تقرير خطير عن عواقب غير متوقعة تواجه المتطوعون الأمريكيون في أوكرانيا
تكهن المحللون العسكريون بأن الحرب ستستمر، وقد تصل إلى طريق مسدود، ما يعني أن المزيد من المتطوعين الأمريكيين قد يتعرَّضون للإصابة أو الأسْر أو القتل.
أصبحت الحرب بين أوكرانيا وروسيا موضوعًا يهم العسكريون الأمريكيون، ولكن عواقب الصراع قد تنتشر في المجتمع العسكري الأمريكي بطرق غير متوقعة غير مستعد لها.
بحسب تقرير موقع "تاسك أند بوربوس" الأمريكي، المنشور 6 يوليو، قد تلوح أزمة صحية نفسية في الأفق للمتطوعين الأمريكيين العائدين من أوكرانيا، فمن الواضح أن عددًا كبيرًا منهم انضموا إلى القتال ضد روسيا.
الحكومة الأوكرانية تساعد المتطوعين
بحسب التقرير، أنشأت الحكومة الأوكرانية موقعًا إلكترونيًّا لمساعدة المتطوعين الأجانب في القتال جنبًا إلى جنب مع الجيش، ويصف موقع الويب كيفية الحصول على التأشيرة، وتفاصيل عن مكان السفر عند الوصول إلى كييف.
وقال وزير الخارجية الأوكراني، بعد وقت قصير من إطلاق الموقع: إن ما يقرب من 20 ألف متطوع من 52 دولة تقدَّموا بطلبات.
وتتزايد الخسائر الأمريكية في أوكرانيا، وسجلت ما لا يقل عن حالتي وفاة أمريكيين مؤكدين، وقُبض على اثنين واحتجزا كأسرى حرب، ووُجهت إليهما تهم جرائم حرب ويواجهون عقوبة الإعدام، في حين تكهن المحللون العسكريون بأن الحرب ستستمر، وقد تصل إلى طريق مسدود، ما يعني أن المزيد من المتطوعين الأمريكيين قد يتعرضون للإصابة أو الأسر أو القتل.
انتحار الجنود
وفقًا لتقرير الصحفية الأمريكية، جانا مانتوا، وجدت دراسة أُجريت في عام 2021 أن عدد قدامى المحاربين تضاعف بعد 11 سبتمبر، وانتحر 4 أضعاف الذين ماتوا في القتال، وكذلك وجد التقرير أن حالات الانتحار التي تسري بين صفوف المجندين ذوي الخبرات، تفوق حالات الانتحار بين المجندين عديمي الخبرة.
ويُعزى معدل الانتحار المتزايد إلى الصدمات والتوتر والإرهاق، وقد تؤدي الوتيرة العالية والوحشية في القتال في أوكرانيا إلى مشاكل صحية نفسية أكثر خطورة، مثل اضطراب ما بعد الصدمة لدى المتطوعين العائدين، وقد تتفاقم هذه القضايا بسبب جوانب فريدة أخرى لهذا الصراع.
أمريكيون يقاتلون ضد الأوروبيين
بحسب التقرير، يقاتل الأمريكيون في هذه الحرب ضد الأوروبيين. في الحرب العالمية على الإرهاب، كان الأمريكيون يميزون أنفسهم بسهولة عن العدو، ويعتبرون أنهم يقتلعون الإرهاب من جذوره، فكان من السهل نفسيًا عليهم تجريد العدز من إنسانيته لأن العدو الإرهابي في نظر الجندي الأمريكي شخص مختلف عنه.
لكن هذا ما لم يحدث في أوكرانيا، يقول متطوع أمريكي: "أنا محارب قديم في أفغانستان، ومن ذوي الخبرة القتالية، لقد رأيت جثثًا من قبل، قتلى طالبان، قتلى مدنيون أفغان، لكن هذه الثقافة كانت بعيدة كل البُعد عن ثقافتنا لدرجة أنني لم أستطع أن أتوافق معها حقًا، ولكني عندما رأيت بعض القتلى الروس مصطفين على جانب الطريق، صُدمت، وفكرت، هؤلاء الرجال يمكن أن يكونوا أنا".
متى يتأثر الجندي نفسيًّا؟
تقول مانتوا إن الأذى المعنوي يحدث عندما يختبر الفرد أو يشهد حدثًا يتعارض مع قيمِه أو معتقداته الأخلاقية الأساسية، ويمكن أن تترك الإصابة الأخلاقية، مثل اضطراب ما بعد الصدمة، ندوبًا عاطفية دائمة، وفي حالة عدم قدرة المحاربين على الانفصال نفسيًّا عن العدو كعدم انفصال الأمريكيين عن الروس الذين يقاتلونهم، قد يكون احتمال التعرض لضرر معنوي أعلى.
ويلجأ معظم المحاربين القدامى للخدمات الطبية والنفسية في الجيش الأمريكي، خصوصًا أنه يمكن أن يؤدي اضطراب ما بعد الصدمة إلى تصنيف 10-70% إعاقة اعتمادًا على شدتها، وإذا عانى المحارب القديم من اضطراب شديد لما بعد الصدمة لدرجة أنه يتعارض مع قدرته على العمل، فقد يكون مؤهلًا للحصول على تصنيف إعاقة بنسبة 100%.
العائدون من أوكرانيا ضحايا اضطرابات نفسية
لا يوجد تصنيف للضرر المعنوي لأنه ليس تشخيصًا رسميًا حاليًا، لكن نظرًا لأن الضرر المعنوي واضطراب ما بعد الصدمة لهما أعراض متداخلة، فقد يحصل بعض الأفراد على تشخيص اضطراب ما بعد الصدمة نتيجة للإصابة الأخلاقية.
غالبًا ما يُطلب من أولئك الذين يحصلون على تشخيص اضطراب ما بعد الصدمة كتابة ورقة لفصل الأحداث التي يعتقدون أنها أدت إلى اضطراب ما بعد الصدمة، والأهم من ذلك، يجب أن يكون الاضطراب مرتبطًا بالخدمة في الجيش حتى يتمكن المتطوعون الذين يعودون من أوكرانيا من الاستفادة من مزايا مساعدة ضحايا الاضطرابات النفسية.