدد رحلات الناقلة، قائلةً إنها ستواصل تشغيل جدول رحلاتها المخطط لها.
وقالت شركة الطيران الإماراتية إن طلب المطار، الذي قدم في محاولة لتخفيف اضطرابات السفر، غير معقول وغير مقبول على الإطلاق، مشيرة إلى عدم كفاءة إدارة مطار هيثرو وعدم اتخاذها الإجراءات اللازمة للتعامل مع انتعاش سوق السفر الدولي بعد رفع قيود جائحة «كوفيد-19».
لتبقى حركة الملاحة الجوية في القارة الأوروبية مرتبكة في انتظار استقرار دائم يعيدها إلى سابق عهدها قبل حالة الاغلاق العالمية جراء جائحة كورونا التي تسببت في خسائر بشرية واقتصادية عالمية باهظة.