علي الكسار.. السروجي الذي نال شهرته بسبب مخرج أمريكي.. وهذا سر إتقانه اللهجة النوبية
بدأ حياته وهو طفل “سروجي” فى ورشة كان يملكها أبوه، ثم عمل طباخا مع خاله فعاشر بعض النوبيين وعن طريقهم أتقن اللهجة النوبية، سجنته السينما في دور النوبى الساذج، يتمتع بموهبة حضور وقدرة على التجاوب مع الجمهور وارتجال الإفيهات والنكات، هو على خليل سالم وشهرته على الكسار ـ ولد في مثل هذا اليوم 13 يوليو عام 1887 بشارع الشرنوبى بحى شبرا ثم عاش وتربى بحى السيدة زينب.
عشق على الكسار ارتياد المسارح فبدأ الاتجاه للفن وكون فرقة مسرحية باسم (مصطفى أمين وعلى الكسار) وقدم أولى مسرحياته عام 1916 باسم "حسن أبو على سرق المعزة" التي كتبها يونس القاضي فى دور خادم نوبى، ثم أسس فرقة دار التمثيل الزينبى وفى يناير 1919، حيث قدم مسرحية (ليلة 14) على مسرح الماجستيك التى استمرت فى عز اندلاع ثورة 1919 واستطاع أن ينافس شخصية "كشكش بيه" اشتهر بها نجيب الريحانى بتقديمه شخصية "عثمان عبد الباسط"، فكان يدير شخصيات مسرحياته بنفسه للرد على مسرحيات الريحانى فإذا قدم الريحانى مسرحية (قولوله) رد عليه الكسار (قلنا له) وهكذا.
محسبكو يا ناس
والفنان على الكسار من أول الفنانين الذين غنوا ألحان سيد درويش على المسرح لصداقته للموسيقار سيد درويش ومن اشهر ما غنى له (محسبكو يا ناس انداس)، خلال مسرحية "ولسة" وبعد رحيله غنى الكسار من ألحان الشيخ زكريا أحمد.
أثناء تواجده بالقاهرة شاهده الممثل الفرنسى "دانى دينيس" رئيس فرقة الكوميدى فرانسيز فقال للمخرج زكى طليمات: "بالرغم من جهلى التام باللغة العربية التى يمثل بها على الكسار أرانى منجذب إليه ولا أرى سواه على المسرح، إنه فى نبرات صوته وحركاته تعبيرا صادقا واضحا عن المعانى التى يحسها الناس".
بواب العمارة
أول أعماله فى السينما كانت فى فيلم الخالة الأمريكية، ثم كانت بدايته الحقيقية على يد المخرج الكسندر فاركاش فى فيلم بواب العمارة الذى نقل فيه شخصية عثمان عبد الباسط الى السينما من انتاج توجو مزراحى الذى قدمه ثانية فى فيلم غفير الدرك عام 1926، كما قدم من خلاله أجمل أفلامه ومنها التلغراف، نور الدين والبحارة السبعة، ميت ألف جنيه، على بابا والأربعين حرامى، سلفنى ثلاثة جنيه، يوم المنى، ألف ليلة وليلة وغيرها.
وكتب الأديب يحيى حقي مقالا عن الفنان على الكسار فقال: على الكسار فى حياته بدأ من نقيض إلى نقيض فهو لم ينهزم مهما أصابه من صدمات فى حياته، فلم يتغير شأن المعدن الكريم وعمل معنا فى المسرح الشعبى، وكان بعد انصرافه من عمله يركب الترام إلى منزله، وأشهد أننى لم أره مرة واحدة يقصدنى كرئيس لمصلحة الفنون فى شيء رغم أننا أصدقاء كان عزيز النفس متوكلا على الله، وكم أتمنى لو يتفرغ أحد كبار كتابنا أو وزارة الثقافة لجمع تراث على الكسار بربرى مصر الوحيد كنموذج فذا لفنان عصامى تميز بعزة النفس عرف المجد ولم يفسده وتحلى بأجمل صفات بنى قومه.
صاحب الرفعة
نال الكسار أيام الملكية لقب “حضرة صاحب الرفعة.. الوجيه الأمثل علي أفندي الكسار”، لكنه ظل يحيا حياته البسيطة بعيدا عن الشكليات، داخل نفس الحارة التي كان يسكن فيها بالسيدة زينب، إلى أن انتقل إلى حي شبرا مرة أخرى حتى آخر أيامه، وأصيب بمرض سرطان البروستاتا، وهو في السبعين من عمره، وتوفي عام 1957.