سيناريو سريلانكا.. موظفو المطار يمنعون الرئيس من المغادرة.. ومخاوف من تكرار الكارثة في دول أخرى بسبب أزمة الغذاء
ألقت أزمة سريلانكا بظلالها على بعض الدول التي تمر بظروف اقتصادية تزداد صعوبة مع تفاقم الأوضاع الغذائية في العالم بسبب الحرب الروسية الأوكرانية.
من جانبها، علقت صحف عربية على الأزمة السياسية في سريلانكا بعد اقتحام حشود من المتظاهرين مقر الرئيس، جوتابايا راجاباكسا، ومقر شقيقه رئيس الوزراء، ماهيندا، وفرارهما إلى جهة غير معلومة.
ولا يستعبد عدد من المعلقين قابلية تكرار "سيناريو الثورة السريلانكية" في دول تمر بظروف اقتصادية مشابهة، نتيجة أزمة الغذاء العالمية التي يمكن أن تدفع الجياع إلى اقتحام قصور الحكام.
ويرى آخرون في الأخوين راجاباكسا "نموذجا تقليديا للنخب الحاكمة في البلدان المتخلفة" و"الإقطاعية السياسية"، وأن ما وصلت إليه سيرلانكا هو مثال على ما يمكن أن تفعله "الحكومات المتخبطة".
السيناريو السريلانكي
ولا تستبعد "رأي اليوم" الإلكترونية اللندنية تكرار النموذج السريلانكي في دول أخرى، وتقول: "إذا أردت أن تعرف ماذا قد يحدث في العديد من العواصم في الأشهر القليلة المُقبلة فما عليك إلا أن تتعرّف على أسباب الاحتجاجات الشعبية الهادرة التي اجتاحت العاصمة السريلانكية خلال الأيام الثلاثة الأخيرة".
وتضيف: "لم نبالغ إذا قلنا إن هذا السيناريو السريلانكي قد يتكرر في بعض الدول التي بدأت تواجه أزمة غذاء، بسبب ارتفاع أسعار الحبوب أكثر من 50 في المائة في الأسواق العالمية، علاوة على انخفاض حجم صادرات الحبوب نظرا للحرب الأوكرانية".
فيما تقول "القدس العربي" اللندنية في افتتاحيتها: إن الأزمة الأمنية والاقتصادية في سريلانكا "فاقمتها الإدارة الفاشلة للأخوين" راجاباكسا.
وتضيف: "يمثّل الأخوان راجاباكسا نموذجا تقليديا للنخب الحاكمة في البلدان المتخلفة، حيث تتناوب بضعة عائلات سياسية على السياسة والاقتصاد والأمن، وتقوم بخدمة مصالحها والدفاع عن هيمنتها مما يؤدي لنتائج كارثية على البلاد والمواطنين".
وتقول "العرب" اللندنية نقلا عن مراقبين: إن "الإقطاعية السياسية كان لها أثر كبير في تشكيل الأزمة والوصول بها إلى وضعها الراهن".
ويعدد عبد الله الردادي في "الشرق الأوسط" اللندنية الأخطاء التي ارتكبتها حكومة راجاباكسا حتى وصل الأمر إلى إغلاق المدارس "لعدم قدرة الحكومة على توفير الورق والأحبار، وأن المستشفيات ألغت الكثير من العمليات لعدم توفر خيوط الجراحة".
منع الرئيس من مغادرة البلاد
يأتي هذا في الوقت الذي أفادت فيه قناة العربية فى خبر عاجل، أن موظفى المطار فى سيريلانكا منعوا الرئيس السريلانكى من مغادرة البلاد.
وأعلن حزب المعارضة الرئيسي في سريلانكا، أنه سيرشح زعيمه لرئاسة البلاد.
كانت السلطات في سريلانكا، قد أعلنت أن رئيس البرلمان أكد إجراء انتخابات رئاسية في 20 يوليو، وأن البرلمان يعاود جلساته اعتبارا من 15 يوليو.
وفى وقت سابق، أكدت مصادر سياسية بارزة في سريلانكا أن الرئيس جوتابايا راجاباكسا سيقدم استقالته إلى رئيس البرلمان بعد غد الأربعاء، وبعد ذلك سيتم اتخاذ قرار بإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية قبل مارس المقبل.
وأوضحت المصادر لصحيفة ديلي ميرور السريلانكية إنه على الرغم من إعلان رئيس مجلس النواب مساء أمس الأول أن الرئيس سيستقيل يوم الأربعاء، كان هناك عدم يقين بشأن ما إذا كان سيتنحى عن منصبه بالفعل.
قالت شبكة العربية إن الرئيس السريلانكي سيعلن تنحيه عن السلطة فى 13 يوليو، نقلا عن وسائل إعلام فرنسية.
يذكر أن رئيس الوزراء السريلانكى رانيل ويكرمسينج ذكر يوم السبت، أنه سيتنحى عن منصبه، وكتب رانيل ويكرمسينج على تويتر: "من أجل ضمان استمرار عمل الحكومة، وكذلك سلامة المواطنين، أقبل أفضل توصية لقادة الحزب - لإفساح المجال لحكومة من جميع الأحزاب، لتسهيل ذلك، سوف أتنحى عن منصبي كرئيس للوزراء".
وأعلن ويكرمسينج قراره بعد اجتماع لقادة الأحزاب السياسية، ترأسه رئيس برلمان البلاد، ماهيندا يابا.
محاولات روسية
يشار إلى أن روسيا حاولت مساعدة سريلانكا في تجاوز الأزمة، وكشف مسؤول بوزارة الكهرباء والطاقة في سريلانكا عن وصول ممثلين لشركتي نفط روسيتين إلى بلاده، لبحث استمرار إمدادات النفط الروسي.
وجاءت الزيارة بعد أقل من يوم من مناشدة الرئيس جوتابايا راجاباكسا نظيره الروسي فلاديمير بوتين الحصول على إمدادات الوقود.
وكتب راجاباكسا تغريدة قال فيها: "حظيت بمحادثة بناءة للغاية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ولدى تقديمي للشكر على كل الدعم الذي قدمته حكومته للتغلب على التحديات في الماضي، طلبت عرضا لدعم ائتماني لاستيراد الوقود لمواجهة التحديات الاقتصادية الحالية".
وقال راجاباكسا إنه ناشد بوتين استئناف رحلات الخطوط الجوية الروسية "إيروفلوت" إلى سريلانكا.
وكانت شركة إيروفلوت قد علقت رحلاتها التجارية إلى كولومبو في الرابع من يونيو الماضي بعد عدم السماح بتحرك طائرة مؤجرة تقوم الشركة بتشغيلها بناء على أمر محكمة طلبته شركة في أيرلندا، تمتلك الطائرة.