ترك الكلية الحربية من أجل التمثيل وتوفي أمام الكاميرا.. 57 عاما على رحيل حسين رياض
قدَّم مشوارًا فنيًّا امتد أكثر من ستين عامًا، انحصرت أدواره في شخصية الأب؛ فقدَّم الفلاح والبيه والطيب والشرير والباشا، سُمى بابا حسين، واشتهر بلقب أبو الفنانين.
أشهر أدواره الأب في فيلم "رد قلبى"، وهو الدور الذى قيل إنه أبكى الرئيس جمال عبد الناصر بعد أن أدَّاه ببراعة، هو الفنان حسين رياض الذى رحل في مثل هذا اليوم عام 1965.
أب مصري وأم سورية
وُلد حسين محمود شفيق الشهير بحسين رياض بحي السيدة زينب 1898 من أب مصري وأم سورية، فكانت شخصيته نتاج بيئة شعبية جعلته متواضعًا عاشقًا للفنون بمختلف أشكالها، وشقيقه هو الفنان فؤاد شفيق.
بدأ حسين رياض حياته عضوًا بفرقة هواة التمثيل مع مجموعة من أصدقائه، منهم: يوسف وهبى وأحمد علام وعزيز عيد، بعد أن ترك الدراسة بالكلية الحربية التي ألزمه والده بالالتحاق بها، وقال له عزيز عيد: تستطيع الكلية الحربية تخريج مائة ضابط لكنها لا تستطيع تخريج موهوب مثلك، فقدمت الفرقة أولى مسرحياته باسم "فقراء قريش".
انتقل حسين رياض إلى فرقة نجيب الريحانى؛ فقدَّم أول أدواره المسرحية أمام السيدة روز اليوسف في مسرحية "خلي بالك من إميلي" عام 1916، كما انضم الى فرقة مسرح رمسيس مع يوسف وهبى الذى آمن بقدراته واستعان به في أغلب مسرحياته خاصة التاريخية.
مشوار المسرح
قدَّم حسين رياض للمسرح أكثر من 250 مسرحية مع فرق مختلفة؛ أشهرها "تاجر البندقة، مدرسة الفضائح، الذبائح، انطونيو وكليوباترة، عطيل.. لويس الحادى عشر، القضاء والقدر، الناصر، العباسة، شهرزاد والعشرة الطيبة".
سلامة فى خير
في عام 1946 وقع خلاف كبير بين نجيب الريحانى وحسين رياض الذى كان قد حقق نجاحًا كبيرًا، واستمر الخلاف أكثر من خمس سنوات بسبب موافقة رياض على تمثيل دور الريحانى الذى كان على خلاف مع صاحب المسرح، ووافق رياض على أداء شخصية الريحانى فى مسرحية (مغامرات كشكش بيه) إنقاذًا للموقف، فغضب الريحانى وشن على رياض حملة كبيرة ثم عاد الصلح والتعاون من جديد في أوبريت "شهر زاد" وفيلم "سلامة في خير".
بدأ حسين رياض علاقته بالسينما منذ كانت صامتة؛ فقدَّم أكثر من 300 فيلم، وكان أول أفلامه فيلم "صاحب السعادة كشكش بيه" مع نجيب الريحاني عام 1931، كما شارك في بدايات السينما الناطقة فقدَّم أفلامًا منها: ليلى بنت الصحراء مع بهيجة حافظ مقابل أجر 15 جنيهًا، الدفاع، سلامة في خير، لاشين الذي جسَّد فيه شخصية ملك طاغية، وقد تعرَّض الفيلم للمنع بسبب ما قيل عن تعرضه لشخصية الملك فاروق التي لعبها حسين رياض واعترض عليها الملك.
كما قدَّم فيلم "وا إسلاماه" مع أحمد مظهر ولبنى عبد العزيز حيث اشتهر بعبارته الشهيرة "إنتي فين يا جهاد"، كما قدَّم "بين الأطلال، أنا حرة، شارع الحب، نهر الحب، الناصر صلاح الدين، المماليك، زقاق المدق، رابعة العدوية، آه من حواء"، وغيرها.
ليلة النهاية
أما آخر أفلامه فكان فيلم "ليلة الزفاف" مع أحمد مظهر وسعاد حسنى عام 1965 حيث قدَّم دور الدكتور رأفت، وسقط مريضًا أمام الكاميرا أثناء تصوير المشاهد الأخيرة فيه مصابًا بأزمة قلبية ولم يكمله.
وعمل بالإذاعة كثيرًا، فقدَّم أكثر من 150 عملًا إذاعيًّا؛ أشهرها أوبريت "الثعلب فات"، و"جدو يا جدو" حيث غنى فيه مع سعاد حسنى فى برنامج "غنوة وحدوتة" الذي كانت تقدمه "أبلة فضيلة"، كما قدَّم الكثير من المسلسلات منذ بداية التليفزيون من أشهرها مسلسل هارب من الأيام، خيال المآتة، جواز البنات، وغيرها.
صالون حسين رياض
وعشق الثقافة، وكان صديقًا للكُتاب والأدباء حتى إنه كان يعقد صالونا شهريا فى بيته يحضره الشعراء والأدباء، منهم الشعراء إبراهيم ناجي وإمام الصفتاوي والموسيقار عبده صالح والفنانة زوزو حمدي الحكيم والفنانة زينب صدقي وغيرهم من نجوم الثقافة والفن والأدب، ومنحه الرئيس جمال عبد الناصر وسام الفنون عام 1962.