رئيس التحرير
عصام كامل

تباين المواقف الدولية والإقليمية يزيد من أمد الأزمة السورية


يكشف حديث المعارض السوري ميشال كيلو بأن الحرب في سوريا يطول أمدها بسبب انضمام أطراف وقوى أجنبية للصراع، حقيقة المواقف الإقليمية والدولية من الأزمة السورية ومدى تبدلها وتغيرها، فقد أكد أن الحرب في سوريا عرفت تغييرا في طبيعتها وأصبحت ذات طابع إقليمي، حتى أصبحت المعارضة "الطرف الأضعف"، على حد تعبيره.


كما توقع امتداد واستمرار الحرب لفترة طويلة بعد مشاركة حزب الله اللبناني، مضيفا أن الحرب في البداية كانت بين نظام وشعب "لكنها أصبحت الآن حربا إقليمية".

ومن الواضح أن تبدل مواقف القوى الدولية من الأزمة السورية هو العامل الحاسم في استمرارها وذلك لأن في ذلك إضعاف للمعارضة السورية، التي طالما طلبت من القوى الدولية تزويدها بالسلاح لمواجهة بطش النظام السوري. تباين دولي من تسليح الثوار

وفي هذا السياق يمكن إبراز مواقف تلك القوى الدولية من مسألة تسليح المعارضة على النحو التالي: اتسم الموقف الأمريكي بعدم الوضوح بشأن قضية التسليح ويركز فقط على ضرورة الحل السلمي للأزمة، ويسود انقسام وسط المسؤولين في الإدارة الأمريكية بشأن تسليح الثوار، ما بين داع إلى تسليح المعارضة وداع إلى فرض منطقة حظر جوي في سوريا.

وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في مؤتمر صحفي مع نظيره البريطاني وليام هيغ "نحن مصممون على القيام بكل ما في وسعنا من أجل مساعدة المعارضة كي تكون قادرة على إنقاذ سوريا، مؤكدًا أنه "لا أحد منتصرا في سوريا على النحو الذي تسير عليه الأمور هناك، فالشعب خاسر وسوريا كدولة خاسرة، وما ظللنا ندفع إليه نحن جميعنا الذين نشارك في هذا الجهد، هو حل سياسي يضع حدا للعنف وينقذ سوريا، ويوقف القتل والدمار لكل البلد".

أما الموقف البريطاني فهو الأكثر جرأة، فقد أعلنت بريطانيا عن تقديم معدات حماية لمقاتلي المعارضة في سوريا بقيمة 656 ألف جنيه إسترليني (نحو 984 ألف دولار) بـ"شكل عاجل"، وذلك بهدف مساعدتهم على النجاة من هجمات تستخدم الأسلحة الكيمياوية والبيولوجية.

وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج في بيان مكتوب إلى البرلمان، إن بريطانيا سترسل 5000 غطاء للرأس، وأقراصا للعلاج المسبق من غازات الأعصاب، وأجهزة للكشف عن الأسلحة الكيمياوية، إلى الائتلاف الوطني السوري المعارض في الثالث من أغسطس المقبل أو بعد ذلك.

في حين يأتي الموقفين الروسي والإيراني الرافض لتسليح المعارضة ليزيد من تعقيد الموقف الدولي، إذ انتقدت وزارة الخارجية الروسية قرار مجموعة أصدقاء الشعب السوري الذي أعلن في الدوحة مؤخرًا بشأن تسليح الثوار السوريين، كما جدد الرئيس الإيراني حسن روحاني موقف طهران الرافض للتدخل العسكري الأجنبي في سوريا، حيث قال روحاني "إن سياسة بلاده تقوم على مساعدة الدول والحكومات الإقليمية، معربا عن اعتقاده بأن المشاكل التي تشهدها المنطقة ولا سيما سوريا لا يمكن أن تحل عسكريا".

أما الموقف الفرنسي فقد انتقد روسيا على دعمها لنظام الأسد بالأسلحة والعتاد في نفس الوقت الذي تصر فيه على حل الأزمة سلميًا بعيدًا عن تسليح الثوار، حيث أكد الرئيس الفرنسي هولاند على أن تسليح الثوار يتطلب أولًا أن تكون المعارضة السورية قادرة على تنظيم نفسها للوصول إلى انتقال سياسي، وأن تنفصل عن الجماعات المتطرفة التي تسعى من خلال نشر الفوضى إلى إعاقة هذا المشروع.

أما الموقف الصيني والذي يرى ضرورة الحل السلمي للأزمة، وبالتالي يرفض تسليح المعارضة السورية لأن ذلك يفتح باب التدخلات العسكرية المرفوضة من قبل بكين، وفي الإجمال، يبقى دور الصين غير بارز في معظم أرجاء الشرق الأوسط، ماعدا بعض الدول مثل إيران أو السودان اللتين عقدت معهما علاقات على الصعيدين الاقتصادي والعسكري، وفي مجال الطاقة. كما أنها زودت بالأسلحة والمعدات والتدريب الدول التي تخضع إلى حصار من الغرب أو التي لاتربطها علاقات جيدة معه.

الجريدة الرسمية