رئيس التحرير
عصام كامل

موقف الدين من الإفساد البشرى للبيئة؟

الدكتور نبيل السمالوطى
الدكتور نبيل السمالوطى العميد الأسبق لكلية الدراسات الإنساني

حث الله تعالى فى كتابه الكريم على الحفاظ علي البيئة  وعدم الإفساد فيها حيث حقق الله تعالى في خلقه التوازن في البيئة وقد ارجع بعض العلماء وكذلك الدراسات  التغييرات المناخية التى تهدد البيئة حاليا إلى فعل البشر بالمخلفات ونواتج استعمال الوقود والتكنولوجيا العصرية فكيف يكون الفساد البشرى في الأرض ؟.

ويجيب الدكتور نبيل السمالوطى العميد الأسبق لكلية الدراسات الإنسانية جامعة الأزهر فيقول: 

إن البيئة في الإسلام هي ذلك الكون المادى والحيوى الذى خلقه الله وأعده قبل خلق الإنسان، ومن أجل معيشة الإنسان على وجه الأرض لتنفيذ المهام التي خلقه الله من اجلها وهى أداء العبادات وعمارة الأرض وبناء المجتمع بالتعاون على البر والتقوى والتعاون بين البشر لنشر قيم الحق والعدل والخير وإعلاء كرامة الإنسان وحماية الدين والنفس والعرض والعقل والمال فقال تعالى في سورة الملك:(هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ ۖ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ ( )، وقال أيضا:(ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا).

بيئة صحية مناسبة 

وحرصت الشريعة الإسلامية على أن يحيا الإنسان في بيئة صحية مناسبة وأرست القواعد والمبادئ التي تكفل سلامة البيئة وحمايتها من العبث والفساد والإفساد البشرى فشرع الله الوضوء للصلاة والنظافة والتطهروالاقتصار على أكل الطيبات وتجنب الخبائث والبعد عما يفسد البيئة.


كما أشار القرآن بوضوح إلى دقة وإعجاز التوازن البيئي، يقول تعالى: (والذى خلق سبع سموات طباقا ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل ترى من فطور)  وقال أيضا (والذى جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء، وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون).


والآيات الكريمة والأحاديث النبوية الصحيحة تؤكد أنه على الإنسان أن ينمى الأرض وأن يبدع في الزراعة والصناعة والعلم والفن وكل ما يعود بالنفع على الإنسان حتى أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال (إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة فإن استطاع ألا يقوم حتى يغرسها فليفعل) وقال أيضا " ما من مسلم يزرع زرعا أو يغرس غرسا فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة ".

فالناس في الإسلام مأمورون بعدم إنهاك البيئة لصالح جيل واحد بالزراعة الجائرة أو الصيد الجائر أو استنزاف الثروات.، والآيات في هذا الشأن كثيرة حيث قال تعالى (ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفا وطمعا إن رحمت الله قريب من المحسنين).
 

الجريدة الرسمية