"الجارديان" تؤكد والمعارضة تطلب التحقيق.. هل كان جونسون "جاسوسا" لروسيا؟
يزداد النبش في ماضي رئيس الوزراء البريطاني المستقيل بوريس جونسون، منذ أعلن تنحيه، بين اتهامات أخلاقية وأخرى بالتجسس.
وهذه المرة تكثر التساؤلات في بريطانيا عن حقيقة وطبيعة لقاء جمع بوريس جونسون بعميل روسي سابق قبل أربع سنوات؛ وتحديدا في أبريل 2018، أي بعد نحو شهر من اتهام موسكو بمحاولة تسميم العميل الروسي السابق في سالزبري ببريطانيا، سيرجي سكريبال وابنته.
وسافر جونسون من بروكسل إلى إيطاليا مباشرة، حيث التقى ألكسندر ليبيديف، وهو عميل الاستخبارات الروسية (كيه جي بي) السابق، خلال عطلة نهاية الأسبوع في قلعة في بيروجيا يملكها إيفجيني ليبيديف، نجل العميل الروسي.
وبحسب تقرير لصحيفة "الجارديان" البريطانية، فقد ظهرت صورة لبوريس جونسون آنذاك في مطار بإيطاليا قريب من بيروجيا، وكان حينها وزيرا للخارجية.
وقال مسافرون من المطار وقتها، إن وزير الخارجية البريطاني (بوريس جونسون) بدا في حالة رثة، وكأنه "قضى الليل نائمًا بملابسه" ولا يستطيع السير بشكل متوازن وأبلغ مسافرين في المطار أنه "قضى ليلة صعبة".
نفى ثم إثبات
وتكشفت القضية للمرة الأولى عندما نشرت صحيفة "الجارديان" في يوليو 2019 أن جونسون التقى العميل الروسي السابق ألكسندر ليبيديف في قصر إيطالي دون وجود مسؤولين أو أمن في 2018، عندما كان وزيرًا للخارجية، ولم يعلق جونسون حينها.
وكانت وسائل إعلام بريطانية أثارت الموضوع مرة أخرى قبل أشهر، لكن جونسون رفض التأكيد أو النفي، ولم يعترف بهذا اللقاء إلا الأربعاء الماضي، قبل يوم من استقالته من منصب رئيس الوزراء.
وأقر جونسون بلقاء الروسي ليبيديف دون حضور أي مسؤولين في أبريل 2018، وقال خلال استجوابه من قبل النواب رؤساء اللجان المتخصصة في البرلمان البريطاني، إنه اجتمع مع ليبيديف، (وهو أيضا المالك السابق لصحيفتى "إندبندنت" و"إيفنج ستاندارد") في قلعة يملكها ابنه يفجيني في إيطاليا، مضيفا أن اللقاء كان بشكل خاص و"تم في إيطاليا".
وحين سألت النائبة عن حزب العمال "ميج هيللير" إن كان جونسون أبلغ مسؤولي وزارة الخارجية باللقاء أجاب مضطرًا "أظن أنني ذكرت الموضوع".
دعوة للتحقيق
ودعت المعارضة البريطانية إلى إجراء تحقيق عاجل في هذا اللقاء، وطبيعة علاقة جونسون بعميل الاستخبارات الروسية السابق، وأصرت على ضرورة طرد جونسون من رئاسة الحكومة على الفور إذا ثبت انتهاكه للأمن القومي البريطاني.
وقالت وزير الداخلية في حكومة الظل العمالية، إيفيت كوبر، إن اللقاء بين جونسون وليبيديف، لم يأت صدفة من حيث التوقيت.
ودعا حزب العمال المعارض إلى التحقق بشكل كامل في "مدى المخاطر الأمنية والكشف المحتمل عن معلومات حساسة".
كما طالب بالكشف عن التقييم الذي أجرته وكالات الاستخبارات بشأن تداعيات الاجتماع على الأمن القومي "بما في ذلك ما إذا كان جونسون قد أخذ أي أوراق من اجتماع الناتو والاختراق المحتمل لهاتفه".
وكانت علاقة بوريس جونسون بابن العميل ألسكندر يفجيني محل جدل أيضًا، إذ تجري لجنة الأمن والاستخبارات في البرلمان تحقيقًا في تعيين بوريس جونسون يفجيني ليبيديف في مجلس اللوردات، رغم الشكوك التي أثارتها الاستخبارات الداخلية البريطانية "أم أي 5" في شأن ماضي والده مع "كيه جي بي".
من هو ليبيديف؟
وفقا لتقارير إعلامية، فإن ليبيديف كان جاسوسًا لـ"كيه جي بي" في لندن بنهاية الحرب الباردة، وفي عام 1988 بدأ يركز على الأعمال والاستثمارات، خصوصًا في مجال الإعلام.
وروى ليبيديف فى مذكراته "اصطياد المصرفي" رحلته من العمل لحساب الاستخبارات الروسية إلى أن أصبح مليارديرا.
ووفقا للجارديان، فقد امتنع الرجل عن توجيه أي ادانات لموسكو بل شرح بفخر خدمته الاستخباراتية التي تقاعد منها عام 1992 برتبة عقيد.
وفرضت كندا حظرًا على ليبيديف الشهر الماضي بسبب الحرب في أوكرانيا، متهمة إياه بدعم الحكومة الروسية عبر استثمارات فى منطقة القرم.
واضطر بالتالي إلى الاستقالة من مجلس إدارة "إندبندنت"، رغم أنه لم يتعرض لفرض عقوبات من أي بلد آخر بما في ذلك بريطانيا.