رئيس التحرير
عصام كامل

المتشائم ينظر إلى الأشواك


من منا لم يمر بمرحلة من حياته شعر بها بقدر من التشاؤم فالأصل أننا بشر يمكن لنا أن نتأثر بالحالة المزاجية العامة للفرد أو لمن حوله وهذا شىء عادى طالما مؤقت إلا أن ذلك لو تحوّل إلى صورة مستمرة يصبح أزمة حقيقية.


ولا شك أيضا أنه على مستوى الأفراد لو أصابهم التشاؤم من الغد فهم بذلك قد رضوا بالفشل حيث تتراجع عجلة الإنتاج إلى الصفر فى حين لهم استهلاك لابد من الوفاء به وهذا ما يسبب لهم تدهور حالتهم المعيشية أكثر وأكثر.

كما يقولون المتفائل ينظر إلى أوراق الورد والمتشائم ينظر إلى الأشواك فينعم الأول بما يراه ويشعره ويعانى الآخر مما يرى ويشعر.

إن التفاؤل نصف حياتنا والأمل هو النصف الآخر الذى يعطينا حب الغد وإلا انقطع الأمل وانقطعت الحياة وهذا ما يخالف حكمة الله فى الإنسان ليعمر الأرض وليخلق منها شعوبا وقبائل ليتعارفوا إن أكرمهم عند الله أتقاهم.

لايوجد التشاؤم إلا فى عقل المتشائم ولذلك يخرج من مشكله لأخرى وتؤثر على قابليته للعمل والإنتاج لتؤثر على سلوكه ونفسه بالأمراض النفسجسدية مثل أمراض القولون وآلام المعدة والتى يقولون عنها إنها حالات نفسية.. إنها بالفعل نفسية لأنها تتبع إدراك الإنسان مهما ذهب إن ذهب تفاؤلا فهو له وإن ذهب تشاؤما فهو عليه.

أنا أمام تحد واضح وهو تحدى الإرادة البشرية التى جعلها الله من أقوى الإرادات والتى تميزت بالتفكير والإبداع من داخل كل الليالى نجد شمس الصباح تسطع من داخل هذا الظلام لتبدده وننتظر منها شروقا جديدا علينا أن ننتظر جميعا سطوع نور الشمس وسط الظلام الحالك.. إنها حكمة أن يصنع الله من الليل نورا ومن الظلام إشراقا ومن المحن أجمل شعور بمنح من عند الله تعالى ما كنا نشعر بجمالها إلا بعد تذوق الآلام والمحن.
الجريدة الرسمية