رئيس التحرير
عصام كامل

مجلة أمريكية تحذر الناتو من تجاوز الخطوط الحمراء الروسية

جنود أوكرانيون
جنود أوكرانيون

حذرت مجلة ”فورين أفيرز“ الأمريكية، قوات حلف شمال الأطلسي  الناتو  من تجاوز الخطوط الحمراء التي حددتها موسكو.

وقالت المجلة في تقرير نشرته اليوم الثلاثاء، ”إن ذلك سيثير ردا روسيا من شأنه أن يؤدي إلى اندلاع مواجهة عسكرية مباشرة بين الجانبين“.

ورأت المجلة أنه يجب على ”الناتو“ اتباع استراتيجية الذهاب إلى أقصى حد ممكن في أوكرانيا ”دون تجاوز الخطوط الحمراء“ لروسيا، وهذا يعني تحاشي مهاجمة القوات الروسية علنًا أو إرسال وحدات قتالية إلى أوكرانيا.


وأشارت إلى أن الولايات المتحدة انتصرت في أخطر أزمات الحرب الباردة باستخدام هذا النهج.

وأوضحت أنه يمكن لصناع ”السياسات الإبداعية“ تصميم الخيارات التي تحقق الأهداف دون تجاوز الخطوط الحمراء، وبالتالي منع حرب أوسع.

ولفتت إلى أن تقديم المعلومات الاستخبارية التي تستخدمها القوات الأوكرانية لقتل الجنود الروس لا يماثل مهاجمة الناتو لروسيا مباشرة.

مخاطر مقبولة

وقالت المجلة إن انضمام فنلندا والسويد للحلف ونشر القوات شرقًا للدفاع عن أعضاء الناتو المتاخمين لروسيا ينطوي على مخاطر مقبولة، لكنها أضافت أن مثل هذه الأعمال لا تشكل هجوما مباشرا على روسيا.

وأضافت المجلة ”في الواقع، هناك سبب وجيه للاعتقاد بأن الناتو يمكنه فعل المزيد في أوكرانيا دون إثارة حرب مباشرة مع روسيا“.

وتابعت ”يعتقد البعض أن الأسلحة النووية الروسية ومصالحها الأكبر في أوكرانيا تمنحها ميزة على الناتو.. هذا خطأ.. صحيح أن قادة الناتو يعطون الأولوية لتجنب الحرب مع روسيا على مساعدة أوكرانيا، ولكن من الصحيح أيضا أن الحرب مع الناتو ستكلف روسيا أكثر بكثير مما قد تكلفه الالتزام بمعظم أشكال المساعدة لأوكرانيا“.

وأشارت المجلة إلى أن روسيا تكافح بالفعل بقوة ضد أوكرانيا، ولذا لا يمكنها كسب حرب تقليدية مع الناتو في نفس الوقت فيما لن ينتصر أحد في حرب نووية.

واعتبرت المجلة أن المصالح وحدها لا تحدد من لديه الأفضلية عندما يرغب الطرفان في تجنب الحرب، ولكن تذهب الميزة إلى الجانب الذي يضع الآخر في موقف صعب يتمثل في اختيار التصعيد أو قبول هزيمة محدودة.

وقالت إن ”الجانب الذي يجب أن يبدأ الحرب هو في موقف أكثر صعوبة.. لقد تسامحت روسيا مع عقوبات الناتو وإرسال أسلحة إلى أوكرانيا لهذا السبب بالذات“.

إفلات الناتو

وتابعت المجلة ”من المؤكد أنه سيكون من الخطأ استنتاج أن الناتو يمكن أن يفلت من أي عمل يقوم به.. والأهم من ذلك، لن تقبل روسيا قيام الناتو بمهاجمة قواتها مباشرة.“

وتساءلت المجلة فيما إذا كان بإمكان الناتو إسقاط طائرة روسية مع الإفلات من العقاب – على سبيل المثال، لفرض منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا – فأين سينتهي الأمر بالنسبة لروسيا ولماذا لن يواصل الناتو الهجوم؟

وأضافت ”كيف يمكن لروسيا أن تهدد بمصداقية بالرد على إسقاط الطائرة الثانية رغم أنها لم ترد بالنسبة للطائرة الأولى.. ماذا عن إسقاط طائرة ثالثة ورابعة وعاشرة.. ما الذي يمنع الناتو إذن من قصف القوات الروسية في أوكرانيا.. لا يمكن لروسيا أن تسمح بسابقة هجمات خالية من العواقب على قواتها“.

الحدود الروسية


ونبٌهت المجلة إلى أن الحدود الروسية هي الخط الأحمر الحيوي الآخر لموسكو، ومن الواضح أن قوات ”الناتو“ التي يمكن أن تنتشر في روسيا لن تكون مقبولة.

وأشارت إلى أنه يجب على الناتو أيضًا استبعاد نشر وحدات قتالية منظمة في أوكرانيا لأن ذلك يمكن أن يؤدي إلى اندلاع حرب شاملة بين الحلف والقوات الروسية.

وختمت المجلة تقريرها بالقول إن ”قوات الناتو في أوكرانيا لأغراض أخرى غير القتال – مثل ردع روسيا عن التقدم إلى مناطق معينة – لن تفعل شيئًا لتقوية أوكرانيا على الخطوط الأمامية.. ووجود هذه القوات سيخاطر بهجمات روسية ضدها سواء كانت مقصودة أو غير مقصودة“.

الجريدة الرسمية