لماذا رفضت الولايات المتحدة منح تأشيرة دخول لرئيس سريلانكا؟
وصلت الخلافات بين الولايات المتحدة وسريلانكا إلى ذروتها في فبراير 2020.
ووقتها، قال وزير الخارجية الأمريكى السابق، مايك بومبيو: إن الولايات المتحدة أدرجت قائد جيش سريلانكا شافيندرا سيلفا على القائمة السوداء بسبب مزاعم حول انتهاكات لحقوق الإنسان شملت القتل خارج نطاق القضاء أثناء المرحلة الأخيرة من الحرب الأهلية التى شهدتها البلاد عام 2009.
وأضاف بومبيو فى بيان: "المزاعم المثارة ضد شافيندرا سيلفا حول ارتكاب انتهاكات جمة لحقوق الإنسان والتى وثقتها الأمم المتحدة والمنظمات (الحقوقية) خطيرة وموثوقة".
وكان تعيين سيلفا قائدا لجيش سريلانكا فى أغسطس 2019، قد أثار انتقادات حادة من جانب الولايات المتحدة والأمم المتحدة.
التخلي عن الجنسية الأمريكية
وفي أثناء حملته الانتخابية، قرر رئيس سريلانكا، الذي قدم استقالته أمس، جوتابايا راجاباكسا، التخلي عن جنسيته الأمريكية، وكان هذا أحد أسباب فوزه في انتخابات الرئاسة.
تلك الخطوة أثارت غضب الولايات المتحدة، ولهذا رفضت منحه تأشيرة دخول إثر الأزمة الحالية في بلاده، وهروبه إلى المالديف.
وفر الرئيس جوتابايا راجاباكسا من سريلانكا على متن طائرة عسكرية، وسط احتجاجات حاشدة على أزمة البلاد الاقتصادية.
وأكدت القوات الجوية في سريلانكا أن الرئيس البالغ من العمر 73 عاما سافر إلى جزر المالديف مع زوجته واثنين من مسؤولي الأمن.
اللجوء السياسي
وتكشف مصادر أنه سيطلب اللجوء السياسي إلى سنغافوة، فيما رجحت مصادر أخرى أنه سيلجأ إلى المملكة السعودية.
فيما وغادر شقيقه وزير المالية السابق، باسل راجاباكسا، سريلانكا، ويقال إنه متجه إلى الولايات المتحدة.
يشار إلى سريلانكا استقلت عن بريطانيا منذ نحو 74 عامًا.
وفى 1972، تم إقرار دستور لإنهاء الارتباط بالاستعمار البريطانى، وتم إنشاء الجمهورية الاشتراكية الديمقراطية السريلانكية.
ويعتبر يوم 4 فبراير هو اليوم المحدد من كل عام لتحتفل فيه سريلانكا بذكرى عيد الاستقلال.
أسباب الأزمة
وقبل أيام، تناولت صحيفة "جلوبال تايمز" الصينية في افتتاحيتها الأزمة السريلانكية، مشيرة إلى أن هذه الدولة الجُزرية الواقعة في جنوب آسيا والتي يبلغ عدد سكانها 22 مليون نسمة تواجه تضخمًا قياسيًا ونقصًا في الوقود والغذاء، كما أن معيشة الناس تواجه صعوبة كبيرة.. وكانت الحكومة السريلانكية قد أعلنت إفلاسها من قبل، لتصبح أول دولة تتخلف عن سداد ديونها الخارجية هذا القرن.
وأضافت أنها وصلت إلى ما هي عليه اليوم، نتيجة مزيج من العوامل الداخلية والخارجية.. العاملان الخارجيان الرئيسيان هما وباء كورونا الذي أصاب صناعة السياحة بشدة، وهو ركيزة اقتصاد سريلانكا، والثاني هو ارتفاع أسعار الطاقة والغذاء الناجم عن الصراع بين روسيا وأوكرانيا.
وقالت الصحيفة: يجب القول إن بعض الدول في الغرب مثل الولايات المتحدة مهتمة باستخدام أزمة سريلانكا للتلاعب الجيوسياسي أكثر من اهتمامها بتقديم مساعدة حقيقية للبلاد.. إن الدول الغربية تنظر إلى سريلانكا التي تمر بأزمة ليس بقلق عليها، ولكن بإثارة ملتوية.
وأوضحت الافتتاحية أن سريلانكا تعاني بالفعل من مشكلات ولا يمكنها تحمل الضغوط والأكلاف لتصبح ساحة جيوسياسية.. فالدائنون التجاريون للدول الغربية والمؤسسات المالية المتعددة الأطراف مسؤولون عن الديون الخارجية لسريلانكا.. لقد باعوا الديون إلى ما يسمى الصناديق الانتهازية، التي استغلت كل قرش في سريلانكا.