الجائزة العالمية فى الغباء السياسى!
بناءً على ممارسات جماعة الإخوان المسلمين، بعد أن أطاحت الإرادة الشعبية ممثلة في جماهير "تمرد" التي خرجت في 30 يونيو، يمكن القول إنه لو كانت هناك جائزة عالمية في الغباء السياسي فينبغى منحها دون أي تردد لقادة الإخوان المسلمين!
وذلك لسبب وجيه، مؤداه أن هؤلاء الزعماء المزعومين للجماعة قرروا - بعد سقوط الشرعية السياسية عن محمد مرسي – خوض معركة شرسة لا ضد القوات المسلحة فقط، التي أيدت ببطولة نادرة الإرادة الشعبية وحمت البلاد من الانهيار الكامل للدولة، ولكن –ويا لغبائهم- ضد الشعب المصرى كله!
يعنى بصراحة، هؤلاء القوم السذج قرروا أن يحكموا مصر بالعافية! بشرعية أو دون شرعية! بانتخابات مزورة أو بغير انتخابات، قررت الجماعة المزعومة أنها ستحكم البلاد إلى أبد الآبدين لأن هذه – في زعمهم- هي المشيئة الإلهية!
ولم يتوان هؤلاء الزعماء الذين يمثلون دور البطولة في كوميديا هزلية تمثل على مسارح "رابعة العدوية" وميدان "النهضة"، عن نشر الخرافات التي تجعل المواطنين البسطاء يصدقون بلا وعى أكاذيبهم الباطلة!
وليس أدل على ذلك، من الأحلام التي أعلن أحدهم أنه رآها في المنام وكيف أن سيدنا "جبريل" زار "رابعة العدوية" لكى يشد أزر المعتصمين من المتطرفين الذين يمسكون بالشوم "ويمارسون في الهواء الطلق التدريبات القتالية، بحيث حين يقررون الدخول في معركة حاسمة ضد الشعب المصرى -لكى يحكموه بالنبوت- يكونون جاهزين!
ما هذا الغباء المستحكم، وما هذه الجهالة العميقة؟
ليس هذا غريبًا على جماعة دينية متطرفة، ليس لديها أي مشروع فكرى، وتبين أن شعارها الذي صدعّت به رءوسنا طوال سنوات طويلة وهو "الإسلام هو الحل" فارغ من المضمون!
وذلك لأنهم حكموا فتزايدت المشكلات، وتدهورت الخدمات، ولم يستطع رئيس جمهوريتهم المتلعثم أن يدير الدولة، لأنه في الواقع كان مشغولًا للغاية بهدمها استعدادًا لإعلان الخلافة الإسلامية!
ما هذه الأوهام السياسية الساذجة التي تكشف عن جهل مركب بالنظام الدولى وقواعده ومعاييره، وعن تجاهل تام بالحقائق الخاصة بالدول الوطنية التي لن تقبل أبدًا أن تذوب في إطار خلافة إسلامية يحكمها الخليفة المختار من قبل جماعات دينية متطرفة لا تعى حقائق العالم المعاصر.
لقد سبق أن قلنا إن مزاعم الإخوان المسلمين المتعلقة بأنهم سيكونون أساتذة العالم، إن أكدنا أن هذا القول صحيح، ولكن في الجهل!
والآن نقول إن جماعة الإخوان المسلمين بممارستها الإرهاب ضد القوات المسلحة وضد جماهير الشعب وقطعها للطرق وتعطيل مصالح المواطنين وترويعهم، إنما تقوم بأسوأ دعاية ضد نفسها، وتبرز في الواقع استحقاقها المشروع للجائزة العالمية في الغباء السياسي!
وليس من الواضح لأحد المنطق المتهافت الذي اعتمد عليه قادة الجماعة في تحريضهم العلنى لجماهيرهم لممارسة العنف، سواء ضد جماهير 30 يونيو أو ضد منشآت القوات المسلحة.
هل يظنون أن هذه الممارسات الإرهابية يمكن أن ترجع الدكتور "محمد مرسي" إلى منصبه مرة أخرى لكى يمارس سلطاته كرئيس للجمهورية؟
إذا كان الوهم قد تحكم في عقول قادة الجماعة إلى هذه الدرجة، فمعنى ذلك أن الموجة الثورية العارمة في 30 يونيو قد أفقدت هؤلاء القوم عقولهم!