رئيس التحرير
عصام كامل

صحيفة تركية: التطورات الاخيرة بالمنطقة تنم عن شرق أوسط جديد


توضح التطورات التي تشهدها مصر أنه لا يمكن بعد الآن أن تعود الأمور في منطقة الشرق الأوسط إلى وضعها السابق حيث تشير تلك التطورات الممتدة من إيران إلى سوريا ومن مصر إلى تركيا إلى أن هناك شرق اوسط جديد.


وذكرت صحيفة "جمهوريت" ذات الاتجاه القومي في تحليل لها اليوم الخميس أنه في إيران فاز حسن روحاني بالانتخابات الرئاسية الاخيرة بعد أن قدمت له نخبة الشباب الاصلاحيين الدعم المطلق ، ومن ثم تولى منصب رئيس الجمهورية الإسلامية خلفا للرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، ومع وصوله لرئاسة البلاد أعلن للعالم أنه سيبدأ بمبادرات لكسر العزلة الدولية المفروضة على إيران وهي التصريحات التي أعربت الإدارة الامريكية عن ارتياحها لها.

وفي العراق يشير تردي الاوضاع الأمنية في الآونة الاخيرة إلى أن العراق متجه للتقسيم مع استمرار الصراع المذهبي بين السنة والشيعة من جانب والصراع الاقليمي بين الحكومة المركزية في بغداد وإدارة اقليم شمال العراق في اربيل بسبب المشكلة الأساسية وهي النفط ولذلك ينبغي على حكومة العدالة والتنمية أن تنأى بنفسها عن أن تصبح طرفا في هذا النزاع المذهبي.

وفي سوريا خرجت الأزمة عن نطاقها الشرق اوسطي لأنها تحولت إلى مشكلة مساومات متبادلة بين أمريكا وروسيا والصين، إضافة إلى أن الاسد لا يمكن أن يرحل بعد الآن بسهولة في ظل الظروف الراهنة.

والنقطة المهمة في هذا الصدد بالنسبة لتركيا هي أن رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان فقد كل ما كان يأمل به حول الشأن السوري واصبح يتروى في قراراته الخاصة بالأزمة السورية على عكس الفترة الماضية.

وقد جاء هذا التغيير بعد أن عاد اردوغان من زيارته الاخيرة لواشنطن ومن الممكن القول بأن سوريا سقطت من حسابات تركيا، وهو ما يمثل في الواقع نقطة لصالحها فيما عدا الاعباء المالية التي تثقل كاهل خزانة الدولة بسبب نزوح الآلاف من اللاجئين السوريين إلى الاراضي التركية بصورة مستمرة.

اما بالنسبة لمحور إيران-العراق-سوريا، فالنزاعات المذهبية بين السنة والشيعة احتلت أهمية كبرى ، ويعود التقدم الذي حققته قوات بشار الاسد باستعادة السيطرة على المدن التي استحوذ عليها الجيش السوري الحر المعارض إلى الدعم المادي الممتد من إيران إلى سوريا والدور الذي يلعبه حزب الله والحرس الثوري الإيراني خلال الايام الاخيرة.

اما في مصر، فالتطورات التي تشهدها لها أهمية بالغة للمنطقة بعد عزل محمد مرسي الذي قدمت له الحكومة التركية الدعم الاقتصادي والمعنوي إضافة إلى الدعم الذي قدمته الولايات المتحدة له لتولي زعامة الإسلام المعتدل ، ولكن بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية لم تأت الرياح بما تشتهي السفن وكانت النتيجة أن المفهوم الامريكي للإسلام المعتدل قد اصبح مفلسا.

وهذه التطورات الاخيرة في مصر تحديدا ادت إلى غضب رئيس الوزراء اردوغان ، ويعلم الجميع أن الاطاحة بالرئيس مرسي جاءت أيضا على اثر تقديم الإدارة الامريكية دعمها لما يسمى بـ "الانقلاب العسكري" والذي لا يمكن وصفه بالانقلاب ، لأن ما يقرب من 20 مليون مواطن مصري وقفوا ضد حكومة مرسي وانحاز الجيش المصري لارادة الشعب ضد إدارة مرسي الفاشلة ، التي لم تنجح في تقديم ابسط انواع الخدمات لشعبها برغم مرور عام على بقائها بالسلطة.
الجريدة الرسمية