الصحة العالمية تدعو الدول للعودة إلى فرض الكمامات بسبب تزايد حالات كورونا
دعا تيدروس أدهانوم جيبريسوس، مدير عام منظمة الصحة العالمية، جميع دول العالم للعودة إلى ارتداء الكمامة بسبب تزايد حالات الإصابة بفيروس كورونا.
وقال جيبريسوس إنه يجب على جميع دول العالم "تنفيذ تدابير مجربة مثل ارتداء الكمامات والتهوية المحسنة وبروتوكولات الاختبار والعلاج".
وأعرب جيبريسوس عن قلقه من "استمرار ارتفاع عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا، ما يفرض ضغوطا إضافية على الأنظمة الصحية المثقلة بالأعباء والعاملين في مجال الرعاية الصحية".
وفي وقت سابق، لم تستبعد منظمة الصحة العالمية زيادة حالات الإصابة بفيروس كورونا خلال فصل الصيف.
لقاح كورونا
من ناحية اخرى أوصى المكتب الإقليمي لأوروبا في منظمة الصحة العالمية أمس الثلاثاء بتلقّي المسنّين والفئات الأكثر ضعفًا جرعة ثانية معزّزة للمناعة ضد كوفيد، مع تزايد الإصابات بالفيروس في القارة.
وكان المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها، ووكالة الأدوية الأوروبية أصدرَا الإثنين توصية بتلقّي من تتخطى أعمارهم ستين عامًا جرعة تعزيزية ثانية.
من جهته، قال مدير منظمة الصحة في أوروبا هانس كلوجه في بيان: إن "التوصيات المرحلية المحدثة حول إستراتيجية التلقيح تأتي بعد تواصل ارتفاع الإصابات في المنطقة الأوروبية".
من عمر 5 سنوات
وأضاف أنّه نظرًا إلى تزايد الإصابات فإنّ الهيئة الصحية تؤيّد "إعطاء جرعة تعزيزية ثانية للأفراد الذين يعانون من مشكلات متوسطة وحادة في المناعة ممن أعمارهم خمس سنوات وما فوق ولمخالطيهم".
كما قال: إنه يتعين على الدول الأعضاء أن "تنظر في إعطاء الجرعة التعزيزية الثانية لأفراد مجموعات محددة عرضة للخطر بينهم مسنون ومقدمو الرعاية الصحة والحوامل".
وشدّد “كلوجه” على أنّ "الأولوية في المنطقة الأوروبية يجب أن تبقى لكل من هو مخول تلقي العدد الموصى به من الجرعات الأولية والجرعة التعزيزية الأولى".
مستويات مرتفعة
وفي نهاية يونيو توقّعت منظمة الصحة أن تسجّل القارة في الصيف "مستويات مرتفعة" من الإصابات بكوفيد-19 من جراء المتحور الفرعي أوميكرون بي. إيه.5.
وتراجعت الإصابات في الصيف خلال العامين 2020 و2021 بعدما بلغ التفشي ذروته في الشتاء.
وبحسب منظمة الصحة تتزايد الإصابات في أوروبا بشكل كبير منذ مايو.
وخلال الأيام السبعة الأخيرة سجّل المكتب الإقليمي لأوروبا في منظمة الصحّة العالمية 2.722.928 إصابة في 53 بلدًا ومنطقة لا سيّما في آسيا الوسطى.
تحذير الصحة العالمية
وأمس حذر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم جيبرييسوس، جج من أن موجات جديدة من الإصابات بكوفيد تظهر أن الوباء "لم يقترب حتى من نهايته".
وقال جيبرييسوس في مؤتمر صحفي إن "موجات جديدة من الفيروس تظهر مجددا أن كوفيد-19 لم يقترب من نهايته.. بينما يضغط الفيروس علينا، يتعين أن نتصدى له".
وتابع "مع ازدياد حالات الدخول إلى المستشفى وتفشي كوفيد-19، يتحتم على الحكومات نشر تدابير تمت تجربتها مثل وضع الأقنعة وتحسين التهوية وبروتوكولات الفحص والعلاج".
وقال الدكتور مايكل راين، كبير مسؤولي الطوارئ في منظمة الصحة العالمية، خلال المؤتمر الصحفي إن عدد حالات الإصابة بوباء كوفيد في جميع أنحاء العالم ارتفع بنسبة 30% في الأسبوعين الماضيين - وهو ارتفاع مدفوع أساسًا بمتحورات Omicron BA.4 وBA.5.
وحتى 11 يوليو، أحصت منظمة الصحة العالمية أكثر من 552،5 مليون حالة مؤكدة من كوفيد-19 في جميع أنحاء العالم، منها 232،3 مليونا في أوروبا لأكثر من 6،3 مليون حالة وفاة منذ بداية الوباء.
كما أكد راين أن تخفيف الإجراءات الصحية وقيود التباعد الاجتماعي، فضلًا عن خفض عدد فحوص الاصابة، كلها عوامل تعقد عملية مراقبة الوباء.
وقال تيدروس: "يستمر الفيروس في الانتشار بحرية ولا تقوم الدول بتوزيع عبء الوباء بشكل فعال وفقًا لقدراتها، سواء بالنسبة لنقل المصابين في حالة خطيرة الى المستشفيات أو العدد المتزايد من مرضى ما بعد كوفيد، وغالبًا ما يشار إليه باسم كوفيد الطويل".
وكان المسؤولان يتحدثان على هامش نشر منظمة الصحة نتائج الاجتماع الأخير للجنة الطوارئ الخاصة بكوفيد، الذي عقد يوم الجمعة الماضي.
وأعلنت الوكالة بالتالي الإبقاء على تصنيف وباء كوفيد-19 "حالة طوارئ صحية تستدعي قلقًا علميًّا"، وهو التحذير الأعلى مستوى لدى المنظمة، وذلك في أعقاب إجماع اللجنة.
وأشارت اللجنة إلى تراجع وتيرة الاختبارات وفحوص التسلسل الجيني ما من شأنه أن يزيد من صعوبة تقدير تأثير متحورات كورونا، ويؤكد "عدم كفاية المراقبة الحالية" للوباء.
وتلحظ اللجنة الزيادة الأخيرة في عدد حالات الإصابة بكوفيد-19 في مناطقَ مختلفة من العالم، فضلًا عن عدم تنفيذ تدابير الصحة العامة المناسبة في المناطق التي شهدت عودة للإصابات.